تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
لاهاي – تقرير | سعيد السُبكي وسحر رمزي
منذ اللحظات الأولى لإعلان استشهاد الزميلة الصحافية شيرين أبوعاقلة بعد إصابتها بطلقة حية في الرأس خلال تغطيتها للاشتباكات في مخيم جنين وحتی كتابة هذه السطور ونحن نتابع علی مدار الساعة أفعال جنود الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وردود أفعال تُدين جرائمهم المُشينة.
لم تكن جريمة اغتيال شيرين المُفجعة وحدها هي التي أوجعت قلوبنا، بل نتائج حالة الهياج في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، من تبعات مُتتالية بدأت بالاعتداء السافر على جَنازة الشهيدة بالضرب محاولة لإفساد موكب توصيلها إلى مثواها الأخير، في مشهد انتهاك واضح لحرمة الشهيدة، ولا سيما الشاب المقدسي عمر أبو خضير الذى أطلق عليه لقب “حامي التابوت”، الذي اعتقلته تلك القوات في وقت لاحق، بمدينة القدس المُحتلة، وهو البطل الذي ظهر في مشهد تشييع الصحافية الشهيدة
شيرين أبو عاقلة حاملًا نعشها بيد، ويحاول حماية رأسه من الضربات التي انهالت بها قوات الاحتلال على المُشيعين، باليد الأخرى.
لقد ذهب جنود الاحتلال مُدججين بالسلاح لمنزل شقيق شيرين أبو عاقلة “طُوني أبو عاقلة” الذي يقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بغية بث الرعب في نفسه، تلك المحاولة التي فشلت بجدارة، فلم تتمكن قوة إسرائيل الغاشمة من إسكات صوته، ولا إثناءه عن اتمام مراسم جَنازة شقيقته الشهيدة، وقد أثبتت جرأته تأكيد ثبوت أهل الحق أمام جحافل الباطل.،
ما تزال حتى الآن وسائل الإعلام العربية والفلسطينية ومنصات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي وبعض وسائل الاعلام الأوروبية تتناول جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبوعاقلة، ونحن بدورنا نؤكد عزمنا الاستمرار بالتذكير وتنشيط الذاكرة العربية والدولية، تحدياً لعادة نسيان البشر، التي تعتمد عليها اسرائيل في التغطية على جريمتها وجرائم أخرى كثيرة.
لم تكتفي قوات الإحتلال بجريمة الاعتداء على موكب تشييع الجنازة بل دخلوا في حالة هيستريا حرم المستشفى الفرنسي – مار يوسف في القدس المُحتلة من دون مراعاة قدسية المكان والمناسبة، بالرغم من أنّ المستشفى يحظى برعاية الفاتيكان، إضافة إلى حماية الدولة الفرنسية.
وكان لابد أن يكون لنا موقف اعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني، ولا نكتفي بالكتابة في صُحفنا، بل نخرج للشارع فى هولندا ونُسمع أصواتنا طلباً لتحقيق العدالة
ومًحاسبة المجرمين القتل على جريمتهم الشنيعة.
بادرنا بصياغة بيان لتسليمه لوزارة الخارجية الهولندية في لاهاي عاصمة هولندا السياسية، نجحنا في تقديمه لنائب وزير خارجية هولندا لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث استقبل اللجنة المكونة من الإعلامي سعيد السبكي والإعلامية سحر رمزي والناشطة الفلسطينة فلسطين موسى في مقر الوزاره وعقدنا إجتماع تبادلنا فيه ووجهات النظر والمواقف السياسية، وقد جاء البان على النحو التالي.
دعوة للحكومة الهولندية
يُقدم سعيد السبكي رئيس تحرير Timenews.nl وبالنيابة عن ممثلي وسائل الإعلام العربية في هولندا، وجمعية النساء العربيات في هولندا، ومؤسسة هويتي، ومؤسسة Prograsia Europe. الصحافة ليست جريمة. يجب حماية سلامة وحقوق الصحفيين في جميع أنحاء العالم، ويجب ألا تكون فلسطين استثناء.
في يوليو / تموز، مر عام تقريبًا على مقتل مراسل الجرائم الهولندي الشجاع بيتر آر دي فريس بالرصاص في شوارع أمستردام. مات بعد أسبوع من إطلاق النار. كان قتله اعتداءً وحشيًا على حرية الصحافة. اعتداء عليه لقوله الحقيقة، لفضح الجرائم البشعة. صدم موته هولندا.
نقول للحكومة الهولندية: استخدموا علاقتكم الدبلوماسية كدولة للعدالة توجد بها مقرات المحاكم الدولية لنقل الحقيقة.
نطلب دعمكم في اتخاذ موقف سياسي نزيه، لأن شيرين أبوعاقلة ليست الأولى ولن تكون آخر صحفية تقتل على يد قوات الاحتلال.
إن الدفاع عن شيرين يعني حماية الصحفيين الآخرين فى كل أنحاء العالم، الذين يجب حمايتهم أثناء قيامهم بعملهم. فمقتل شيرين أبوعقلة ليس له “وجهان”. هذه ليست قصة “محايدة” ” قصدنا توضيح موقفنا الثابت والانحياز للحق والعدالة”. إن مقتل شيرين هو جزء من ممارسة إسرائيل المنهجية ، لأن تقوم قوات الاحتلال، بإسكات أولئك الذين يريدون فضح فظائع الاحتلال الإسرائيلي الوحشي غير القانوني.
أظهروا تضامنكم مع الصِّحافة الحرة في فلسطين، التي هي شأنها مثل العديد من الصحافة والعاملين فبها، يخاطروا بحياتهم كل يوم ليخبروا العالم بما يحدث في فلسطين ،ليرووا الصحفيون للعالم كله قصة الفلسطينيين.
سعيد السبكي: رئيس تحرير Timenews.nl
سحر رمزي: جمعية المرأة العربية في هولندا.
وموسى: مؤسسة هويتي.
وقد أعرب ويبكي هوكسترا وزير الخارجية الهولندية عن صدمته ” من الموت المأساوي” كما أطلق على اغتيال صحافية قناة الجزيرة ” شيرين أبو عاقلة بدم بارد على أيدي جنود الاحتلال الاسرائيلي، حيث قال إن حرية الصحافة وأمن الصحفيين لا غنى عنهما للمجتمعات الحرة والديمقراطية في أي مكان في العالم، ولكنه يرى أنه يجب التحقيق المشترك في الحادث ” بين إسرائيل وفلسطين” ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية الهولندية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استنكاره وإدانته لمقتل أبو عاقلة، و”انزعاجه العميق لمشاهد مهاجمة الشرطة الإسرائيلية الموكب الجنائزي” وفي لقائه مع الوفد الذي توجه الاثنين الماضي إلى مقر وزارة الخارجية والتقى بنائب الوزير بمكتبه لتقديم بيان الادانة والتنديد بمقتل شيرين أبوعاقلة، وقد ضم الوفد فلسطين موسى رئيسة مؤسسة هويتي والصحفي سعيد السبكي رئيس تحرير تايم نيوز والصحفية سحر رمزي رئيس تحرير أوروبا اليوم، ورئيسة اتحاد النساء العربيات بهولندا.
وأوضح نائب وزير الخارجية أن الوزارة استدعت السفير الإسرائيلي بهولندا للتأكيد عن إدانة هولندا لمهاجمة الشرطة الإسرائيلية الموكب الجنائزي”، كما تحدثت الوزارة إلى سفير هولندا بإسرائيل لإبلاغ الحكومة الإسرائيلية عن اعتراض هولندا على هذا التصرف الغير إنساني.
الجدير بالذكر أن البيان الذى تم تسليمه الى الخارجية الهولندية، للتنديد بمقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة والمطالبة بالنظر إلى حقوق الصحفي الفلسطيني كبقية الصحفيين في العالم وإدانة الإجرام الإسرائيلي، كما تناول البيان حادث اغتيال صحفي التحقيقات الهولندي بيتر ار دي فريز”Peter R De vries” مؤكدا وجوب التصدي لكل الجرائم التي ترتكب ضد الصحفيين .
البيان ناشد المملكة الهولندية بأن تستخدم العلاقات الدبلوماسية مع محكمة العدل الدولية للمطالبة بتحقيق العدالة الكاملة لأنها ليست الحادثة الاولى لاسرائيل ولن تكون الأخيرة، مندوب وزارة الخارجية أبدى قناعته بالمطالب الإنسانية والحقوقية التي شملها البيان، ووعد باتخاذ الموقف المناسب ولكن بعد التحقيقات.
بالتزامن مع ذلك نظمت وقفة قصيرة بالقرب من وزارة الخارجية وبعدها توجه المشاركين إلى سفارة دولة فلسطين لتأدية واجب العزاء وكان في استقبالنا سعادة السفيرة روان سليمان Rawan Sulaiman وطاقم السفارة والهيئة الدبلوماسية، وتحدثت السفيرة عن حادثة استشهاد شيرين وعن حقوق الصحفيين الفلسطينيين التي للأسف لم تطالها العدالة الدولية، مؤكدة على اهمية تكاتف الجهود العربية والدولية لمساندة حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار إدانة جرائم إسرائيل من جانب الإعلاميين والحقوقيين العرب والأجانب، حتى تصل الى الحكومات، وفي نهاية اللقاء شكرت الحضور على المبادرة.
ذلك وقد أثارت أعمال العنف التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية خلال جنازة الصحفية الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة، ردود فعل دولية واسعة تراوحت بين الإدانة والاستنكار الشديدين، ومن أهمها
وصف المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، صور اعتداء عناصر الشرطة الإسرائيلية على المشيعين بأنها “مزعجة للغاية”.
وأضافت ساكي أن الولايات المتحدة “تأسف لاقتحام ما كان ينبغي أن يكون مسيرة سلمية”.
وفي تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، قال مراسل موقع “أكسيوس” الأمريكي في الشرق الأوسط، باراك رافيد، أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أخبروه الخميس أن “السفير الأميركي لدى إسرائيل أبلغ المسؤولين الإسرائيليين قبل الجنازة، أن إدارة بايدن تُريد أن تكون الجنازة محترمة، وأن تتاح الفرصة للوصول إليها لمن يريد المشاركة”.
كما اتهم ممثل الفاتيكان في القدس، إسرائيل “لانتهاكها بشكل وحشي” اتفاق استمر لعقود لضمان الحرية الدينية.ويأتي ذلك في أعقاب هجوم الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة، على جنازة الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.
ذلك وقد أقدم ضباط من الإسرائيليين على ركل وضرب حاملي النعش وأطلقوا قنابل الصوت على حشد المشيعين في المستشفى الفرنسي (القديس يوسف).وقال المونسنيور توماش غريسا، ممثل الكرسي الرسولي في القدس، إن ما حصل كان غير مبرر ولم يسبقه أي فعل استفزازي.
وامتنعت الشرطة الإسرائيلية عن الرد على بيان قادة الكنيسة الكاثوليكية، لكنها قالت إنه ستكون هناك مراجعة لطريقة تعاملها مع الجنازه.
بارك الله بكم وكان معكم لاعلاء كلمة الحق في كل مكان .
جهودكم مباركة وقلوبنا معكم نشدد ازر اخواننا واهلنا في الوطن المحتل الحبيب .
ستعود فلسطين حرة ان شاء الله مهما طال الزمن