دوافع انتشار الجريمة والحد منها وفقا لعلماء النفس والإجتماع

تايم نيوز اوروبا بالعربي|رامز روحي

ترى نظرية التفكك الإجتماعي أن الريف يتميز بتراجع انتشار معدل الجريمة ، حيث يتميز بالترابط الأسرى ويشير “ثورستن سيلين” العالم الأمريكي متبني نظرية التفكك الإجتماعي أو داعية لهذه النظرية ، إذ يرى أن التفكك الإجتماعي يلعب دورا مهما في زيادة ونمو الظاهرة الإجرامية بين الأفراد ، ويوضح إن الطفل منذ ولادته مهيأ لتكييف شخصيته من خلال جعلها اجتماعية ، أي سهولة التواصل مع الأفراد المنتمين إلى نفس المجتمع، أو إلى مجتمع آخر وأسس قاعدة مفادها أنه كلما نشأ الطفل في ظل الثقافة العامة ، زاد قدرته على الاندماج مع مجتمعه الخارجي.

وأشار قد ينمو الطفل في ظل ثقافته المغلقة ، والتي قد تختلف أو تتوافق مع الثقافة العامة.

وأكد سيلين إن التضامن الاجتماعي هو أقوى عائق أمام الجريمة، والعكس صحيح “من وجهة نظر العالم ، حيث يؤدي التفكك وانعدام التنسيق والترابط في المجتمع إلى زيادة معدل الجريمة ، ويشير سيلين أن التفكك الإجتماعي يجب اعتباره السبب الحقيقي والكامن وراء ذلك زيادة نسبة الظاهرة الإجرامية خاصة في المجتمعات المتحضرة المتقدمة.

أضافة إلى ما ذكره سيلين أنه يمكن اعتباره السبب الحقيقي لأنه أكثر وضوحًا من الظواهر الأخرى وأعتقد أنه سبب النظريات اللاحقة لهذه النظرية لأنه بسبب التفكك الإجتماعي يجعل الفرد في حيرة من أمره بشأن أي أفكار والمبادئ التي يؤمن بها ، وينخرط في أي مجموعة تناسب تفكيره وفق نظرية الاختلاط الانفصالي ولعدم التضامن والتكافل الإجتماعي ووجود التقسيم الطبقي الإجتماعي ، فإن الفقراء بسبب الحاجة أو الانتقام وأسباب أخرى، تجعله ينحرف لإبراز شخصيته وفق النظرية الاقتصادية.

بنى بعض العلماء أبحاثهم وفقا لمجتماعتهم وعلى مستوى تطوراتها الإجتماعية .

بسبب تدهور الأوضاع الإجتماعية
هذا هو أحد الجوانب السلبية لدراسات الباحثين لأن النظرية لا يمكن أن تستند على جميع المجتمعات لأنها تختلف من دولة إلى أخرى أو في الدولة نفسها من مجتمع إلى آخر.

لعل أبرز الفروق بين المجتمع المدني والمجتمع الريفي الترابط الأسرى بالمجتمع الريفي .

في سياق متصل أعرب بعض الباحثين إن التفكك الإجتماعي يختلف من المجتمعات الريفية إلى المجتمعات المدنية المتقدمة ، لذلك نادرا ما نجد في المناطق النائية أو الريفية مظاهر التفكك الإجتماعي، لذلك نجد أن الجرائم يمكن أن نسميها جرائم بسيطة وبريئة تدل على براءة الفكر الريفي ، بحيث يتواصل الناس مع بعضهم البعض حيث تحكمهم روابط الحب والتعاون ، لأن الفرد ينشأ على الأخلاق الحميدة والقيم. ، ويأتي المجتمع ليضع هذه المبادئ أسس يتعامل معها الفرد.

المجتمعات المدنية هي أقرب ما يمكن أن نطلق عليه منطقة مختلطة خارج نطاق القطر العربي كل مجموعة لها دين ولغة وثقافة تختلف عن المجموعات الأخرى ، لذلك تكثر الجريمة في المدن وأساليبها أكثر تطوراً من المناطق الريفية.

ويمكن القول أن هناك عدة عوامل تدفع إلى انتشار ظاهرة الجريمة وفقا لعلماء النفس والاجتماع على النحو التالي :

التفكك الأسري:

من المعروف أن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، الأسرة هي المسؤول الأول عن تربية الطفل ، فهي مكون الشخصية الأساسية للفرد.

حدد علماء النفس مراحل اكتساب القيم الأخلاقية أولاً تنشئة الأسرة ، بحيث يساهم كل فرد في الأسرة في تربية الطفل ، سواء كان حسن السلوك أو سوء السلوك.

ثم تأتي مرحلة تربية المجتمع ، والتي ترتبط بتربية الأسرة ، إذ عندما يأتي الطفل بسلوك غير طبيعي اكتسبه من المجتمع ، تقوم الأسرة بما لديها من سلطة توجيهية وتصحيحية لتغيير مثل هذه السلوكيات السيئة إلى المبادئ التي يأخذها الطفل في الاعتبار.

ثم في مرحلة المراهقة تأتي التربية المجتمعية الفردية ، حيث يمارس المراهق حياته ويواجه الحياة مع التعليم الذي اكتسبه من أسرته في مرحلة طفولته ، سواء كان ذلك يؤثر على القيم التي ترسمها الأسرة أو يتأثر بها، بالقيم الجديدة “التفكك الأسري له دور رئيسي في التفكك الإجتماعي لأن أساس المجتمع هو الأسرة

مع اضطراب نظام الأسرة ، تعطل نظام المجتمع ، لأن المجتمع يعتمد بشكل كبير على الأجيال التي ترسلها العائلات، على سبيل المثال عندما نلاحظ في الأسرة هذا النوع من التمييز والعنصرية في المجتمع العائلي ، فهذا بالطبع يؤدي إلى توليد العواطف وخلق المشاعر التي تظهر في شكل أفعال لا يمكن ردعها دون وجود نظام حاسم لـ لذلك فإن المجتمع يتحمل نتيجة السلوك السلبي للأسرة ، وكذلك نتيجة عدم التزام الوالدين بالعادات والتقاليد.

البطالة:

وهي ظاهرة انتشرت بنسب كبيرة في جميع المجتمعات ، حيث يخلق وجود العاطلين عن العمل فراغًا بين العاطلين عن العمل، كلما زاد التفكك الاجتماعي ، زادت البطالة ، وبالتالي زاد عدد المجرمين ، لأنه عندما تكون هناك علاقات إجتماعية شبه معدومة ، فإن الأفراد لن يهتموا بالأفراد غير العاملين بسبب وجودهم،لا يوجد إتصال أو ارتباط. يبحث الجميع مصلحته الخاصة.

تظهر منظمة العمل الدولية التوقع بإرتفاع معدل البطالة بين الشباب وهنا يولد العاطل عن العمل كراهيته للانتقام من المجتمع الذي حرمه من الالتحاق بالوظيفة التي تكسبه لقمة العيش. وليتضح أمامنا الجانب الإجرامي للفرد العاطل حيث يسوغ تصرفه لتحقيق العدالة التي يسعى إليها.

التغيير السريع في المجتمع:

التغيرات التي تحدث في المجتمع والتي تتميز بالتطور السريع فيه ، حيث قد تحدث تطورات في المجتمع لا تتناسب مع فكر الفرد وعاداته التي اعتاد الناس عليها.
قد تكون هذه التطورات سلبية أو إيجابية، سيقبل الأفراد بأذرع مفتوحة التطورات الإيجابية لأنها تتوافق مع تقاليده ، ولكن المشكلة هي أن التطور كان يغزو عادات المجتمع ويحدث في المجموعات الفجوة التي لا يمكن إصلاحها ، وتغيير سلوك الأفراد داخل المجتمع من الهدوء إلى سلوكيات عنيفة ومتهورة لا يمكن السيطرة عليها.

عدم وجود ضوابط إجتماعية:
يحتاج المجتمع حقًا إلى مثل هذه الضوابط لإعادة الأمور إلى نصابها.

التفكك الاجتماعي سينخفض ​​ولا اقول انه سيكون غائبا في وجود ضابط او هيئة ارشادية، قد يلتزم الأفراد حتى ببعض السلوكيات
على سبيل المثال ، في حالة تفكك الأسرة ، إذا كان يحتوي على هذا القانون الخاص بالعائلة ، لكنا وجدنا أنه سيتم حل معظم مشاكل الأسرة. بدون تخريج أجيال ، أقل ما يمكننا وصفه هو أنه بلاء إجتماعي لا مكان له في المجتمع.

ويؤدي عدم وجود مثل هذه الضوابط إلى انتشار الآفات البشرية الإجرامية ، فضلاً عن تفاقم السلوكيات المرضية التي يتم علاجها من أجلها ، و تطور الجرائم التي تزداد حدتها في المجتمع مع وجود الفكر الإجرامي.

ليأتي في المقام الأول دور الأسرة لمتابعة سلوكيات أبنائهم،لاسيما عن دور التوعية والإرشاد الديني لغرس القيم الأخلاقية والحد من الإنحراف، مع تشخيص اسباب الجريمة والبحث عن طرق الوقاية منها وعلاجها مع تطبيق القانون فتحولت المجتمعات المدينة ساحة صراع بين مكافحة الجريمة والحد من انتشارها.

عن admin1

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *