الكاتب الصحفي سعيد السبكي

بولندا تتذكر الأحد الدامي وما فعله الأوكرانيون قبل 80 عاما

كتب | رئيس تحرير تايم نيوز – سعيد السبكي

امتد الحديث بيني وبين شخصية سياسية هولندية تربطني به صداقة وزمالة عمل في مجال الصحافة ( …… ) طلب مني عدم ذكر اسمه من الحرب الدائرة في أوكرانيا وتأثيراتها الاقتصادية على كثير من مناحي الحياة في أوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا، إلى مختلف القضايا الإنسانية في العالم، وما تجلبه حروب كثير منها عبثية، تنعكس نتائجها على البشر وتدفع الشعوب أثمان باهظة وتكون هي أولا وأخيراً الضحية، إلى مضمون تصريح الجنرال المتقاعد، مارك هيرتلينغ، القائد السابق في الجيش الأميركي في أوروبا والجيش السابع، عن دور وطبيعة القوات الأوكرانية التي كانت متواجدة في دولة العراق العربية عام 2004 عندما كان في الخدمة.

حيث قال هيرتلينغ في مقابلة مع “سي إن إن”، في يوم 20 فبراير مطلع العام الجاري 2022 : عندما كان لدينا أوكرانيون يعملون معنا في العراق عام 2004 ضمن إحدى كتائبنا، كانوا قوة فظيعة، قادة فاسدون، غير مُنضبطين، غير متحمسين، سيئين، لأنهم ما زالوا يُقادون من قبل قادة تلقوا تدريبهم بالفعل في روسيا.

وأضاف، “اليوم، بعد 20 عامًا، أصبحوا قوة محترفة جدًا. لقد ابتعدوا عن هذه المواصفات، مستندين على فيلق من ضباط الصف الجُدد.. لكن المُعدات تبقى كما هي، هناك فرق نوعي من حيث الآليات (مقارنة بروسيا)”.

فجأة تنفس بعُمق قائلاً بتلقائية غير معهودة : ” أنا لي جذور عائلية في بولندا التي تقف اليوم “حليفا قويا ” إلى جانب أوكرانيا في حربها مع الروس،وفي هذه الأيام نتذكر ما فعله الأوكرانيون قبل 80 عاما، والقادة البولنديين لم ينسوا ما فعله الأوكرانيون بهم من قتل ومذابح، وقد أحيا قادة بولندا مؤخراً الذكرى السنوية لمذبحة أوكرانية لبولنديين، خلال الحرب العالمية الثانية .

صورة أرشيفية لدفن ضحايا

حتى أن الرئيس أندريه دودا، ورئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي قالا خلال الاحتفال بهذه الذكرى، إن هذا هو أفضل توقيت لإدانة قتل الأوكرانيين للمدنيين البولنديين، أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، وبناء مقابر مناسبة تكريما لهم.

والمفارقة المُثيرة والمُدهشة،أن بولندا اليوم تعتبر من بين أقوى حلفاء أوكرانيا في تصديها للعملية العسكرية الروسية، وتقول إن “أوكرانيا تقاتل أيضا من أجل صالح بولندا”.سألني في صيغة استرسال لما يقوله : هل سمعت عن مجزرة يوم الأحد ؟ . . التى تمثلت في أعمال العُنف التي وقعت بين عامي 1942 و1945 تلك التي لاتزال تشكل نقطة خلاف بين الدولتين، وتاريخا “أسود” بالنسبة لأوكرانيا.

يقول المؤرخون، نقلا عن روايات شهود وناجين، إن أكثر من 100 ألف بولندي، بمن فيهم النساء حتى أصغر الأطفال، قتلوا على أيدي جيرانهم الأوكرانيين، في حملة قومية في مناطق كانت في ذلك الوقت في جنوب شرق بولندا، ومعظمها في أوكرانيا الآن.

وكانت ذروة أعمال العنف في 11 يوليو 1943، المعروفة باسم “الأحد الدامي”، عندما نفذ مقاتلون يتبعون منظمة قوميين أوكرانيين هجمات منسقة على البولنديين الذين يصلون أو يغادرون الكنائس في أكثر من 100 قرية، ولا سيما في منطقة فولهينيا.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

رسمت خريطة فلسطين | مطالب بسحب جنسيتها الالمانية

كتب | سعيد السبكي حينما علمت بان عدد من السياسيين في ألمانيا طالبوا بسحب الجنسية …

2 تعليقات

  1. عباس الصهبي

    يالها حقاً من مفارقة مروعة بين ما فعله جدود الأوكرانيين في الحرب العالمية الثانية بالبولنديين وما يفعله «الأحفاد البولنديين» للأوكرانيين الآن.. فهذا يعني أن «التعاطف الإنساني النبيل»، بل و”التسامح” (مثلما ذكرت بإحدى مقالاتك الأخيرة) عند “الأسوياء”؛ أقوى”مليون مرة” من كل الذكريات المأساوية مهما بلغت درجة توحشها.. شكراً على مقالك التنويري النبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *