همسة عباس الصهبي فى أذن ماري لوبان

همسة في أذنك من عاصمة جدتك بولين | إلى ‏”ماري لوبان” ‏مرشحة انتخابات رئاسة فرنسا

الاهتمام بقضايا المهاجرين العرب والأفارقة في فرنسا يحتاج منكِ سيدتي لمُراجعة عادلة!

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي

اسمحي لي -أنتِ بالذات- بهذه المناشدة، لعلمي أن مستشاريك كثيرون فيهم من يجيدون مختلف اللغات ومنها العربية وقد لا يتأخرون في توصيل هذه “الهمسة المحبة” لأذنيكِ؛ فأنتِ لا تستحقين بمظهرك الأنثوي المتحضر الآسر (حقَّاً) أن تكوني “بُعبع” المهاجرين في بلادك صاحبة أول دستور في العالم (دستور الثورة الفرنسية)، بشعاره الذي تعلمناه بمدارس مصر العامة (لا الخاصة) : “الحرية والإخاء والمساواة”!

أفسحي المجال كي أناشدك، بجذورك المصرية العميقة؛ والتي سعدنا كمصريين وعرب وأفارقة – ونفتخر – بإعلانك عنها؛ في انتخابات الرئاسة 2017؛ حين ذكرتِ بتجمع انتخابي في “بربينيان” أن السيدة والدة جدتك “مصرية” قبطية، واسمها “بولين”؛ ولدت في مصر، حيث عاشت معظم حياتهاوأنجبت السيدة “جدتك لأمك” ما رجح موقع متخصص في أصول العائلات الفرنسية أنها من الإسكندرية وتزوجت في القاهرة عام 1907؛ بينما أكد الباحث الفرنسي المرموق، چان ماليه، وعلى حد قوله: “إن ما ذكرته لوبان عن أصولها المصرية يشير لزمن الوجود الفرنسي الكبير بمصر منذ أوائل القرن الثامن عشر، حين اشتهر الفرنسيون بأعمال التجارة والمال وتنقيب الآثار والاحتكاك بالشعب المصري، فحدث بالتالي «تواصل عائلي» بالتزاوج والعلاقات الأسرية”. وأضاف على حد قوله: غالبية أقباط مصر كانوا يعيشون جنوبي البلاد، ولذا فإن الوجود القبطي الكبير كان بجنوبي مصر حيث أصول لوبان، ومولد جدتها بولين”.

وبغض النظر عما إذا كانت الجدة من جنوب أو أقصى شمال مصر؛ فإنها في النهاية “مصرية”؛ وربما الأجدر بالإشارة هنا هو: السيد زوجها (جدك) الفرنسي؛ الذي عاش معها بمصر، حياة كريمة كانت بالتأكيد آمنة مع السيدة (جدتك)، وعلى تجارته، قبل انتقالهما إلى فرنسا.. “وأقولها” لكِ لأنك بدأتِ سيدتي حياتك المهنية محامية، بنقابة المحامين بباريس، ومشهود لكِ بدفاعك وبشكل خاص عن “الأجانب الموجودين في وضع غير نظامي”؛ قبل دخولك السياسة بانضمامك لحزب والدك “الجبهة الوطنية”، بل وُصفتِ بأنك أكثر ديمقراطية وجمهوريّة من السيد والدك چان ماري لوبان..وبعد: إنكِ سيدتي لوبان؛ نجحتِ بإظهار إرادتك الحديدية في وجه الخصوم، واصفةً نفسك بـ”طائر الفينيق الذي ينهض رغم الركام”؛ ‏فهل نتوقع أن تعلن إرادتك الفولاذية،قريباً؛ عن نظرة “أكثر عدالة” تجاه قضايا المهاجرين؛ على خلفية “مصريتك العريقة”؛”أم الدنيا” معشوقة الفرنسيين!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

ياسمين موسى زهرة أينعنت في يوم المرأة العالمي

كتبت | عبير نعيم تجرِبة مصرية فريدة في لاهاي  . .  العالم بلا إمرأة كعين …

6 تعليقات

  1. سلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، أستاذى المحترم: لم أفهم من مضمون مقالتك ما تريد إرساله للسيدة “مارى لوبان” …( نظرة أكثر عدالة تجاه قضايا المهاجرين على خلفية “مصريتك العريقة” ماذا تعنى بذلك ؟ وفقكم الله وكل عام وانتم بخير.

    • عباس الصهبي

      شكراً.. على الاهتمام بقراءة مقالي وتشريفي بتفضلكم بالتعليق عليه؛ وأتشرف بالرد بان ما قصدته من وراء ما ذكرته هو أن السيدة “لوبان” في نظري “حالة خاصة” في السياسة الفرنسية تؤهلها لفهم معاناة قضايا المهاجرين (باعتبارها كانت في بداياتها المهنية كمحامية بنقابة المحامين الفرنسية مدافعة بل مشهود لها بأنها كانت مناضلة قوية في دفاعها عن حقوق المهاجرين الموجودين بوضع غير نظامي)، فضلاً عن ترشيحاتها بالسلك القضائي الفرنسي قبل خوضها السياسة بحزب والدها السيد “لوبان” المعروف ب”الجبهة القومية اليمينية”؛ وهو ما يمنح الأمل فيها إذا فازت أن تعيد “صورة فرنسا العظيمة” – في أذهان العرب والشرق أوسطيين والأفارقة – وطن “الحرية والإخاء والمساواة”، والتي ما لجا المهاجرون العرب والأفارقة إليها إلا أملاً في الاستمتاع بهذه المباديء الإنسانية النبيلة الراقية تحت سمائها بعد أن افتقدوها – على الأرض – في بعض دولهم؛ فظنوا أنهم سيعوضونها في فرنسا.. ولعلي أنجح في أن أؤكد هنا المفهوم الليبرالي العلماني (ومعلوم أن فرنسا دولة علمانية طبقاً لدستورها) أن مفهوم “القومية” يعني “الوطنية” لا “العنصرية”؛ وقد تداخل المفهومان (القومية والعنصرية لا “الوطنية”) في أدبيات السياسة والسياسيين الأوروبيين بوجه عام؛ فتم من خلاله إلحاق الظلم الفادح بالمهاجرين، تارة باعتبارهم دخلاء، مع أن وجودهم يخدم استمرارية وزيادةرفاهية الاقتصاد الأوروبي كما ذكرت مراراً بيانات الامم المتحدة، ومرة أخرى بانتمائهم المنظمات إرهابية إسلامية؛ مع أننا في الشرق نعاني من هذه المنظمات، بل واكثر ضيقاً وكراهية لها من الغرب باعتبارها تشوّه الوجه الحقيقي للإسلام السمح (الذي يؤمن المؤمنون به بالرسل جميعاً).. وفي النهاية (وعذراً للإطالة) فإن السيدة “لوبان” – وفقها الله في انتخاباتها الرئاسية القادمة – ننتظر منها – ونتمنى – أن تنهض ك”طائر الفينيق” الحقيقي، لا الخيالي لتعيد “التوازن” ل”ميزان العدالة” الفرنسية فيما يتعلق بحقوق المهاجرين العرب والأفارقة في فرنسا ، على الاقل أسوةً بأخوتنا “الأوكرانيين”، فالكل في الظلم سواء، بلا عنصرية ولا تمييز عرقي؛ بل نأمل الاكثر من السيدة “لوبان” أن “تقود” بعد إنتصارها “الأحزاب القومية الأوروبية” من أجل انتزاع مفاهيمها “العنصرية”، وتقرببها من المفاهيم “الوطنية” الخالصة المخلصة، من المساواة والعدالة والإخاء؛ تلك المباديء النبيلة والسامية التي استحقت أوروبا بها السيادة على العالم، قبل أمريكا والصين؛ خاصة وأن في خلفية “چينات” السيدة “لوبان” بعض الچينات المصرية – إذا صدقت ما رددته بعض التقارير العالمية على لسانها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية نسخة 2017 – عندما كانت مصر تقوم بدور فرنسا واوروبا الآن في احتواء المهاجرين الأوروبيين بها تلقائياً – حتى في عهد سيادة الدولة العثمانية عليها – ومن هنا استحقت مصر أن تكون “أم الدنيا” ومعشوقة الأوروبيين والفرنسيين، بالذات؛ في كل عصورها.

  2. أبو السعود السباعى

    مقالك أستاذى المحترم رائع وواضح، ويكاد يهمى إنسانية من أجل المهاجرين العب إلى فرنسا والذين قد أو يعانون فعلا من الاضطهاد، والتلويح بالاتهامات كما تفضلت: إرهابية وعنصرية .. وكان تعليقك أروع،
    بارك الله فى حضرتك، وفى قلمك..

    • عباس الصهبي

      بارك الله فيك أخي الكريم.. فهذا بالضبط ما أردت الإشارة إليه في مقالي.. واتمنى أن يكون قد وصل مضمونها إلى من يهمهم الامر.. فالتمييز العنصري، وبالذات في أوروبا ؛ أمر مقلق جداً باعتبار أوروبا، وفرنسا بالذات؛ يمثلون الزعامات العالمية الحضارية لحقوق الإنسان، ولكن الكيل بمكيالين والتمييز العنصري ضد العرب والأفارقة بات واضحاً وجلياً.. فشكراً جزيلاً على كلماتكم الهامة التي أثرت كلماتي.

  3. وفقك الله أستاذنا الكبير وبارك لك في صحتك بقدر ما تحمل
    هموم و أعباء العرب والمسلمين في كل مكان. وجزاك الله خير الجزاء…… صبري زمزم

    • عباس الصهبي

      بارك الله فيك أخي وأستاذي الغالي معالي الأستاذ/ صبري بك زمزم، نائب رئيس تحرير جريدة “الأهرام” الغراء؛ فمجرد قراءتي حروف اسمكم يشعرني بالاطمينان لأنه دائماً بمثابة “بوصلة” توضح لي مدى توفيقي في كتاباتي.. بارك الله فيكم ووفقنا جميعاً للدفاع الموضوعي عن قضايا أمتنا العربية وما يواجهها في كل مكان على أرض كوكبنا الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia