صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«ثرثرة» في كافيه «تايم نيوز بالعربي»!! (2)

‏التقى الأستاذ وتلميذه في موعدهما الأسبوعي، ولاحظ الأستاذ أن تلميذه يبدو هذه المرة مهموماً، فسأله: ماذا حدث؟ ما لك؟ هل أنت بحاجة لطبيب؟!

ابتسم التلميذ، بصعوبة، وقال: “أشعر بصداع، وعندي إحباط شديد!!

– ولماذا؟!

– أنتم السبب!! (كررها مرتين!)

– نحن؟ وماذا فعلنا حتى توجِّه لنا هذا الاتهام؟!

– أنتم، أنتم؛ بل وأنتَ، بالذات؛ يا أستاذي!

وبسرعة، أضاف التلميذ:

– أنا أقصد كل الأساتذة، وأنت بالذات باعتبارك  أقرب الأساتذة إلى نفسي، ولذا أحب حضور لقاءنا الأسبوعي، وصدقني اليوم وأنا قادم للـ”كافيه” فكّرت في ألّا أكمل الطريق إليك!

– (بدهشة) ولماذا كل هذه الثورة؟ وكل هذه الاتهامات؟ هديءْ أعصابك و”احكي” لي بالراحة!

التلميذ (يحاول تقليل غضبه بالنظر في زخارف سقف الكافيه أثناء مواصلة الكلام): أنتم كأساتذة تقولون لنا في “المحاضرات” كلاماً في غاية الجمال عن “طبيعة عملنا بعد تخرجنا”، وصحيح تصفون ” بعض” ما سنواجهه من متاعب وتحديات، لكنكم لا تقولون لنا الحقيقة بالكامل!

– وما هي الحقيقة الكاملة، برأيك، إذن؟!

التلميذ (ينفجر ضاحكاً فجأة كـ”المجنون”)، قبل أن يقول:  الحقيقة أنه “لا يوجد عمل، أصلاً، ولا يحزنون”، فلماذا كانت” الامتحانات”، و”سهر الليالي في المذاكرة” و”وجع الدماغ“!!

يبتسم الأستاذ، بدوره، وبكل هدوء تاركاً  للتلميذ الفرصة ليعبِّر، بحرية كاملة، ويُفرغ في وجهه غضبه بالكامل، فيضيف التلميذ: “اليوم فقط ذهبت لـ3 إعلانات وظائف في البنوك، والأسبوع الماضي ذهبت لـ9 إعلانات، وفي الشهر الماضي ذهبت لمقابلات كثيرة من أجل الوظائف!

الأستاذ (يقاطعه): والنتيجة؟!

– لا توجد نتيجة، فكلها نتائج سلبية، ماذا أفعل؟ أريد أن أعمل قبل أن أنسى ما درسته على أياديكم يا أساتذتنا!!

بهدوء، يرد الأستاذ: “مشكلتك أنت وزملاؤك تبحثون عن العمل في مجال التخصص الدقيق الذي درستموه بالجامعة!”

التلميذ (مقاطعاً بمنتهى الغضب): ولماذا كان وجع دماغ المذاكرة؟ هل نتعلم بالجامعة لنكون سائقي تاكسيات في النهاية، مثلاً؟!

الأستاذ (بكل هدوء): وما المانع؟ وظيفة شريفة على الأقل حتى تجد وظيفة تلائم مؤهلاتك العلمية أو تحقق طموحك الشخصي؟!

يسكت التلميذ متأملاً معاني الكلام بينما يواصل الأستاذ كلامه بهدوء: “أنت تتعلم يا ابني لترفع مستوى ثقافتك العلمية في الحياة، هل المتعلم فكره كفكر غير المتعلمين، وحتى لو عملت كسائق، أو كحارس أمن، فسوف ترفع مستوى عملك لأنك ستصبح «سائق أجرة» بدرجة شاب جامعي، فترفع من مستوى أي وظيفة تعمل بها، ويرتفع بالتالي مستوى المجتمع ككل!”

«عباس الصهبي»..

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

أطفال المُهاجرين ومُشكلة الهوية

بقلم | سهير الدفراوي ليست مبالغة لو قلنا إن هناك شعبًا عربيًا تعداده عشرات الملايين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia