حضارة بلا ثقافة أم ثقافة بلا حضارة؟!

كتب: عباس الصهبي
أعجبتني الكاتبة العراقية بلقيس حميد حسن، بمقالها اللافت في “تايم نيوز أوروبا بالعربي”: “الأدب الروسي أهمُّ حُرَّاس الإنسانية بالعالم”؛ لروعة دلالته الثقافية والحضارية، وتحديداً في أيامنا هذه التي تشهد تداعيات حرب أوكرانيا الخطيرة، ليس فقط على مصير السياسة العالمية المُستقبلية، والإعلام الدولي في سنواتنا القادمة المأزومة والمهزومة عالمياً، بعد انكشاف هشاشة السياسيين وزيف الإعلاميين في مواجهة ضرورة إيقاف النزيف المُستمر لمذبحة قتل الأوكرانيين وإخراجهم من بيوتهم للضياع بعد تخريبها وسط هذا الصقيع الدولي البارد جداً في رِدَّات الفعل الإنسانية، الأكثر برودة حتى من برودة الأجواء في هذا الشتاء القارس!

ولتسمح لي الكاتبة “الرشيدة”، ابنة حضارة “هارون الرشيد”، وما سبقها وتلاها من حضارات أيقظت ضمير الدنيا على أرض وادي الرافدين العظيمة؛ أجل.. لتسمح لي – سيادتها – بأن أشدَّ على يدها مُهنئاً؛ لأنها نجحت في أن تُعلِّق “جرس الخطر” في “رِقاب المثقفين”، بكل أنحاء العالم؛ فربما “ينجحون” فيما “فشل فيه” السياسيون بأبواقهم الدعائية الإعلامية الزائفة في إنقاذ “سُمعة”ما تبقى من قيم ومبادىء بات يندى لها الجبين!!

لقد نبهتني الكاتبة الرشيدة إلى ضرورة أن نراجع نحن المثقفين في كل أنحاء العالم مفهوم “الثقافة” و”الحضارة” مرة أخرى، ومرات، بعد أن أصبحنا الآن حائرين، أمام ما يحدث في أوكرانيا الذبيحة، ونتساءل:

هل نحن أمام “حضارة بلا ثقافة رشيدة”، عنصرية جداً وغير متسامحة إلى حد الموت والقتل العشوائي؟ أم في مواجهة “حضارة متوحشة بلا ثقافة حكيمة” داست بـ”أزرار” تكنولوچياتها المتقدمة، المتصلة بالصواريخ الذرية؛ على كل القيم الإنسانية الراقية والنبيلة التي تعب وتفانى من أجل تقديمها لنا على مدى قرون طويلة ماضية: الأنبياء، والفلاسفة، وعباقرة الروائيين والشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين العالميين؛ وتفانوا من أجل أن يهذِّبوا الملامح النبيلة لإنساننا المُعاصر حتى وصل إلى صورته الإنسانية الحالية الراقية قبل أن تتهدد ملامح إنسانيتنا الراقية جداً، والنبيلة للغاية، وحتى قبيل الحرب على أوكرانيا؛ بالعودة إلى حياة التوحش وسكنى الكهوف اتقاءً للتهديدات بحرب ذرية وشيكة!
حقاً؛ لا بد من المراجعة!!

إقرأ أيضاً :

الأدب الروسي أهم حُراس الإنسانية بالعالم

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *