نيرة والقاتل والقاضي

نيرة والقاتل والقاضي | كُلنا مُخطئون

كتب | سعيد السبكي

نعم حُكم الإعدام هو قصاص وعبرة لمن يعتبر . . حُكم أراح قلب أم نيرة لكنه لن يُعيدها للحياة فى هذه الدُنيا، أما الدرس الأكبر فهو حقيقة للمُجتمع المصري بأثره.

أقول إلى كُل أم وكل أب وكل أخ وأخت : علموا أولادكم ان الحُب قيمة وهبة وعطاء وأن المشاعر لاتُغتصب ولا تُسرق، علموا بناتكم الحسم وألا يمنحوا الأمل للذكور ولو بطرفة عين، وألا يخلطن الأوراق حتى لا ترتبك المشاعر وتُصبح التفرقة بين الحقيقة والوهم صعبة أو مُستحيلة.

لقد استمعت لكلمات أعتبرها تاريخية لقاضي محكمة جنايات المنصورة المستشار بهاء المري، وجدتها رسالة عميقة للمُجتمع قبل النطق بالحُكم وإحالة أوراق القضية إلي مفتي الجمهورية لإبداء الرأى الشرعي في إعدام المتهم حيث قال :

إن «الدنيا مُقـبلةٌ بزخارفِها، وإنسان مُتكالب على مَفاتِنها، مادية سيطرت فاستلبت العقول، وصار الإنسان آلة، يقين غاب وباطل بالزيف يحيا، وتفاهات بالجهر تواترت، وبيت غاب لسبب أو لآخر»، وتابع رسالته واصفا الفتيات بـ«المؤنسات الغاليات»، وقال «صرن في نظر الموتورين سلعة والقوارير فواخير، ونفس تدثرت برداء حب زائف مكذوب تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم».

وأكمل : «الرغبة صارت حُباً والقتل لأجله انتصاراً والانتقام شجاعة والجرأة علي قيم المُجتمع وفحش القول والعلاقات المحرمة تسمي حُرية مكفولة».

وواصل القاضي كلمته : «من هذا الرحم ولد جنين مشوه، وقود الأمة صار حطبها، بات النشء ضحية قدوة مشوهة وثقافة مسموعة ومرئية ومقروءة هذا هو حالها، ومن فرط شيوعه واعتباره من قبل كثيرين كشفاً لواقع زين لهم فرأوه حسناً فكان جُرم اليوم له نتاجاً».

المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة زلزل قاعة المحكمة بكلمات ماسية وجهها لقاتل نيرة أشرف حيث قال للقاتل: “جئت بفعل خسيس هز أرضاً أسرت لويس، أهرقت دماً طاهراً بطعنات غدر جريئة، ذبحت الإنسانية كلها يوم أن ذبحت ضحية بريئة”.

المُجتمع المصري كل خسر . . ونيرة ضحية مجتمع ولا أستثني القاتل الذي حُكم عليه بالإعدام فهو أيضاً ضحية سوء تربية، وأوهام سلوكيات خاطئة وسط أعراف لا ننكر وجودها، فى مُجدتمع يُفسح المجالات لذكور يفرضوا وصايتهم على بنات الغير.

  • كُلنا مُخطئون فهل نستوعب الدرس؟

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الندوات الثقافية فى القاهرة تحاور من ؟

كتبت | رئيس قسم ثقافة وفنون :  عبير نعيم على الرغْم من حركة الثقافة الكبيرة …

8 تعليقات

  1. رضا الطنطاوي حافظ عياد

    تحية القاضى المرة ولحكمه العادل في قاتل نيرة اشرف وتحية لاستاذنا الكبير سعيد السبكى لمقاله الشفاف وبأحكام هكذا رادعة تؤدى إلى إيقاف المتنمرين والمتسلطين عند حدهم لأنه غالبا سيكون مصيرهم الإعدام

  2. ” إن لله وإن إليه راجعون” الله يرحمها ويغفر لها إبنتنا “نيرة” شهيدة الغدر ، وأن يلهم أسرتها الصبر والسلوان . وبمتابعتى من خلال وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي لاحداث الجريمة منذ بدايتها حتى النطق بالحكم لم أقرأ أو أجد أى خبر بخصوص أسرة المتهم المكونة من أم وأختين يعيشون الآن في خوف،رعب،عزلة،خجل وقلق من الأيام المقبلة وليس لهن أب أو عائل يرعاهم و يحميهم ، كما أن ليس لهن ذنب اقترفوة بما حدث. هن أكيد في حاجة شديدة لمن يحميهم ويقف بجانبهم ويخفف عنهم في هذة المصيبة التي أصابتهم وأن لا يتعرض لهن أحداً بأي أذى “ارحموا ما في الأرض…يرحمكم ما في السماء”

  3. حقاً ، (حُكم الإعدام أراح قلب أم نيرة لكنة لن يُعيدها للحياة في هذه الدنيا) ما أقدم عليه القاتل هو جريمة شنعاء، فظيعة، إهتزت لها القلوب وأصابها الحزن و الأسى. القاتل شاب جامعي في مُقتبل العمر كان يعول أسرته الصغيرة المكونة من أم وأختين بعد وفاة الأبُّ وكان عمره ٦ سنوات بمعنى إنه كان إنسان مسؤول ( يدرس ويعمل ) ولم يكن فاشل أو كسول . ما الذي جعلة يقدم على إرتكاب جريمتة الشنعاء؟:هل هو الحب ؟، الغيرة العمياء ؟، حب الأمتلاك للغير؟ ،ام إنه كان يعانى من اضطراب في الشخصية PERSONALITY DISORDER ، أو مرض نفسي آخر… الله أعلم.

  4. عنتر المصيلحى

    اتفق جدا مع حضرتك فهم ضحايا إنغلاق اسرى لا حوار من الأسرة للأبناء ولا رصد لسلوكياتهم وما طرأ عليها من تغيرات ولا احتواء ليهم ولا حتى توجية وكيفيه إستثمار مشاعرهم الجياشه فى هذا الفترة الحاجه فى حياتهم بطريقة صحيحه وضحية ايضا للإنفتاع المجتمعى الذى لم يعد يهتم لا بقيم ولا عادات ولا تقاليد والتأثير بثقافات لا تناسب لا ديننا ولا مجتمعنا كالصداقات بهذة الطريقه التى كانت نهايتها مأسوية

  5. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يبدو أن المجتمع المصري لا يزال يعيش في العصر الحجري.
    خلاصة الموضوع هو سؤ التعليم و التربيه المنزلية.
    حكم الاعدام صادق: العين بالعين و السن بالسن و النفس بالنفس.
    لا حول ولا قوة إلا بالله ، عمل فاحش تسبب فى تحطيم أسرتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia