الكأس العربية جزائرية | بقلم بنت الجزائر

ولأن المشهد الرياضي العربي يوم السبت 2021.12.18 المصادف للاحتفال المزدوج باليوم الوطني لقطر واليوم العالمي للغة العربية،يأبى تشغيل الوضع الصامت “mut” خلال المتابعة، فإن المتابع العربي للمشهد الختامي يجد نفسه قد تجاوز مرحلة التلقي إلى ذروة التفاعل خلال كل دقيقة من دقائق المباراة ذات الأربع أشواط (120د)، ولذات الأسباب لم يتمكن مـحدثكم المتطفل على المجال الرياضي والكروي من كتم أفراح الكرة العربية عامة والكرة الجزائرية على وجه التحديد.

لذا شارككم أقل توصيف يمكن رصده لهذا العرس الكروي الذي جمع عملاقي المستطيل الأخضر بشمال إفريقيا (المنتخب الجزائري والتونسي)، في مباراة مصيرية مألوفة للمنتخبين، حيث سبق لهما اللقاء الرياضي في سبعة وأربعين (47) مقابلة رسمية وودية، لكن المميز في مباراة أمس حضور أكثر من ستين ألف متفرج، دون أن ننسى مليوني متابع تم رصدهم في البث المباشر للمحفل على قناة (Bien sport)، وهي سابقة رقمية ورقم قياسي عالمي في المتابعة التزامنية.

تايم نيوز أوروبا بالعربي | الجزائر – نسيمة طايلب 

دام العرس الكروي العربي طيلة تسعة عشر(19) يوما حافلا بالحماس والإثارة الكروية، حيث استضافت دولة قطر كأس العرب في نسخته السادسة، ستة عشر (16) منتخبا عربيا من قارتي إفريقيا وآسيا، وأقل ما يقال عن هذه الطبعة أنها أسطورية وحدث غير متجدد في التاريخ الرياضي العربي، من حيث الإمكانيات الضخمة المسخرة للحدث والتقنيات المستعملة في احتضان المحفل، بالإضافة إلى التنظيم المحكم، والإنفراد و التميز في البث والتغطية، وإن كانت هناك بعض الهفوات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على وجه التنويه للتدارك مستقبلا، لكنها لا تقلل من فخامة المشهد الرياضي وتميزه شيئا.

ما ميّز نهائي أمسية أمس في إستاد  البيت (الخور) تتويج “محاربي الصحراء”، “أفناك الجزائر” بكأس العرب الأولى في تاريخهم الرياضي، بعد خمس كؤوس عربية حظيت العراق بأربعة منها، والسعودية بكأسين، وكأس لكل من مصر وتونس والمغرب؛ بعد مباراة كروية حافلة بالمتعة الفرجوية أهداها مدرب المنتخب الجزائري الشاب والطموح “عبد المجيد بوقرة” الملقب بـ “الماجيك” إلى الشعب الفلسطيني، بحصيلة هدفين نظيفين من إمضاء  “أمير سعيود” في الدقيقة التاسعة والتسعين (99) من الشوط الإضافي الأول، وهدف “ياسين براهيمي” في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي للشوط الثاني.

تتويج بضراوة:

تميز مسار التتويج بضراوة المباريات الفاصلة، وصعوبة الفرق المنافسة ( السودان، لبنان، مصر، المغرب، تونس على التوالي)، فقد واجهت الجزائر في الجولة الأولى للبطولة العربية لكرة القدم منتخب السودان الذي اهتزت شباكه بأربع أهداف لصالح الأفناك، وبعدها الفوز بهدفين نظيفين على لبنان في الجولة الثانية، وما ميز اللقاء اختتام اللعب بعشر لاعبين في كلا الفريقين، بعد حصول اللاعب الجزائري “حسام الدين مريزق” على الإنذار الثاني في الدقيقة الثامنة والسبعين (78د) واللاعب اللبناني “قاسم زين” في الدقيقة الثالثة والثمانين (83د)، فيما واجه المنتخب الجزائري نظيره المصري في مباراة حاسمة ضمن تصفيات الربع النهائي وانتهت بتعادل ايجابي، ثم واجه في الربع النهائي المنتخب المغربي في مباراة ماتعة بطعم النهائي لمدة (120د)، حسمت فيها المباراة بركلات الترجيح بنتيجة (5-3)، بينما واجه “الخضر” في النصف النهائي أصحاب الأرض، لم يتم الفصل في المتأهل للنهائي إلا في الدقائق الأخيرة بنتيجة هدفين لهدف.

أبان رفاق “براهيمي”، طوال المباريات المصيرية التي خاضوها للتأهل للنهائي والفوز بالكأس عن روح قتالية جماعية في اللعب، وفرديات متميزة حفظت حظوظ المنتخب في الفوز بجوائز عدة إلى جانب الكأس، فقد  اختير قائد المنتخب الجزائري “ياسين ابراهيمي” كأفضل لاعب في كأس العرب وحصد جائزة الحذاء الذهبي، بينما حصد “يوسف بلايلي” صاحب الهدف الصاروخي جائزة الكرة الفضية، فيما كرم حارس المرمى الأسطوري “رايس وهاب مبولحي” بجائزة القفاز الذهبي عن جدارة واستحقاق، إذ لم يسجل سوى هدف وحيد في شباكه من ركلة جزاء.

كلها جوائز تكريمية لا تبلغ مبلغ الفرحة التي صنعها “الخضر” في كل بيت جزائري أو بين أنصار المنتخب الذين آمنوا منذ صافرة أول مباراة في تصفيات الكأس و حتى قبل أن تطأ أقدام المحاربين أرض قطر، بعودة الأفناك بالكأس، ليس غرور إنما ثقة في امكانياتهم.
لم يكن الشعب الجزائري وحده من آمن بقدرات المنتخب، بل أيضا رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين احتفى بعضهم باللقب حتى قبل بلوغ “الخضر” للتصفيات النهائية بأساليب تفاعلية مختلفة جمعت بين الفكاهة والتنكيت من جهة، وبين الجد والموضوعية من جهة أخرى، وبينهما أجواء حماسية وتنافسية مفعمة بأمل الفوز المسبق.

الكأس العربية جزائرية:

الآن وبعد أن صارت الكأس العربية جزائرية، وبعد أن صار في رصيد المنتخب الوطني الجزائري كأسان في فترة متقاربة (كأس إفريقيا، وكأس العرب) توجهت الأنظار، وصار الطموح عالميا نحو الكأس الشقراء “كأس العالم” المنتظر تنظيمها في قطر أيضا (2022)، ولأن الأقدام الرياضية الجزائرية ذهبية وقلوب اللاعبين تنبض بالوطنية “فالطموح مشروع والحلم مربوح” .

ختاما، ولأن الحق يجب أن يقال، فقد كانت قطر شعبا وحكومة وهيئات رسمية ومدنية جزء لا يتجزأ من تتويج ليلة أمس، وفوزا للعرب بتنظيم محكم للعرس الكروي. فمبارك للجزائر النصر المستحق، ومبارك للجمهور الرياضي العربي الفرجة والمتعة الرياضية باللعب أولا وبتقنيات التغطية الكروية ثانيا ومجانية المشهد الرياضي ثالثا، مبارك لقطر عالمية المحفل، فقد نجحت لأبعد الحدود في رهان تنظيم العرس الكروي العربي والتسويق للمحفل الكروي العالمي.

عن admin1

شاهد أيضاً

في ذكرى فتح مكة وغزوة بدر

القاهرة | خاص يستعد المطرب والمبتهل بالإذاعة والتليفزيون إبراهيم السيد راشد تسجيل العمل الفني فتح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia