عٌنصرية تقديم الخدمات

عُنصرية الخدمات النوعية فى مصر

مصر | ظواهر تلافيها «أمر عاجل» | اختلاف الأسعار لنفس الخِدْمَات العامة ‏تمييز عنصري ببن أبناء الوطن الواحد!


‏فيما يؤكد خبراء الاجتماع السياسي أهمية أن يسود مبدأ المساواة بين مختلف شرائح المجتمع فيما يتعلق بخدماته الجماهيرية ليسود سلام اجتماعي فإن الأزمات الاقتصادية المحلية والعالمية وضعف ميزانيات الدول وطموح حكوماتها في سرعة إنجاز مشاريع نهضة شعبها تفرز أوضاعاً اجتماعية شاذة ربما تؤدي لنتائج عكسية تتطلب الحذر!
‏ ‏كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
‌ ورغم موافقة خبراء اقتصاد السوق الحرة مع هذا الرأي لا يجدون وبالمقابل ما يمنع وبالمقابل من وجود خدمات نوعية ترفيهية عالية الجودة لمن يستطيع دفع قيمتها لكن على أساس أن تكون متاحة في السوق وتخضع للعرض والطلب۔

استفزاز. بكل مكان!
‏ غير أن الواقع المصري المعاصر يرصد حالياً وبأمكنة تعتبر «عامة» ومتعددة؛ لافتات ضخمة وكثيرة؛ تزداد عدداً يوماً بعد آخر، وبشكل غير مرشح للتناقص، بل للتزايد ما أمكن فيما يبدو؛ وهذه اللافتات؛ من قبيل: مميَّز – خاص- خدمة مميزة – مخصص لكبار الزوار – خدمة سياحية (حتى في الخبز على الرغْم من دعمه)، ما بات يمثِّل عبئاً «استفزازياً» على كاهل المواطن البسيط العادي الذي بات يُشَكِّل حالياً نسبة غالبة من المصريين!
يأتي الاستفزاز من أن هذه اللافتات توجد في بأمكنة خدمية عامة، مثلاً: إذا أراد مواطن ركوب وسيلة مواصلات تنقله لعمله وجد أمامه أوتوبيسات للنقل العام متنوعة وبأسعار مختلفة تزيد عن بعضها بأضعاف مضاعفة؛ كلها سوف تنقله في نفس الطريق وتوصله لنفس الهدف وربما بنفس السرعة وبنفس التوقيت!
‏ ينطبق نفس الشيء على القطارات ومكاتب البريد وحتى الحدائق العامة والمتاحف والمناطق الأثرية والسياحية فقد باتت تتطلب من المواطن مزيداً من النقود في كل مرة فإذا لم يكن ذلك ط- الدفع – بإمكانه اكتفى بمرارة مشاهدة ما يحدث أمامه؛ وشعر وهو قابع في وطنه بنوع من التمييز العنصري لحكومته بين شرائح مواطنيها – والذي هو واحد منهم – بالتأكيد!!

من أين لمجرد. الصيانة؟ !

يتساءل عدد غير قليل من المصريين الآن: وإذا لم تفعل الحكومة معنا ذلك؛ فمن أين إذن ستوفر ما تنفقه، على الأقل؛ لصيانة مشاريع عملاقة ناجحة نشاهدها بعيوننا في كل مكان؟! الإجابة لا تبدو في القريب العاجل إذا لم تتوافر إرادة سياسية تمنع، أو على الأقل تقلل؛ استعمال سياسة نشر مفردات إعلامية والإعلان عن خدمات متميزة يقتصر تقديمها على شريحة محددة لما يمكن أن يٶدي إليه ذلك من نشر أحقاد اجتماعية؛ لم يعرفها «مجتمع مصر» على مدار تاريخه الطويل؛ قد تكدر السِلم الاجتماعي؛ أويستغلها.. مغرضون!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

أطفال المُهاجرين ومُشكلة الهوية

بقلم | سهير الدفراوي ليست مبالغة لو قلنا إن هناك شعبًا عربيًا تعداده عشرات الملايين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia