كَتم الأنفاس | في الكيف مُوش في المدرسة

صلنا جميعا لهاوية المصطلحات التي نقدر نعبر من خلالها على واقعة ما، كونها مشتقة وخرج تلك المجتمعات والأقرب لهم ولمستوى إدراكهم ..
اتذكر انتقاء الكلمات واستبدالها بأخرى لائقة في بداياتي وقبل قرابة الخمسة وعشرون عاما لم نملك حينها رفاهية المصطلحات العامة الجارحة او المبتذلة وكان علينا إلتزامات وحدود ننهجها كحالنا في المدرسة وقت كنا براعم صغيرة ،كان خوفنا من غرفة الفئران الوهمية يفوق خوفنا من اي شئ اخر ومتاهتنا في حديقة الحيوان وكأننا نموت من لفظ الحياة ونحن نبحث عن مشرفينا واساتذتنا لنتجنب الضياع او الخطف وكبرنا ورأينا ابنائنا ينقلون لنا ما يحدث بواقعهم الإفتراضي ..

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم

ماما؟
نعم
عارفه شوفت ايه انهارده وانا بلعب في البلاي جراوند اثتاء البريك؟
هعرف منين إرغي
شفت ولد في الهاي ليفل جريد 10 ماسك سكينة..
مممممم بتقول ايه ؟ سكينة
– أه والله يا ماما وقعد يبص بعينه لمريم وهي بتفتح اللانش بوكس لدرجة خافت تاكل وجريت.
وبعدين
– قام راح مسك اللانش بوكس واكل السندوتش اللي فيه ورماه على الارض..
وفين المشرفين ؟ فين السوبر فايزر؟ فين المدير؟ وانت عملت ايه؟
معرفش كانوا فين ،البلاي جراوند كان زحمة جدا وكنا بنعرق جدا واكيد هم كانوا في التكيفات وانا جريت وراء مريم وعطتها اللانش بوكس عشان كانت بتبكي وقسمت معاها اكلي .
برافو حبيبي انك ما تركتها والولد دا انت عارفه كويس؟
– بتسألي ليه؟
عشان أرسل للمدرسة اشتكيه ولو ما عملت شئ هطلع للوزارة للرئاسة موش هاسكت..
_ لا يا ماما بليز اخاف يعملي حاجة انا او مريم
يعملك ايه ؟
-تيم قالي ان نفس الولد جرح اخوه في رجله وقت غلبه بالكرة وواحد تاني زميلة لمس اخت مهند في مكان ( عيب) ولما قالوا لأهاليهم وبلغوا حصل مشكلة كبيرة والأبهات ضربوا بعض وانا خايف على بابا.
ايه التهريج دا انت عارف كل دا وموش قلتلي ازاي؟
– خفت يا ماما خفت انا موش عاوز اروح المدرسة دي تاني..
موش هتروح يا حبيبي لحد ما الموضوع دا ينتهي
ولو ما اتاخد موقف بلاها المدارس .
– انتي خايفة يا مامي؟
لا حبيبي انا عاوزه بس اخد موقف عشان ميصحش الكلام دا يحصل خصوصا في بيئة تعليمية ..
طبعا اي ام تسمع الكلام دا هاتترعب موش بس هتخاف ودي حدوتة من عشرات الحواديت اللي بسمعها من اول اكتوبر حتى اللحظة وأخرها لعبة كتم الانفاس واللي سبقها مدرس اتسبب في نزيف مخ بنت وماتت واخر في سقوطها من الثالث وأشياء يشيب لها الولدان..
كتم الأنفاس..
لا اكذب عليكم هي لعبة قديمة انا نفسي لعبتها وكانت فعلا بتسببلي هزيان ودوخة وفي كمان الاصعب وضع اكياس البلاستيك او الكيلونات على الوجه للعبة الحرامي وهي ايضا من الالعاب المميتة  ولكن انتشارها بهذا المنطق لا يدل على فشل وزير او مدارس فهذا امرا قديم ولكن لسوء حظ مسؤولي هذا الزمن ان الفضائح بجرس ،واي ڜي بيسهل تناقله عبر وسائل الإعلام التقليدية والبديلة بشكل لا يمكن التحكم به وهنا ليس عليهم الا الحكمة من العبرة وهي عدم رغم الطالب الذهاب للمدرسة ان كان التحكم في طلابها ليس يسيرا نتيجة لعجز الكوادر او وجود كوادر بتعطي ابنائنا على قدر ما بتاخد من الحكومة ( يعني بحسبتهم ملاليم) وتفعيل الية التدريس اون لاين مفتوح وفي قنوات التلفاز وصرف باقات نت مدعمة للطلاب من ضمن المصاريف ليسهل تعليمة من الداخل وتحديد ايام معينة يذهب في الطالب مدرسته بجدول مسبق لكل صف في حين تعسر في فهم مادة معينة ولابد من التاكيد على حضور المعلم وحرصه على تواجده حتى لو كان طالب واحد فقط ( طالما بيقبض)..
وجميع الاختبارات اون لاين ملفات،بريد،الكتروني،( بحبحوا شوية الاختيارات) سواء في الداخل او الخارج وافتحوا المنصات اللي يسافر ومعاه اقامة يختبر من اي مكان ( بلاش تعقيدات) كل دا في صفوف النقل مشروع وبالاخر الطالب المهمل هيبان اما في اعدادي اوثانوي او حتى الجامعة ( بقولكم بحبحوها) ) ..
والام او الاب اللي مصممين يحللوا المصاريف ويرسلوا اولادهم المدارس علشان بيشتغلوا وغير متفرغين او علشان عاوزين حياة اجتماعية لأبنائهم ( الكلام دا بعدين نرجعله) المهم: نصيحة اللي شايف ابنه يقدر يتعامل يتفضل يتركه يذهب لعالم المدارس ويحصنه واللي حاسس انه لا يقدر التعامل وهيعيش حالة استرس كل يوم لعودته بلاها ….حقيقي بلاها…
كلهم هيكبروا عادي واللي فاتهم وهم صغار يتعوض لكن لو ولد اخد مطوة في جنبه ولا بنت اتعرضت للتحرش ولو تعاطوا مخدرات وبدل ما يكتموا الأنفاس يحبسوها عشان تعلي معاهم أو يضطروا يسمعوا الفاظ خارجة ومعاشرة ثقافات مختلفة وتربية معدومة من بعض الأبناء الطلاب وأهاليهم  امرا باكر عليه جدا، ان نترك براعم تتعامل معاه لحالها دون رقيب معلم إدارة او وزارة او والد …
اللهم بلغت اللهم فاشهد..

عن admin1

شاهد أيضاً

المسكوت عنه

بقلم : يحي سلامة روى لي شاب من أقاربي أنه في أثناء تأديته صلاة الجمعة …

2 تعليقات

  1. معقولة في حد لامم الدنيا كده وفي كم كلمة الله يسترك يا دكتورة ويباركلنا فيكي

  2. شوقى سراج الدين

    انكأت الجرح استاذه ليندا

    رؤيه جيده

    سأضم لها رؤية أخرى لى قريبا
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *