الكاتب الصحفي محمود الشربيني
الكاتب الصحفي محمود الشربيني

ضوء في آخر النفق | حائط بطولات الأمة..متى يكتب؟

بقلم :  محمود الشربيني

 عام واحد فقط يفصلنا عن الاحتفال بمرور نصف قرن على معركة أكتوبر ١٩٧٣.

هذا العام كرم الرئيس السيسي عددًا من الأبطال. وهناك من لا يزال ينتظر أن يوضع اسمه فى مكانه الحقيقي الذي يستحقه.

فى مناسبة أخري سابقة الرئيس المصري أشاد بدور الدول العربية فى دعم الجيش المصري واستعداداته لخوض المعركة.

لغط كبير ما زال يحيط بكثير من ملابسات الحرب، في المقدمة أسباب فتح القناة السرية المصرية-الأميركية مع بدء المعارك، والأسرار الكامنة وراء قرار السادات بابلاغ الأميركان مبكرًا وعبر هذه القناة (حافظ إسماعيل) بعدم نيته تطوير الهجوم!

كما يحيط لغط كبير بأسباب حدوث ثغرة الدفرسوار وكيفية مواجهتها.

ماذا حدث على الجبهة السورية، وكانت شريكة لنا في الإعداد والتجهيز للحرب؟ هل كان ذهاب ملك عربي إلى إسرائيل صباح يوم المعركة، وإبلاغها بخبر الهجوم عند المساء ضمن خطة الخداع الاستراتيجي المعروفة؟

وهل كان أشرف مروان جزءًا من هذه اللعبة أم غير ذلك؟ وهل كان لدينا بالفعل عميل داخل إسرائيل هو من أمدنا بالرسوم التفصيلية لخط بارليف وتحصيناته المنيعة؟ أم أن رأفت الهجان (رفعت علي سليمان الجمال) كان مجرد شخصية مصرية زرعت في اسرائيل، لكنها لم تكن بذلك القدر من علو الكعب الذي أظهر المسلسل الشهير (رأفت الهجان) أننا نتفوق به على الموسادالإسرائيلى، وأن مؤلف المسلسل المبدع صالح مرسي نفخ في صورة “الهجان” من روحه الإبداعية؟

يذكر أن الاستاذ هيكل في سلسلة حواراته الشهيرة “على قناة الجزيرة نفى أن يكون لمصر عميل ذو قيمة داخل اسرائيل، وإن كان – وهو من هو – بدى متحيرًا إزاء الإجابة عن سؤال يتعلق بأشرف مروان، وهل كان يعمل لصالح مصر أم لا؟

الإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها، وكذا وضع “كشكول الجمسي” في مكانه الحقيقي، كأحد أعتى الأسلحة التي امتلكناها، وساعدتنا في احتساب كل صغيرة وكبيرة تتعلق بساعة الصفر، بما درسته عن سرعة الرياح المساندة أو المعاكسة لنا، وتفاصيل المد والجزر، وأنسب وقت للعبور..إلخ.

كشكول الجمسي الشهير ينم عن مقدرة عالية لرئيس أركان الجيش ،كما تنم أفكار “باقي زكي يوسف “عن كيفية إزالة الساتر الترابي عن عقلية هندسية – عسكرية فذة، وغيرها من أفكار تجلت أثناء الحرب.

حائط البطولات الذي يجب أن يكتب بعناية وبصدق عن حرب أكتوبر يجب أن يجيب على هذه التساؤلات ويضع كل قائد في موضعه ومكانه الصحيح.

فمن حق هذه الأمة أن تزهو ببطولات شاركت في المعركة الممتدة من سنوات حرب الاستنزاف، ومعارك وبطولات رأس العش وشدوان وتفجير المدمرة إيلات، والعمليات الخاصة التي تمت خلف خطوط العدو بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي ومجموعة أخرى من أشرف وأنبل ضباط الصاعقة.

وحدها حوائط البطولات تكتب تاريخ الأمم إذا كتبت بتجرد وأمانه، وفقًا لقاعدة الصدق وليست وفقًا لمقولة التاريخ يكتبه المنتصرون.
الحاجة أكثر إلحاحًا اليوم لتماسك الأمة واستذكار بطولات أبنائها في مواجهة ما يحدث لشبابنا اليوم من تغييب لقيم البطولة والانتماء، وليتنا ندرسها لهم.
أحيي كل دور عربي دعم مصر، خاصة الكويت وليبيا والسعودية والجزائر، وأستذكر العظيم “هواري بومدين”، فسيظل تاريخه في دعم المعركة يكتب بحروف من ذهب.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

ليندا سليم تكتب|مجاعة الشرف

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم بصراحة وبدون مقدمات شاحبة لم تروقني فرحة البعض …

2 تعليقات

  1. تحياتي واحترامي لحضرتك..
    طرحت أسئلة تجول بخاطر الكثير من المصريين
    الذين يشعرون في ذكرى حرب أكتوبر كل عام بأنها باتت نصرا بطعم الهزيمة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *