إرحموا أمومة نبيلة | وارتقوا

عملت في بلاط صاحبة الجلالة منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما، وشاء الله أن استكمل دراسات عليا وأنا أربعينية وعندما أفدمت نحو البحث العلمي أسست جروبا قوامه أساتذة وزملاء من باحثي الإعلام، منهم من يصغرني عشرات السنين ومنهم من في عمري ومنهم من يتقدم علي في العمر، ولأنني الأقدم خبرة في مجال الصحافة والكتابة عموما بالإضافة لكوني بتعامل مع الزملاء كالأم والأخت ظن الكثير انني سأتقدمهم في البحث العلمي، وهذا لم يحدث فخبرتي الصحفية كانت علي وليست لي لأن سياق الكتابة في البحث العلمي يختلف تماما عنه في الصحافة، ولأنني حيزبونة في موقعي فمن الصعب استبدال أدواتي، وما زلت أجتهد لأخرج بمواضيع بحثية لائقة …

تايم نيوز أوروبا بالعربي| ليندا سليم
وفي مرحلة تتوسط الصحافة والبحث العلمي وهي فترة السنوات الأولى الدراسية لأطفالي عملت حينها بنفس مجمع المدارس الذي يدرسون به المنهج الأمريكي وكانت النية قبل راتبي الشهري ان أكون مراقبة لأبنائي ليطمئن قلبي، وهي من الفترات التي لن أنساها في حياتي لأن ابنائي لم يتأخر مستواهم الدراسي الا بعدما عملت مع فريق التدريس والإدارة ويرجع ذلك لشغفي المبالغ به بالعمل ولأنني بالأصل صحافية فحماسي كان يغلب الجميع، وعطيت طاقة لافتة لعملي وتحديت نفسي أن أخفف تدليل أبنائي بل والتعامل معهم يكون في اضيق الحدود حتى لا أضعف واميزهم فيعيبني ضميري ،و عندما يعاد توزيع المهام كنت أستبعد التواجد معهم، وزدت فيها عندما استعانوا بي في فريق التصحيح للمواد التي أجيدها كتت جلاده واعطيتهم ما يستحقوا دون رأفة ..
بعيدا عن المثالية ورغم ان سبب تراجعهم في دراستهم انا لأني انتبهت لغيرهم دونهم ولكني لم التمس تلك الأسباب لهم وخفت الله فيهم بطريقتي وقلت في نفسي يعوضهم هو عن ما قصرت ..
وبالفعل كنت حديث الإداريين والزملاء والأهالي بأن من تخرج على يداها أبناءنا بعلامات كاملة والجميع يراها أم لأبنائه لسعة صدرها لهم الا أن ابنائها ظلموا وقليلا من قدروا ذلك ولكن كان عليهم سؤالي لما؟ وكانت اجابتي ابناء غيري لن يسامحوني ان قصرت معهم ولكن أبنائي سيكبروا ويعلموا اني تركتهم في معية الله حين ترك الاهالي ابنائهم في أمانتي وأن معيته غلبت امانتي وبارك اللهم فيهم وبزيادة..
وبعد فترة قررت أن أترك العمل وأعود لأنتبه لهم بالكامل ثم عدت بعدها بسنوات قليلة لأكتب وأكمل دراستي البحثية بحماس اقل وبإهمال غير متعمد احاول تخفيفه..
الخلاصة من الهري اعلاه ايه؟!
نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المصرية ،حالها كحال أي أم عاملة ،طموحة ومتفانية أنجبت وربت وعملت ما عليها بإمكانياتها والإمكانيات هنا ليست مال وحسب بل وقت وجهد ومتابعة ولأنها تميزت في ذلك ارتقت وظيفيا ولم تترك إبنها وهو في عمر الروضة ولا حتى المراهقة فهو شاب ناضج في السادس والعشرون من العمر ومسؤول عن قراراته وحتى في سؤال الله له عن أي إخفاق وقع لن يحمل ذلك لأمه، والله وحده من يعلم كيف تمت المشاجرة وكيف انتهت بجرم سيق له بعمد أو بدون،وهي امور سيقدرها القضاء ويخفف وطأتها بقلب أمه الله وحده ،فياليت نتحرى ضمائرنا قبل التشفي الغير مبرر واعلموا يا من تعيبون الغير ان لا ضمانات ألا نقع جميعا في سقطات سواء عمدا أو جهلا وان أبناؤنا ليسوا منزهين، حتى ابناء الرسل والأنبياء كان من بينهم الصالح ودونه …

خرابة الديك

كل ديك في خرابته صياح ورغم خبرتي قبلت ان ينتقدني كباحثة من لا يملكون حرفا في محبرتي لمجرد انهم يتحدثون من منبر خرابتهم الخاصة، وعليه خرجت بحكمة لن يشعر بمعاناتك ووضعك إلا من هو حاله كحالك ولنكن بلسما لبعضنا البعض فالحياة كرب كفاية ولا تحتمل علة القيل والقال ..
رحم الله القاتل والمقتول رغم ان كلاهما قد يقدر لهما النار لأن لا قتل دون علة وسبب وإن كان العقاب ينتظر القاتل ألا أن المقتول ايضا  كان سببا وسيعاقبه الله..
لطف الله بكل مسؤول أبتلي بمقعدا إن حرص فيه على رعاياه اخفق في الأقربون وإن مال ان يتمصلح من خلاله لصالح الأقربون، حمل وزر من أمنوه..
يعني بكل حال لا وسط في الأمر إلا بتوفيق كبير من الله وكلنا مفضوحون لولا ستر الله علينا ولأن النعم زوالة فدوامها محال إلا بدعاء يرفع القدر …ادعوا الرحمة للغير عسى تسمعوا ملائكته تردد ولكم مثل ما دعوتم …

عن admin1

شاهد أيضاً

الدين والمِلة

بقلم : يحي سلامة أنت عارف رؤوف علوان لا له دين ولا ملة هذه الجُملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia