لو كان يطيحو لحيوط

لو كان يطيحو لحيوط | مُشاركة مغربية فى مهرجان الفيلم العربي بروتردام

روتردام | سعيد السبكي وهبه الابياري

شارك المغرب  بفيلم «لو كان يطيحو لحيوط» للمخرج حكيم بلعباس في الدورة الـ 22 بمهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا، الذي بدأ الأربعاء الماضي 15 يونيو ويستمر حتى يوم الغد الأحد 19 الجاري.

شاهدنا الفيلم أمسِ الجمعة وهو يروي قصة سُكان مدينة صغيرة يعيشون حياة منفصلة، تضم أفراح وأتراح جسدتها الضحكات والدموع، لزوجات وأزواج، وأمهات وآباء، بنات وأبناء يمشون على دروب الحداد بعد أن اقتلع الموت أحباءهم، بينما تسير الحياة بإصرار على الاستمرار.
التعاطي مع الفيلم المغربي (لو كان يطيحو لحيوط) أو “لو انهارت الجدران” للمخرج حكيم بلعباس، الذي غاص في أعماق المشاعر الإنسانية عن فلسفة الفقد والحرمان، وطرق بعُمق مداخل مفاهيم الموت والحياة، دارت مشاهده حول مجموعة من الحكايات المنفصلة، حول العبء والأفراح الصغيرة، حيث يحكى قصص من واقع حياة يومية تسلط الضوء على مفارقات يصنعها القدر ويشارك فيها الإنسان.
لاحظنا أن سيناريو الشريط السينمائي يستند على فكرة متعددة المستويات والأبعاد، حيث تترك مساحة كبيرة للمشاهد للتفاعل معها، عبر حلقات مُتتابعة من المواقف والصراعات تدور حول مفهوم الموت، الخلود، الفقد، الحرمان.

بدأ الفيلم بمشهد سيدة عجوز تدخل إلى قاعة عرض سينمائى فارغة، تجلس في وسطها، لتشعر وكأنك سوف تشاهد فيلمًا داخل الفيلم، لكن مع تطور الأحداث وتصاعد الدراما تدرك أنك ترى الحياة وواقعها المأساوي من وجهة نظر امرأة عجوز، عانت ورأت الكثير في العالم، وربما تتفاعل وتجد نفسك جزءًا من العمل والأحداث.

لقد جاء الفيلم متشابكًا في تناوله، وغير اعتيادي التلقي، فلا توجد حكاية واحدة، لكنها مجموعة من المواقف الدرامية المتشابكة في أحداثها ومواقفها المتناقضة، لكن في الوقت نفسه، لم تسبب “عائقا” أمام المشاهدين بسبب تصاعد الأحداث في خيط درامى واضح الفكرة ملىء بالرموز.

فكانت امرأة وطفليها يفقدان الزوج لكنه يعيش فى وجدانهم، شبحه يرافقهم في كل مكان، وأب يفقد ابنه ويعيش الأول على ذكرى الأخير، ويتخيله في كل الأوقات، سيدة محرومة من الإنجاب بسبب مشاكل لدى زوجها ويشعران بالنقص، وابنة تعانى الحرمان والحب، يرحل والدها فجاءة فتعانى الفقد والوحدة، امرأة تفقد رضيعتها الوحيدة، ورجل عاش يبحث عن حبيبة الطفولة دون أمل، وسيدة سُجن ابنها لكنها لم تتخل عن حكاياتها معه رغم غيابه، ورجل عاش منعزلًا ووحيدًا لسنوات، بعد سنوات الحرب، وحين واجه الحياة مات، وأخيرًا سيدة تفقد أمها العجوز فى يوم زفاف ابنتها “العانس” فتقرر ألا تعلن الخبر وتستكمل الفرح.
نعم هي تراجيديا، لكن المشاهد يسعد بما يراه على شاشة السينما من أداء حركى وتوظيف جيد للعناصرالفنية . . نعم هي السينما الحياة لفيلم “لو انهارت الجدران واسمه الأصلي باللهجة المغربية : لو كان يطيحو لحيوط .”:

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *