صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الهجرة الداخلية والخوف من التنمر..فالانتحار (1)

تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة | عباس الصهبي:

ظلت تتوالى مفاجآت قضية وفاة الفتاة بسنت خالد، ضحية الصور المفبركة والابتزاز الإلكتروني وهي في عمر الزهور، بقرية كفر يعقوب مركز كفر الزيات في محافظة الغربية.

‏ولم تنته المفاجآت بوفاة جدها الذي لحق بها بعد أيام قليلة، غالبًا حزنًا عليها، كل ذلك بسبب ابتزاز شابين صغيرين، في سن الأحداث من أبناء قريتها استهدفا صورتها، فقاما بتركيبها على إحدى الصور الجنسية لتهديدها بـ”التنمر”، من أجل إقامة أفعال منافية للآداب، استغلالاً لسمات تقاليد الريف المصري الأخلاقية المحافظة.

خطاب كشف سر المأساة!

وكانت الطالبة المتوفاة قد تعرضت لضغوط نفسية هائلة كشفت عنها رسالتها الدامية لوالدتها وقالت فيها: «ماما أرجو أن تفهميني، دي صور متركبة.. والله العظيم وقسمًا بالله دي ما أنا..أنا يا ماما مش البنت دي..أنا يا ماما جالي اكتئاب بجد..أنا مش قادرة أنا بتخنق..أنا تعبت“!.

رسالة بسنت خالد إلى والدتها
رسالة بسنت خالد إلى والدتها

وبالرغم من الإيمان التام بعدالة القضاء المصري، وباليقظة الكاملة لدى الأمن والمتمثلة في سرعة تحديد والقبض على المتهميْن بالقضية، وفطنة النيابة العامة التي أمرت بحبسهما لتسليمهما للقضاء، إلا أن القضية وقد أصبحت “قضية رأي عام” بما هزَّته من أوجاع في قلوب الأمهات والآباء، يرى المراقبون معها ضرورة ألّا تنتهي من ذاكرة الوعي الجمعي المصري قبل تحليل جوانبها الاجتماعية والنفسية، وبنفس درجة عمق التدقيق القضائي العادل الحكيم، للتوصل لحلول مقترحة لها بهدف عدم تكرار المأساة الشبابية المؤلمة.

كارثة كان يمكن تجنبها!

مشهد تمثيلي
مشهد تمثيلي

كان بين أهم ما كشفت عنه القضية أن الكارثة ربما كان يمكن إيقافها، إن لم يمكن تجنبها، بعد أن أثبتت تحقيقات النيابة أن جريمة تزوير الصور سبق وتكررت من نفس المتهمين مع بنات أخريات بنفس القرية لم يحدث معهن نفس مصير بسنت من تفكير في إنهاء حياتهن.

أما خطاب المنتحرة الدامي فيؤكد أن ما عانته الفتاة من قلق مروِّع قد أفضى بها إلى اكتئاب شديد، وهي المراهقة ذات الحس المرهف جدًا وعديمة الخبرة في الحياة وذات القيم الأخلاقية المثالية الأصيلة والملتزمة بوازع ضمير قوي، وإلى حد داهمهتا معه الوساوس السوداوية مما يمكن أن تسببه لنفسها ولعائلتها من فضيحة، مع أنها أول من تعرف أنها لم تفعلها ولم تتسبب إطلاقًا في كل ما حدث، ومن هنا كانت بداية هجرتها الداخلية مع نفسها، وبين فكيْ حالة الانزواء، وهجرتها الداخلية مع ذاتها، وبإلحاح ضغوط شدة الخوف من “التنمر” اتجه بها التفكير للتخلص من حياتها.

(وللتقرير بقية)…

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

فقدان ثقة النفس والدونية وراء إنتحال المناصب والألقاب | دكتورة راندا ناصف

تايم نيوز أوروبا بالعربي | أمستردام : حوار – أميره مكاوي هو واحد من الملفات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *