تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السبكي
لقد أنهت مصر حالة الطوارئ التى استمرت في البلاد منذ أربع سنوات، حيث كانت إداراتها السياسية فرضتها في أبريل عام 2017، عقب تفجير كنيستين في مدينتي الإسكندرية وطنطا بشمال البلاد ، وواصلت منذ ذلك الحين تمديدها كل ثلاثة أشهر.
وصرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخراً فى حسابه بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك إنه لن يُمدد حالة الطوارئ لأن مصر أصبحت ” وفق تعبيره ” واحة للأمن والاستقرار، وهو الأمر الذى أصدقه .
ليس من عادتي إشعال المباخر لرئيس أو ملك أو وزير هنا أو هناك ، أيضاً أعرف عن نفسي البُخل والواقعية فى إطلاق عبارات الإطراء والثناء على هذا أو ذاك ، كما انى غالباً أتعامل مع الأحداث سلباً وإيجاباً بمنطق العقل أكثر من العاطفة .
حتى ان البعض من القراء والأصدقاء يندهش حينما يقرأ ما أكتُبه عن فساد شخص أو جماعة فى توقيت مُعين ، ثم أنشر عن عمل أو نشاط يستحق القاء الضوء عليه ، وهو ما يعتبره نفر من الناس ثناء مُبطن . . فى كل الأحوال نحن بشر .
كُنت فى مصر صيف العام الجاري وبقيت فى ربوعها حوالى 8 أسابيع ، تجولت خلالها فى كثير من أحياء العاصمة الملونية القاهرة ، وبعض القرى فى جنوب البلاد ، وبالفعل شاهدت على أرض الواقع بعين فاحصة حالة الأمن المُستقرة ، التى لا تقبل الشك أو المُزايدة .
قبل سفرى للمحروسة بعد غياب طال بسبب جائحة كورونا قرأت ومازلت على مواقع التواصل الإجتماعي كثير من الإنتقادات اللازعة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ” تستهدف شخصه ” وهو الأمر الذى لا يليق .
أيضاً كانت وتوجد حتى اللحظة نشرات توجهات نقد بناءه ، بعضها سلبية ، نحو إدارة سياسة الحكومة المصرية لعدد من الملفات ” خاصة الإقتصادية وحقوق الإنسان ” ، فى ذات الوقت تسير قاطرة مصر الجديدة على قدم وساق ، فى إعادة بناء الدولة المصرية تشمل : إصلاحات . . ترميم . . تجديد . . إنشاءات ، من أهمها مرافق الطرق البرية بتقنية حديثة وفق خطط ودراسات ، يستطيع رجل الشارع العادي والمُتخصص رؤيتها بالعين المُجردة ، ولمس نتائجها على أرض الواقع .
وبمناسبة رجل الشارع المتواضع يحضرنى موقف حي كنت أحد أطراف الحديث فيه ، بلقاء صاحب محل خضر وفاكهة فى حي مصر القديمة أثناء تواجدي بالقاهرة ، ذلك المحل الذى أعرفه منذ 20 سنة تقريباً وكانت شاكلته آنذاك ليست بالمستوى الجيد ، من حيث نوعيات ما يُباع فيه ، وأتذكر مشاهد تخلص صاحب المحل من كميات خضر وفاكهة تالفة يلقى بها فى القمامة .
أما هذه المرة وجدت ان بضاعته جيدة ، ومن خلال حديثى معه شعرت براحته أكثر من ذى قبل ، وخرج الصحفى من داخلي يسأله عن أخر التطورات فى تجارته فقال لى : ” الحمد لله يا أستاذ أنا دلوقتي من ساعة لما تحسن ( طريق مصر – الاسماعيلية ) بروح سوق العبور مره واحدة بس فى الاسبوع ، اجيب بضاعتي طازة ، والطريق بئا سريع وسهل ، معُدتش أرمي حاجة من الخضار والفاكهة ، والربح بئا افضل ، ربنا يخللى لنا الريس السيسي .
تركت الرجل بعد ان تمنيت لها الخير ، وفكرت فيما قاله ببساطة تحمل أكثر من معنى ، لأنه شرح بطريقته الخاصة ان عمليات تحسين الطرق هى أحد شرايين الاقتصاد القوى الناجح ، حيث ان تعبيد الطرق وتوسعتها يسهل مرونة حركة السير وإنتقال الناس والمُعدات والمركبات والبضائع .
نعم . . انها مصر الجديدة التى أنهت حالة الطوارئ . . تبنى وتعمر . . تقضى على العشوائيات . . تنفق على التنمية . . تسير نحو توفير حياة كريمة . . تعمل على تنفيذ مظلة تأمينات إجتماعية وصحية . . تكافح البطالة بتوفير فرص عمل . . تمنح قروض مالية تكاد تكون بدون فوائد لمن يرغب فى انشاء مشروع صغير أو متوسط خاص للأفراد . . تكافح الهجرة الغير نظامية . . تعمل على تطوير وتقوية جيش الدفاع المصري من أفراد ومعدات . . وكثير ممكن سرده .
مصر الجديدة تعمل على بناء اقتصاد قوى وإعادة تدفق السياحة الى مصر بإعتبارها أحد أهم روافد الدخل القومي للبلاد .
نعم يا رئيس مصر الوفي : مصر واحة للأمن والاستقرار .
