مارك زوكيربرج وايلون ماسك..هل نحن مستعدون؟

تايم نيوز اوروبا بالعربي|د. حسام عبد العاطي عيد

التعليم والواقع الافتراضي ومارك زوكيربرج وايلون ماسك هل نحن مستعدون ؟

نحن الآن في مرحلة فارقة في التحول نحو تعليم مختلف تماما عما عهدناه وتربينا عليه لعقود طويلة وياتي فيروس كورونا ليعطي دفعه هائلة غير متوقعة لتسريع التحول الرقمي وبناء استراتيجية جديدة تماما باهدافها وادواتها ومخرجاتها ومنفذيها ومتلقيها وهو ما يتطلب إعادة النظر في تطوير البنية التحتية وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية وكذلك البيئة المجتمعية الحاضنة لكل هذه العناصر ومن الان يجب التفكير في تغيير التابوهات التي أصبحت في مرتبة المقدسات التي يجب أن لا نقترب منها او نفكر مجرد التفكير في تغييرها والا يعتبر من يناقشها مارقا علي الناموس الأكاديمي وهذا ما يتعارض تماما مع الفهم الصحيح للفكر والتفكير الأكاديمي والذي يقوم اساسا علي ان التغيير المستمر هو الأساس وان الثبات والجمود هو الاستثناء ومن هذه التابوهات هو مدة الدراسة في اي برنامج فنحن في القرن الاخير نعتمد ان مدد الدراسة في التعليم ما قبل الجامعي ستة سنوات ابتدائي وثلاثة اعدادي وثلاثة ثانوي ثم التعليم الجامعي الطب مثلا ستة سنوات وبعدها سنة الامتياز وكذلك طب الأسنان خمسة سنوات وبعدها سنة امتياز والهندسة والعلوم ووووو وتطول القائمة واذا نظرنا لمستقبل تدريس هذه البرامج مستقبلا في عصر التحول الرقمي نجد اننا يمكننا اختزال هذه السنوات بما يحقق متطلبات التخرج والحرص علي اكتساب الخريجين المهارات التي يتطلبها سوق العمل الحقيقي وبما ينعكس ايجابيا اقتصاديا ونفسيا علي كل المرتبطين بهذه البرامج من أساتذة وخريجين واسرهم والبنية التحتية في المؤسسات التعليمية والتي يجب أن تتغير ويتم إعادة النظر في محتواها لان تلاميذ وطلاب هذه الأيام والايام التي تليها مختلفين تماما عن اجيالنا مثلا فيجب تغيير نظام تدريسهم ومحتوي المقررات التعليمية لهم بل وايضا تغيير حتي شكل وتنظيم وكفاءة المباني التي يجب أن يتبني تطبيقات الهندسة الحديثة في تنفيذها وبناء مقرات ذكية وصديقة للبيئة تستخدم الطاقة المتجددة وتستوعب أدوات التكنولوجيا الحديثة في التدريب والتدريس. ويجب الإشارة الي أن المؤسسات التعليمية يجب من الان ان تفتح باب المناقشة واشراك كافة مؤسسات المجتمع للبدء في إعادة صياغة البرامج التي يحتاجها المجتمع مستقبلا وهو ما قد يشمل إلغاء برامج عتيقة او تطوير برامج موجودة وبالاحري فتح برامج جديدة تماما تناسب شباب المستقبل واحتياجاتهم النفسية ومهاراتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي الذي سوف يكون له اليد العليا في تغيير نمط الحياة وتلبية تطلعات سكان الكوكب الجدد في الخمسين سنة القادمة والذين قد يكونون مختلفين جذريا في كل شيء تقريبا عن كاتب هذا المقال ومن يقرأونه الان في 2021. ولذا فإن اي مؤسسة تعليمية ستظل متمسكة بالواقع الحالي ومنغلقة عليه وغير ملاحظة للتغير الذي بدا وظهر بالفعل بعد كورونا وغير مبادرة وغير مشاركة بفعالية في الاستعداد للمستقبل ستكون مقصرة في حق الاجيال القادمة. مناقشة مستقبل التعليم واحتياجات المجتمع في ظل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيره علي كل برامج التعليم ومتطلبات التخرج ومهارات الخريجين وطرق تقييمها وتقويمها ودراسة تأثيره العميق علي الاقتصاد والثقافة بما يرتقي بجودة الحياة علي هذا الكوكب ويخدم تطلعات ساكنيه لاستكشاف واستعمار عوالم أخري قد يكون الذكاء الاصطناعي هو بوابة الوصول إليها وفتح آفاق جديدة ومهن جديدة لسكان الأرض أصبح أمرا ملحا وهاهو ايلون ماسك وشركة تيسلا ومعهم مارك زوكيربيرج يدشنان العصر الجديد احدهم بتغيير مفهوم مصادر الطاقة واستخدامها والآخر بتغيير اسم وشعار فيسبوك الي ميتافيرس وهو يعني ما وراء الكون واضعا بداية للواقع الافتراضي في ثوبه الجديد وكما غير فيسبوك ووسائل السوشيال ميديا وجه الحياة بكل تفاصيلها منذ 2005 وحتي ذروتها في 2011 اتوقع ان يقود ميتافيرس التغيير للعشرين سنة القادمة وسيشمل التغيير كل شيء وفي القلب منه التعليم وستصبح اشياء ومدارس وبرامج ومناهج بل وكوادر ومباني من الماضي فهل سنجد لنا مكانا في هذا العالم الجديد كليا من خلال قاطرة التعليم الذكي اتمني ذلك.

عن admin1

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *