الكاتب الصحفي سعيد السبكي

أهل مصر بهولندا | محنة جمعيات وسوء مُمارسة الحُريات

كتب | سعيد السبكي

من العبث  أن تعتقد مجالس إدارات الجمعيات الأهلية ( المصرية أو المصرية الهولندية ) أن حصولها على دعم مالي هو من باب الصدقة من الحكومة الهولندية متمثلة في البلديات، أو لوجه الله وحده! ومن الملهاة : أن يظن البعض  أن أي جهة رسمية ستساعد مؤسسات المُجتمع المدني لتثبيت دعائمه ليكون مؤثراً حقيقياً وله فاعلية، إلا إذا كانت هذه الجمعيات تُنفذ الأجندات السياسية الحكومية المطلوبة بأسماء وعناوين للعمل الاجتماعي التطوعي الخيري أو الثقافي، ومن المأساة أن يستسلم لذلك الظن نفر من القائمين على تلك الجمعيات المصرية الكثيرة العدد ” ومنها كرتونية مُسجلة فقط على الورق دون نشاط ” والقليل فقط يعمل في أنشطة متواضعة.!

إذا فإن الاستقلالية والتمويل الذاتي لتلك الجمعيات يمنحها مزيد من الحرية، وقد يجعلها ذات تأثير في المُجتمع الهولندي وتثبت هويتها وفاعلية أكثر مما هي عليه الآن.

العمل العام متمثل في الجمعيات الأهلية المصرية إن لم يكن لها قواعد حقيقية ” أعضاء ” و ” جمعية عمومية ” يبقى هشاً هزيلاً، لأنه ينفصل عن واقع المجتمع وهمومه، في الوقت الذي يُطلق البعض عناوين براقة ويتبارى في نشر الصور على منصات التواصل الاجتماعي من أجل الإشهار.

بذلك الواقع المرير وما بدأت كتابته مؤخراً أوضح أنى فتحت مسكونا بالألغـام والمُفارقات، فقد تلقيت بعد نشر المقالات الثلاثة الأخيرة ردودا وتعليقات عبر الميل الخاص بجريدة تايم نيوز، لم تكن كلها حسنة النية أو خالصة لوجه الله، وبعضها تتضمن تعبيرات عن جروح، وأخرى تحرض على الاستمرار في نشر الفساد والقصور، أقول لهم شاكراً خاصة على ما وصلني من مُستندات وصور تقشعر لها الأبدان، ومن منطلق مسؤوليتي الذاتية والاجتماعية أن الهدف الأساسي ليس الفضح أو القدح، ولكن التنبيه والتحذير ربما ينصلح المعوج.

أوضح بأنني لست شرطياً أو رقيباً على ضمائر الناس، ولا أريد سكب الزيت على النار وما هدف كشف المسكوت عنه بجرأة إلا المصلحة العامة، والمساهمة في عمل خُطَّة إصلاحية لمُجتمع أبناء مصر بهولندا ليكون فاعلاً مؤثراً ناضجاً.

نعم ان نصوص الدستور الهولندي تكفل حماية وحُرية العمل المدني العام لخدمة المُجتمع، هذا حق، ولكن للأسف الشديد أن مساحة هذه الحُرية تُستخدم بكثير من الأساليب الخاطئة وتُسيئ فهم مقاصدها الحقيقية، وكما يقول المثل كل من هب ودب يذهب للغرفة التجارية لتسجيل جمعية ويفرح برئاستها، وتبقى فقط قائمة على ورق  لا تغني ولا تسمن من جوع.

ومُعظم الأنشطة هي نسخ ومسخ وتكرار تخلو من الأبداع والابتكار لأنشطة ثقافية حقيقية، ويعتقد البعض أن فرش طاولة ودعوة مُتحدث في موضوع انه بذلك حقق ما لم يستطع غيره عمله.

من ناحيتي لا أقلل من انطلاق أي نشاط حتى لو كان له اصغر الفوائد أو لمُجرد اللقاء، ولكن هناك الكثير والكثير الواجب عمله وهو مُمكن وليس مُستحيل، ولهذا حديث آخر.

info@timenews.nl

  • حاشية : حُرية إنشاء الجمعيات والمؤسسات الأهلية وتمويلها أو تقديم دعم مالي لها من حكومة هولندا يضمن عدم التوحد السياسي

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تربية النفس لا تعني إستقامتها طوعا

تايم نيوز أوروبا بالعربي| ليندا سليم  بحثت كثيرا في كثير من حولي وحوالي ولم اجد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia