«الشهيدة نَيِّرة» ضحية ثقوب “ثقافة الحب العربية” المعاصرة!

بقلم الشاعر : عباس الصهبي

رحم الله شاعر الحب والرومانسية الحَقَّة: نزار قباني؛ القائل بإحدى روائعه الشعرية:
‏«مَاذَا أقولُ لَهُ لَوٰ جَاءَ يَسْألُنِي
‏ إنٰ كُنْتُ “أَكْرُهُهُ” أَوْ كُنْتُ “أَهْوَاهُ”»!
وكيف «وضع» على لسان «الفتاة العربية» التي تقمَّصها – بعبقريته الفذًَة – كلمة «أكرهه» قبل كلمة «أهواه»، وكأن الفتاة المحبة – طبعاً بـ”مواصفات الحب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي” – هي التي لها أولوية «الحرية»في القبول أو الرفض، بل، «الرفض» قبل “القبول»”، من واقع مسئوليتها عن «القرار المصيري» النهائي في المشاركة التفاعلية الكاملة المتكاملة المنتظرة منها في حياة «الشراكة الزوجية»، حتى تصل بنا المقطوعة الشعرية إلى بيتها “العبقري”:
‏«الْحُبُّ فِي الْأَرْضِ بَعْضٌ مِنٰ تَخَيُلِنَا
‏ لَوْ لَمْ نَجِدْهُ عَلَيْهَا لاخٰتَرَعٰنَاهُ»!!
إنها «انتقالة» سريعة، رائعة وذكية مستنيرة، لـ«مفهوم الحب» الراقي في عصره، بإشارتها إلى أن الحب «احتياج إنساني نبيل»، وكما هو معروف فإن: «الحاجة أم الاختراع» كما يقول المثل!
‏ ‏إن أجراس الإنذار تعالت في غضب فور وقوع الحادثة و«تداخلت»، في اتهامات «متبادلة» لجهات متعددة، هي باختصار: دراما التليفزيون، وأغاني المهرجانات، ومؤسسات التربية، ومؤسسات التعليم (فقد انفصلت التربية عن التعليم وكانت تجمعهما وزارة واحدة)، والمعنيين بالشباب، والأمن العام، والمسئولين عن ‏التوجهات الدينية، وبعض الناشطات الحقوقيات، وكل هذه الأجراس، ولأنها أقرب للصراخ، سيأتي عليها وقت، لن يطول، تتوقف فيه!
فمتى نلتفت إلى أن كل هذه القطاعات في المجتمع لا يجمعها مع بعضها، وفي «نسق فكري واحد»، إلا “شيء وحيد” هو: «الثقافة».. «الثقافة».. «الثقافة»؟!
‏وكأننا لا نريد أن ننتبه إلى أننا – في جيلنا المعاصر الحالي- «فشلنا» في إقامة ثقافة فكرية بأبعادها المختلفة: تربوياً، واجتماعياً، وفنياً ودينياً» تلائم وتحتضن وتحترم فكر شبابنا المعاصر الذي تركناه مع «موبايله» يواجه مصيره مع ضغوط الحياة الجديدة الصعبة!!
فلنعترف بـ«فشلنا» في تقديم حتى أقل «معالجة ثقافية جديدة»، وعلى كافة الأصعدة، تجسد «قداسة مفهوم الحب وكيف يجب أن يكون في وعي الشباب المعاصر»، ليسود بداخلهم «سلام نفسي اجتماعي» تجاه “أنفسهم” أولاً وبالتالي مع من “يحبون” ثانياً، وبما يناسب عصرنا الجديد، ولو بأغنية واحدة، بدلاً من صراخ تبادل الاتهامات السطحية، وإشغال الأمن العام عن مهامه الأهم، تماماً مثلما فعلها «نزار» العبقري لجيله منذ ما يقرب من 50 عاماً!

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

فقدان ثقة النفس والدونية وراء إنتحال المناصب والألقاب | دكتورة راندا ناصف

تايم نيوز أوروبا بالعربي | أمستردام : حوار – أميره مكاوي هو واحد من الملفات …

تعليق واحد

  1. سلمت يمناك اكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia