ليلى ومجنونها فى حفل افتتاح الألعاب الأوروبية فى أذربيجان 2015

مجنون ليلى لم يفعلها | وماقتل محبوبته

حتى «مجنون ليلى» لم “يفعلها”.. ‏ويقتل «محبوبته» “ليلى العامرية”!!

 بقلم  الشاعر| عباس الصهبي
ماذا جرى للحب، في أيامنا الحالية؛ أيها السيدات والسادة؟! فحتى قَيس بن المُلَوِّح، والمشهور ب«مَجْنُون لَيْلَى»؛ «لم يجرؤ على فعلها»؛ فيغتال محبوبته المتيم بها عشقاً «ليلى العامرية»؛ وكانت بالتأكيد في زمنها؛ أحلى 100 مرة من كل مذيعات فضائيات القنوات الخاصة بأيامنا هذه؛ على الأقل في نظره!
لقد عاش معها أحلى سنوات الطفولة في بادية نجد، وكان الإسلام لا يزال يُعتبر وليداً في وجداننا العربي؛ فكنا لا نزال في قرننا الهجري الأول، نعيش فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان؛ عندما تعلَّق قلب «قيس» ببنت عمه؛ لأنه نشأ معها وتربيا سوياً منذ كانا يرعيان غنم والديهما فأعجب أحدهما بالآخر، وتطوَّر الإعجاب إلى حب!
وكعادة أهل البادية، عندما كبرت ليلى حجبوها عنه؛ فاشتد حزن قيس، وأحس بالشوق لرؤية رفيقة صباه فقد تعوَّد أن يراها يومياً؛ وهداه يأسه؛ أن يعبِّر عن شوقه لمحبوبته ويستعيد بخيال شعره المجنَّح في أشعاره ذكريات الطفولة البريئة!
وبسرعة البرق انتشرت أشعاره العاطفية بأرجاء البادية وما حولها؛ لجمال إبداعها غير المسبوق!
والنتيجة كانت صدمة الشاعر؛ حين ذهب لعمه طالباً يد محبوبته، في الحلال؛ بعد أن جمع لها مهراً كبيراً، يُقال 50 ناقة حمراء؛ ليُفاجأ بأهل محبوبته يرفضون تزويجها له، هو بالذات؛ لأن تقاليد العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب!
وبسرعة أغلق والد ليلى على قيس “الباب” في أي إمكانية مستقبلاً لزواجه من محبوبته فقام بتزويجها لخاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي؛ لم يزد مهره لها على 10 – فقط! – من الإبل؛ ولترحل معه ليلى إلى الطائف!!
وهنا أصيب قيس باكتئاب شديد، بلغة عصرنا؛ فهام على وجهه في البراري والقفار ينشد أحلى “عذوبات وعذابات” الشعر الرومانسي العربي الخالد، والذي منه استلهم عظماء شعراء الغرب أهم رواياتهم الغرامية؛ فيما ذكره علماء الأدب المقارن!
وبدا أن اكتئاب «قيس» أصابه؛ بكثير من الاضطرابات والضلالات الوجدانية، كالهلاوس والهذيان؛ فلم يعد يأنس، وقد هجر الناس؛ إلا بالوحوش يتغنّى لها بحبه العذريّ، وتفرقت به الطرق، فمرة يراه معارفه في الشام، وأخرى في نجد، ومرات في أطراف الحجاز، حتى وجدوه (في عمر 43 عاماً)؛ أي في عزِّ الشباب؛ مُلقًى بين الأحجار وهو ميت!!
لقد مات حباً: شوقاً وهياماً، لم تمتد يده لآلة حادة، أو لساطور «يذبح» به محبوبته، وبالمقابل؛ لم «ينتحر»؛ وإلا ماخلَّد الأدب قصته؛ طوال عدة قرون، لنقتدي بها، كلنا؛ في «الحب»؛ ولكن في «أي حب»؛ في «الحب السوي»!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المسكوت عنه

بقلم : يحي سلامة روى لي شاب من أقاربي أنه في أثناء تأديته صلاة الجمعة …

تعليق واحد

  1. “ماذا جرى للحب فى أيامنا الحالية ؟ ” الحب مازال وسيظل بخير فى أيامنا الحالية وكما كان فى الماضى ( أيامنا الحلوة) وسيبقى دائماً بخير فى أيامنا القادمة ، نبدأ حياتنا منذ المهد بالحب ، نعيش ،نعمل ،نجتهد ونحلم بالحب. الحب أسمى معانى الحياة لجميع البشر ، وما حدث من جرائم منذ عدة أشهر ماضية ما هى إلا حالات فردية. وأما المقارنة بين القرن الهجري الأول..والقرن الحادى والعشرون ( Internet … Sociaal media ) فهى مقارنة غير عادلة. مع تحياتي و احترامي لشاعرنا الكبير ” عباس الصهبي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *