كاره الموسيقى|الفصل الثاني

8 A.M ….

نور الصباح يدخل الغرفة .. افتح عيناى لابدء يوم جديد او بالاحرى يوم عمل جديد ارتديت ملابسي و ضغط على ماكينه القهوة انها مجرد منبه فقط الماكينه لا تحل مكان الانسان ابدا يبقى الشئ بلا روح و لا طعم لكن لا وقت لتمتع بالقهوة الان ساتاخر على العمل على كل حال..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

دعونى اكمل لكم حكاية جانيت لكن فى البداية اغفروا لى ذكرى الدائم للوقت لكنها عاده فا انا اغفل الايام و التواريخ لكن عينى دائما تتابع الساعه .

اعتدت الذهاب الى مقهى جانيت فى نفس المعاد و هى ايضا اعتادت وجودى بعد نصف ساعه تحضر طلبى المعتاد و تغادرى اصبحت اغفل عملى ساعه تقريبا فقط انظر اليها فقط و اكمل عملى فى وقت اخر .

اعتادت وجودى فتطور الامر ال انها اصبحت تقابلنى بابتسامة ودوده قائله : مرحبا راسل كيف عملك اجيب بفصاحتى المعتاده جيد لتومئ لى براسها و ترحل ..

3 P.M….

لازلت اذهب الى المقهى يوميا فى المعاد الذى اعتدت عليه لكنه فقد روحه بالنسبه لى .. اتذكر اول مره طلبت منها الخروج كانت مرحه و حيويه كما هى عادتها دائما تلى ذلك العديد من المرات و توطدت علاقتنا كثيرا لم اكن املك الكثير من الوقت فلم تكن مقابلاتنا كثيرا جدا لكن تحمل مشاعر صادقة تشعر بها و تتفهم صمتى اغلب الوقت .

ذات ليله اخذتنى الى احد المقاهى تحمل طاولاتها الشموع و يعزف احدهم على الساكسفون اغانى الجاز القديمة كانت هائمه مع الانغام للغايه اخرجت حاسبى و شرعت اكمل اعمالى جذبت الحاسوب جانبا قائلا : الا تمل من العمل استمتع قليلا .. قلت لها : ما الممتع فى هذه الانغام القديمة جانيت امسكت قلمى و ضربتنى به فى راسي فتاوهت ثم تابعت : الا تتمتع بالقليل فقط القليل من الذوق .. هذا ليس جو قديم انه هائم و رائع يوما سافتتح مقهاي الخاص و ستعزف فيه فقط موسيقى الجاز التى تدعوها بالقديمة .. قلت لها : لن تجدى العديد من الزبائن لم يعد احد يستمع اليا الان قالت هل تريد ان تراهن سياتى الجميع الى ذلك المقهى لاجل تلك الالحان .. سحبت حاسوبى و قلت لها : حسنا صغيرتى سنرى.

8 : 30 P.M...

جمعت اشيائي لاتمشي الي المقهى الخاص بها كعادتى كل يوم لازال امامى ساعه على الاقل حتى تغلق المقهي ماذا عساى افعل فى كل هذا الوقت قررت اخيرا ان اخذها مشي الى المقهي اضع سماعات هاتفى فى اذنى و استمع الى الالحان .. تلك الالحان التى كنا نسمعها سويا رغما انها تذكرنى بتلك الايام و لكنى لا اجرؤ على النسيان انا لا اريد ان افقد نفسي بنسيانها ..

اين توقفنا ؟ .. اه حسنا حلم المقهى الخاص بها توالت الايام اصبح اغلب كلامها على المقهي و الاجاز و ماذا ستضع هنا و هناك و انا لا افعل شي سوى العمل لا اجيب حتى على اغلب ذلك ما دخلى انا فى كل هذا لتفعل ما تحلو لها الن يجعلها هذا سعيده حسنا فلتفعل و اذا فشلت حسنا لا باس ما ضرر ذلك .

استمر الوضع و استمرت الفجوه بيننا فى الاتساع حتى وصلنا الى نقطه الانهيار .. كانت هذا اليوم صامته للغايه لا تفعل شيئا و لا تقول شيئا فقط تنظر الى قدح اقهوة الفارغ امامها و تمرر اصابعها فوق فوهته فى حركه دائرية هذه ليست عادتها انهيت عملى و ظللت انظر اليها قليلا حتى قطعت هى الصمت قائله : حتى لن تسئلنى ما بى يجب ان اخبرك انا بكل شئ لا تسئل لا تهتم سوي بذلك العمل الغبي العقيم فقط .. قلت لها : احاول ان اترك لكى مساحتك الخاصه .. و بالمناسبة ذلك العمل العقيم هو ما يساعدنى على كسب المال لنتزوج .. قالت : و هل تعتقد ان شئ سيتغير اذا تزوجنا .. لقد اعتدت على ذلك يا راسل انت لن تتغير .. لا تشعر بي لا تهتم جب ان افعل انا كل شئ حتى محاولاتى فى جعلك تتغير فى ذلك الجانب لا تلاحظها اذا كنت ذلك الحاسوب كنت لاحظت ذلك لكن لا انا الراديو الخاص بك حتى انك لا تدرك ان ذلك الراديو قد نفذت بطاريته و لم تشحنه .. تنهدت قائلا : مائا خلف تلك القصائد هل تكرمتى بالشرح .. ظلت تنظر الى طويلا و بعينيها نظره دشه ممزوجه بغضب لم ارهما بعينيها سابقا ثم نهضت قائله : اتدرى انتهى ذلك الى الابد يا راسل .. اخذت حقيبتها و همت بالذهاب فسبقتها ممسكا بيدها قائلا : ماذا تعنين بانتهى .. نفضت يديها قائله : انتهي يعنى فقط انتهي لم يعد هناك نحن لن اكمل ذلك العلاقه انتهت طاقتى عند ذلك الحد يمكنك الان ان تكمل عملك انظر اشتاق اليك حاسوبك .. ثم غادرت حاولت ان اتحدث معها عدة مرات و لم تجيب .. تواصلت مع لويس انه يعمل معها بنفس المقهي توطدت علاقتنا اصر الازمه التى مررت بها عندما حاول لويس ان يصلح الامر بيننا و لم يفلح الامر تمام فقد ادركت موخرا انى استنفذت رصيدى لديها كاملا .. انتقل بعدها لويس للعيش معي و اصبحت اتابع اخبارها منه حتى اخذت المقهى الخاص بها و ترك لويس عمله و ذهب معها و من ذلك الوقت اضيف الى روتينى اليومى ان امر بعد انتهي من عملى و امر على لويس اراقبها قليلا ليرتوى شوقى قليلا برؤياها و انتظر لويس فى نهايه الشارع لنعود الى المنزل معا لابدء فى اليوم التالى نفس الروتين بعد ان استسلمت الى فكره انها لن تغير رايها و لن تعود الى .

اتى خبر خطبتها القريبه على كالصاعقه لم ادرى ما علي فعله قليلا هل اصبح انانيا و اظهر مره اخرى فى حياتها راغبا فى اصلاح الامر فافسده اكتر ام التزم الصمت و بالطبع اتخذت القرار الثانى .. كنت ارى فى نظر لويس رفضه لرغبتى فى التزام الصمت ارى ذلك واضحا بعينيه لكنه تقريبا لا يتحدث سوى الى ساكسفونه و هذا ما يجعل منا صحبه جيده السكوت المتبادل و عدم الانزعاج مطلقا من الامر .

10 P.M …

وجدت نفسي امام المقهى يالهى انها العاشره لم انتبه الى الوقت اكره ترك نفسي الى لك الذكريات الامر مولما حقا .. كانت هناك حركه غريبه بالمقهى اليوم لا ادرى ما بهم حاولت ان اسمع اي شيئا كن مسافتى لم تسمح لى كانت تحاول ان تبتسم فى مجامله للجميع نظر الى لويس عبر النافذه فهو يعلم مكانى المعتاد جمعت خيوط الامر اخيرا يبدو ان الخطبه قد تحددت .. الامر ينتهى الان يا راسل .. تجمدت افكارى فى تلك اللحظه و رحلت عائدا الى المنزل لم انتظر لويس كعادتى لم اكمل عملى بالمنزل فقط دخلت الى السرير و اغلقت السرير واضعا وساتى فوق راسي اقاول سيل الافكار و عبراتى تتجمع بعينى .. حسنا راسل اهدئ الان اهدئ هذا كله كابوس ستنام الان و ستستيقظ بالصباح تجد كل هذا انتهى لن يحدث ذلك … لن يحدث ..

فتح لويس الباب بوقت متاخر من الليل حقا لا ادرك متى ما هى الى ثوان و انغلق الباب .. لما يتفقدنى انه يعلم اننى بالتاكيد فى المنزل لم يحدث شئ ليتفقدنى اليس كذلك .. هنا سالت عبراتى على خدى اخيرا .. اغمضت عينى مره اخرى ضاغطا على وسادتى .

لمطالعة الفصل الأول |

كاره الموسيقى|الفصل الأول

عن admin1

شاهد أيضاً

آلة الكمان فى برنامج البحر واحد والكنوز ألوان فى صوت العرب

القاهرة | خاص غدا الاثنين في الساعة العاشرة والنصف صباحًا على راديو صوت العرب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *