الكاتب الصحفي محمود الشربيني
الكاتب الصحفي محمود الشربيني

ما كل هذا الجمال يا مصريين؟ | ضوء في آخر النفق

بقلم | محمود الشربيني:

لا يزال المصريون قادرون على كل شيء، المصريون ليسوا كلهم الذين نرى عينات معينة منهم  في الشوارع “عيونهم تطق شرار”! ممن يحزون بسيفهم رأس مواطن ويدورون متباهين به في الشارع.

وليسوا هم الذين يهاجمون شخصًا احتمى بصيدلية فيكسروا زجاجها ليمسكوا به ويفرغون رصاص “المقروطة”(سلاح ناري يدوي الصنع) في جسده، ويتباهون بفعلتهم أيضًا.

ليسوا هم الذين يذهبون للساحل الشمالي فينفقون بسفاهة على اللهو والمجون الملايين.

المصريون ليسوا كلهم صناع السلع المغشوشة والكفتة المضروبة (حسب اعترافات كبابجي سابق لا تأكلوا الكفته خارج بيوتكم، فالكفتة التي تباع بسعر ٣٥ج هي نفسها التي تباع بـ٤٠٠ ج لأن المصدر واحد والفرق في “حتة دهن” تكسبها مذاقًا مختلفًا).

ليسوا كلهم الذين يلقون بالقمامة في الشارع، سواء من البيوت أو نوافذ سياراتهم ذات الدفع الرباعى.

وليسوا الذين يغنون ويرقصون على إيقاعات غثاء الغناء. وليسوا الذين يضايقون ويزعجون ويقرفون السياح في كل مكان!

ولا المتسولين الذين يملأون الشوارع، ويزورون في حالتهم الصحية (مؤخرًا أفزعني أحدهم عند  الثانية صباحًا، كان قعيدًا يتوسط  قلب الملف الأخير من  شارع مراد بالجيزة، الملف ضيق إلى حد أن حدثًا مفاجئًا كهذا يرعبك، المصيبة انه لم يكن وحده، بل، ضاق الملف أكثر بوجود رفيقه عامل النظافة الآخر! بدا لى أمرهما تهديدًا مخيفًا، كأنهما يقولان لنا: قفوا، اعطونا حسنة أو اقتلونا، ادهسونا!).

لا، ليسوا هؤلاء هم المصريين الذين أثق أنه على مدار تاريخهم – وحتى في مرورهم بما يسميه المؤرخون عصور الانحطاط كالعصر المملوكي مثلًا، أو نهايات عصور الرجل المريض  “الدولة العثمانية” – صنعوا أهم حضارة في العالم، وهي الحضارة المصرية القديمة، بما فيها من عصور انحطاط صادفتها الأسرات المتعاقبة أيضا.

 ليس هؤلاء هم جموع  شعبنا، حتى في أشد لحظات تغيرهم الحالية، وقد رصد د. جلال أمين جانبًا منها في كتابه “ماذا حدث للمصريين”.

حتى في أشد لحظات الدنيا حلكة وظلامًا وجهلًا وبذاءة وغشا في الموازيين والمكاييل والخامات، وفسادًا في التصميم والتنفيذ -مثل ترقيع الأسفلت في الشوارع المرصوفة بكل قبح وهم آمنون من العقوبة – وتعطيل المصالح وتلقي الرشاوي.

ليسوا هم الذين يأمنون العقوبة فيرتشون، ويشهدون الزور ويخادعون الله والناس، لا..ليسوا هؤلاء !

وإنما المصريون على مر العصور هم العباقرة والمبدعون والمخترعون.

هم الذين عرفوا الطب والفلك والهندسة وشادوا الأهرامات قديمًا وهم الذين تناقلت الدنيا قبل أيام بعض من اختراعات شبابها وأبنائها، فهذا د. محمود الصبحي يخترع “الانسولين الفموي” (قرص آمن لضبط السكر على مدار أكثر من يوم).

 وهشام التونسي  يبتكر فرن ضغط طبخ صحي وآمن مدمج، يتلقى من مستخدمه التفاصيل “صورة  الدم” يعرف منها طبيعة الجسم، ويحدد نوعية الأكل المناسبه لمنع إصابته بالأمراض.

ويبتكر محمود الكومي روبوتًا للتشخيص المرضي المبكر، والدكتوره فاطمة سمير تتوصل إلى تركيبة يتم حقنها في العظام خارجيًا لتلتئم دون جراحة، لمساعدة كبار السن ومرضي الهشاشة.

والدكتور عمرو هلال يتوصل لمزيج من الزيوت العطرية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.

أما  الدكتورة علا هيكل فيمكن أن تنقذ الملايين  بابتكارها علاجًا مستخلصًا من نخالة الأرز لعلاج مرض ألزهايمر.

ماهذا الجمال يامصريين؟

دمتم نورًا للعالمين..

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *