إمتياز للباحث الإعلامي” تامر جميل | في دارسة مقارنة بجامعة المنصورة

رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الآداب/قسم الإعلام/شعبة الإذاعة (راديو/تليفزيون) إنتاج المواد إذاعية- جامعة المنصورة
بعنوان: عادات وأنماط استماع الجمهور المصري للإذاعات الحكومية والخاصة: دراسة مقارنة
إعداد الباحث: تامر السيد طاهر جميل

تايم نيوز اوروبا بالعربي | المنصورة

شهدت قاعة مؤتمرات كلية الإعلام بجامعة المنصورة في جمهورية مصر العربية مناقشة رسالة ماجستير عنوانها عادات وأنماط استماع الجمهور المصري للإذاعات الحكومية والخاصة “دراسة مقارنة ” وتتبلور الدراسة حول تدفق تداعيات الثورة الإعلامية المعاصرة ، بدأت الإذاعات الخاصة في منافسة الإذاعات الحكومية والتي كانت تنفرد بالساحة، بما يضع على الإذاعات الحكومية العبء في ملاحقة هذه التطورات المتعاظمة والمتلاحقة في مجال الاتصال، والتي تستغلها الإذاعات الخاصة وتتماشى مع خصائصها الجديدة، والتي أضفت بعداً جديداً على عادات وأنماط التعرض لهذه الإذاعات، وتعددت الخيارات في البرامج والقضايا، وسنحت بالمزيد من التفاعلية من جانب المستمعين في صياغة الرسائل الإعلامية التي تقدم إليهم، وتحديد الشكل الملائم لهم، والوقت المناسب للإذاعة، كل ذلك مما ساهم في تزايد اعتماد الجمهور المصري من المستمعين على الإذاعات بمختلف أطيافها،تخصصاتها في الآونة الأخيرة.

وتتلخص مشكلة الدراسة في ما عادات وأنماط استماع الجمهور للإذاعات الحكومية والخاصة، وما أنواع التأثيرات ( المعرفية – الوجدانية – السلوكية ) المتحققة من اعتماد الجمهور المصري على المحطات الإذاعية الحكومية والخاصة.
واعتمدت الدراسة على الموائمة بين نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام، والاستخدامات والاشباعات، لرصد عادات وأنماط استماع الجمهور للإذاعات الحكومية والخاصة، وقياس تأثيرات هذا التعرض (معرفياً، ووجدانياً، وسلوكياً).
انتمت الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي تستهدف دراسة واقع الأحداث والظواهر والآراء وتحليلها وتفسيرها بهدف الوصول إلى استنتاجات تمثل فهماً للحاضر يستهدف توجيه المستقبل ، واعتمدت على منهجي المسح الإعلامي بالاعتماد على استمارة الاستقصاء لجمع البيانات، والمنهج المقارن وقد وظف الباحث هذا المنهج للمقارنة بين الإذاعات المصرية الحكومية والخاصة للتعرف على أوجه التباين والتشابه بين اتجاهات المبحوثين نحوهما فيما يتعلق بأنماط وعادات التعرض لهم، ونوعيات البرامج المفضلة، وأساليب المشاركة فيها.
وتمثل مجتمع الدراسة في الجمهور المصري باختلاف خصائصه الديموجرافية (النوع – العمر – محل الإقامة – المستوى التعليمي – المهنة – المستوى الاقتصادي الاجتماعي) في مختلف المحافظات، وأجريت الدراسة المسحية للجمهور على عينة عمدية من الجمهور العام المصري ممن يستمعون للإذاعات الحكومية والخاصة ويستخدمون الانترنت (نظراً لتطبيق صحيفة استقصاء الكتروني)، قوامها (400) مفردة من الذكور والإناث.
أهم النتائج العامة للدراسة:
جاءت غالبية عينة الدراسة مرتفعة التعرض للإذاعات الخاصة، ومنخفضة التعرض للإذاعات الحكومية، مما يؤكد على أن الطابع العصري في القوالب المقدمة، والتقنيات المستحدثة، واستحداث أفكار وموضوعات للطرح بالإذاعات الخاصة، أعاد الحياة للإذاعة عموماً، وأضاف رصيداً قوياً ولا يستهان به لدى المستمعين.
كشفت النتائج أن غالبية عينة الدراسة تفضل الاستماع للإذاعات الخاصة بدافع (التسلية والترفيه وسماع أحدث الأغاني)، والذي يفسره الخصائص النوعية والعمرية لأفراد العينة، والتي تهدف مع ضغوط الحياة إلى نيل قسط من الراحة والترفيه، وتجد ضالتها في الاستماع للموسيقى والأغاني عبر أثير الإذاعة أثناء الاسترخاء، أو إجراء بعض المهام المنزلية، فيما جاء الاستماع للإذاعات الحكومية بسبب (توافق محتواها مع اهتماماتهم) في المرتبة الثانية. ويرجع اختلاف الترتيب في أسباب متابعة وتفضيل أفراد العينة لكلا النوعين من الإذاعات الحكومية والخاصة إلى تباين التوجه والدور المنوط بالمحطات الحكومية القيام به مقارنة بالمحطات الخاصة.
تصدرت إذاعة القرآن الكريم قائمة أكثر الإذاعات (حكومية وخاصة) استماعاً بشكل إجمالي، تليها إذاعة نجوم إف إم ، ثم راديو 9090 بالمرتبة الثالثة، وإذاعة الأغاني 105,8 في المرتبة الرابعة، ثم إذاعة البرنامج العام بالمرتبة الخامسة. مما يعني أن الإذاعات الحكومية ما زالت تحظى باهتمام ومتابعة قطاعات كبيرة من المستمعين الذين اعتادوا الاستماع إليها، والتي من الممكن أن تزيد نسبتهم مع التطوير النوعي والتقني الذي يمكن أن يلحق بهذه الإذاعات ويضيف إليها الكثير من الرونق والتألق، كما أن الإذاعات الخاصة صارت تتمتع بقدر هائل من الحضور الطاغي لدي جمهور المستمعين نظراً لما تتمتع به من حرية وتنوع وتجديد وانتاج عال الجودة.
كشفت نتائج الدراسة تفاوت فترات استماع المبحوثين للإذاعات وفقاً لنمط الملكية، حيث كانت الفترة الصباحية أكثر الفترات استماعاً من المبحوثين عينة الدراسة للإذاعات الحكومية في الوقت الذي حلت فيه كثالث أكثر الفترات استماعاً للإذاعات الخاصة، مما يشير إلى تفوق المحطات الحكومية في اهتمامها بفترة الصباح من حيث المادة الإخبارية المذاعة، والموضوعات الاجتماعية والخدمية التي تحظى بأعلى معدلات استماع في هذه الفترة، بينما كانت فترة المساء أكثر الفترات استماعاً من المبحوثين عينة الدراسة للإذاعات الخاصة في الوقت الذي حلت فيه كثالث أكثر الفترات استماعاً للإذاعات الحكومية، ويعود ذلك إلى ما تمثله هذه الفترة من فترات ذروة الاستماع لدى غالبية المحطات الإذاعية ولا سيما الخاصة التي تهتم بتقديم أهم وأحدث برامجها خلال تلك الفترة، والتي تتسم بأعلى جودة صوت، وأكثر الموضوعات جاذبية، وتحظى بأعلى كم إعلانات، مما يساهم في جذب انتباه مستمعين كثر، ويزيد من معدل الاستماع في هذه الفترة، وخاصة أنها تتناول موضوعات غاية في التشويق والجاذبية لغالبية المستمعين وخاصة الشباب منهم.
جاء غالبية عينة الدراسة من الجمهور العام يستمعون للإذاعة “بمفردهم”، “وفي المنزل”، “ويوم الجمعة” لكل من المحطات الحكومية أو الخاصة على حد سواء.
توافقت عينة الدراسة من المستمعين لكل من الإذاعات الحكومية والخاصة وفقاً لنمط وسائط الاستماع في ترتيب كافة فئاته، حيث جاء في مقدمتها جهاز الراديو، ثم الهاتف المحمول، وإن اختلفت في أوزانها النسبية، والذي يرجع إلى ظروف المستمعين البيئية والعمرية والاجتماعية والمهنية المتنوعة والمتفاوتة أكثر من اختلاف طبيعة نمط ملكية الإذاعات.
تفوقت الإذاعات الحكومية على الخاصة في نمط تركيز الجمهور والتفرغ أثناء الاستماع بما يتوافق مع طبيعة برامج المحطات الإذاعية الحكومية التي تتسم بالجدية ووفرة المعلومات والأخبار والآراء التي تستدعي تركيزاً أكبر، وربما مزيداً من التفرغ.
اتضح أن النسبة الغالبة من المبحوثين لا يشاركون في البرامج عند الاستماع لكل من المحطات الإذاعية الحكومية والخاصة على حد سواء – وإن كان يلاحظ تفوقاً نسبياً في المشاركة عند الاستماع للمحطات الخاصة- والذي قد يرجع لتميزها في توفير وسائل أكثر حداثة لمشاركة الجمهور، مما يدعم من خاصية التفاعلية بالإذاعات، ويطور المضمون من منظور أكثر ديمقراطية ناتج عن المشاركة الجماهيرية حيث جاءت “مواقع التواصل الاجتماعي” في صدارة طرق مشاركة عينة الدراسة في برامج المحطات الإذاعية الخاصة.
اتضح جلياً تأثير نمط ملكية الإذاعات على نوعية البرامج التي تفضل عينة الدراسة من الجمهور الاستماع إليها ، حيث جاءت “البرامج الترفيهية والمنوعات” في صدارة ترتيب قائمة البرامج الأكثر استماعاً في الإذاعات الخاصة، والتي تستهدف في المقام الأول الجانب الترفيهي للمستمع، فيما جاءت البرامج الدينية ثم الإخبارية في مقدمة البرامج المفضلة بالإذاعات الحكومية، والذي يعكس تاريخاً ناصعاً للإذاعات المصرية ذات الخبرة الرائدة في مجال الخبر الإذاعي بمختلف أشكاله.
أظهرت النتائج التفوق النسبي في تغير عادات الاستماع للإذاعات الخاصة عنها في الإذاعات الحكومية بعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة، بما يعني أن التأثير الأبرز لاستخدام هذه التكنولوجيات الحديثة تجلى في ظهور عادات جديدة لم تكن موجودة من قبل، إذ أصبح الاستماع في كل وقت ومكان، وبوسائط متنوعة ومتعددة.
كما أوضحت النتائج التفوق النسبي الطفيف في انخفاض نسبة الاستماع للمحطات الإذاعية الحكومية عن المحطات الخاصة بعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة ، والذي قد يرجع إلى عدم استغلال بعض الإذاعات الحكومية للوسائط المتعددة الرقمية التفاعلية داخل المواقع الإذاعية بشكل مثالي، رغم أن التفاعلية تساهم في تحرر الإذاعة من شكلها التقليدي لمواجهة المنافسة الشرسة التي تواجهها من مختلف الوسائل الإعلامية والاتصالية الحديثة، بالإضافة إلى أن الجمهور صارت تتوافر لديه ما يبحث عنه بطريقة سهلة وسريعة وجذابة عبر الهواتف المحمولة الذكية.
كشفت النتائج تفوق الإذاعات الحكومية على الإذاعات الخاصة من حيث ثقة الجمهور في المعلومات التي تقدمها البرامج التي يستمعون إليها في المحطات الإذاعية، وهو ما يبرز التأثير الذي يحدثه نمط ملكية الإذاعات على درجة ثقة المستمعين بها، وما يعكسه من سياسات عامة تتبناها هذه المحطات الرسمية من الجدية والتثقيف، والتوعية.
أوضحت النتائج تفوق الإذاعات الحكومية على الإذاعات الخاصة من حيث اعتماد الجمهور على محتوى البرامج التي يستمعون إليها في المحطات الإذاعية كمصدر للمعلومات. ويفسر ذلك أن الإذاعة الحكومية، ما زالت تُعد مصدراً أساسياً للمعلومات والأخبار للعديد من القطاعات الجماهيرية بفضل ما تتميز به من آنية وفورية في إذاعة الأحداث، كما تتسم بكونها موضع ثقة، بالإضافة إلى ما تتمتع به حالياً بعد ما لحق بها من تطورات تكنولوجية، تتعلق بوسائط إذاعية فائقة التطور تتميز بالحركية والخفة، مما تساهم في البث الفوري للمعلومة في أي وقت وأي مكان متاح للمستمع.
جاءت التأثيرات المعرفية في المرتبة الأولى من إجمالي التأثيرات الناتجة عن اعتماد المبحوثين على برامج كل من المحطات الإذاعية الحكومية والخاصة، تليها التأثيرات الوجدانية بالمرتبة الثانية ، ثم التأثيرات السلوكية بالمرتبة الثالثة والأخيرة، والتي أبرزت تفوق نسبي لصالح درجة التأثير الذي تحدثه المحطات الإذاعية الخاصة، والذي يدعم تفوقها الحالي في أوجه كثيرة على المستوى التقني، والفني، بالإضافة إلى المضمون الجديد الذي يقدم أفكار وموضوعات جديدة، وغير مستهلكة أو تقليدية، بما يجذب المستمع، ويساهم في إمداده بالمعلومة، وتشكيل وجدانه النابع من ثقته وإيمانه بالمحتوى المذاع، مما يساهم في اتخاذه قرارات ومواقف سلوكية متعددة سواء على الجانب الصحي أو الشرائي، أو الانتخابي، أو العملي .
كشفت النتائج التفوق الملحوظ في مستوى المحتوى المقدم في البرامج بالمحطات الإذاعية الخاصة وذلك من وجهة نظر أفراد العينة من الجمهور العام، الذين اقترحوا الابتعاد عن النمطية في الأداء، والتجديد في الأفكار والموضوعات والأشكال المطروحة، وعرض الرأي والرأي الآخر من أجل تطوير أداء المحطات الإذاعية الحكومية، فيما اقترحوا ” الارتقاء بأذواق المستمعين فنياً فيما يقدم من أغاني” بهدف تطوير أداء المحطات الإذاعية الخاصة.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ.د/ محمد عوض إبراهيم – استاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الدراسات العليا للطفولة ،حامعة عين شمس مشرفا رئيسيا ،أ.د سامي السعيد النجار استاذ الاعلام ورئيس القسم ،كلية الاداب ،جامعة المنصورة، عضوا ومناقشا ،وأ.م. د. ولاء ابراهيم عقاد استاذ الإعلام المساعد للإذاعة والتلفزيون ،كلية الدراسات العربية والإسلامية ، جامعة الأزهر ،مناقشا وعضو،ود.سحر مؤنس أحمد ،مدرس مساعد الإعلام قسم الاذاعة والتلفزيون ،كلية الاداب ،جامعة المنصورة

عن admin1

شاهد أيضاً

تركيا تعتقل 147 شخصًا لصلتهم بتنظيم داعش

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، الثلاثاء، إن السلطات قبضت على 147 شخصا للاشتباه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia