العربي رحل …من لم يأمر عامل السجود لغير الله

تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة | د.حسام عبد العاطي عيد:

لست من مدرسة الحديث عن الأشخاص والتطرف في الكلام عنهم سواء بالمدح أو بالقدح، فنحن كلنا بشر نخطيء كثيرًا قبل أن نصيب أحيانًا ولكن هذا الرجل العصامي الذي بدأ حياته العملية بمبلغ زهيد، واجتهد بشرف حتي كون امبراطورية يشار إليها بالبنان داخل مصر وإقليميًا ودوليًا.

ولقد شرفت أنني من نفس المحافظة الذي ينتمي إليها هذا الرجل المحترم، وكان بالنسبة لي أحد النماذج التي أنظر إليها بإعجاب وتقدير في مقتبل العمر وأنا في الثانوية العامة.

قلعة اقتصادية على أساس من الصدق..

وحياة هذا الرجل مليئة بالدروس والعبر، والتي تصلح أن تكون محل اهتمام من الجميع، وأهم هذه الإضاءات التي تنير السيرة الذاتية له، هو أن تكون قادر علي الحلم وأنت شاب صغير، وأن تسعي لتحقيقه مهما كانت التحديات؛ لقد بدأ برأس مال حوالي 140 قرشًا في معظم الروايات، وأخذ يكبر حتى انتهى بهذه القلعة الاقتصادية المصرية القوية، التي تحظي بتقدير كل المصريين، ثم بدأ يتوسع بالشراكة مع الجانب الياباني وهؤلاء لا يعملون غالبًا إلّا مع الصادقين البعيدين عن الفساد.

شركة TOSHIBA
أحد المسئولين بشركة TOSHIBA من الجانب الياباني

عمالة مُدربة..

وتأتي اللقطة المهمة أيضًا أنه بنى المصانع في قويسنا بالمنوفية، ففتح باب الرزق لأهله وجعل للمحافظة والمدينة بريقًا وسمعة مميزة، ثم دعم المصانع بإنشاء مدارس لتلبي احتياجات المصانع من العمالة المدربة المتعلمة، وياله من تفكير سابق لعصره وعميق في تأثيرة على مفهوم الجودة ونقل الخبرات واكتساب المهارات من خبراء، بعيدًا عن الفهلوة التي تضرب سمعة العامل المصري في الصميم.

أعمال خيرية..

وأكمل الرجل المنظومة بإنشاء مستشفي حديث يخدم كل الناس، ولا يخلو حديث في الشارع المنوفي من تبرعات الرجل ودعمه للفقراء والمحتاجين، دون منّ أو أذى، وجاءت فترة كورونا العصيبة على الدول والشركات والأفراد، واستمر الرجل في صرف كل المستحقات دون أي خصومات، وفي كل الأوقات لا تراه مبذرًا أو سفيهًا يبعثر أمواله في اللغو والتباهي والفشخرة الكدابة مثل بعض رجال الأعمال قصيري النظر، الذين لا يعطون نعمة الله حقها ويصرفونها في أشياء تافهة لا تعود على المجتمع بأي نفع.

شركة TOSHIBA
شركة TOSHIBA

الكلام يطول عن الحاج محمود العربي شيخ التجار المصري، العربي المحترم رحمه الله رحمة واسعة بقدر ماساعد أسر وأفراد على استكمال تعليمهم أو علاجهم أو مساعدتهم في عيش حياة كريمة؛ نموذج نتمنى أن تمتلئ بهم بلاد العرب جميعًا۔

وللمفارقة الغريبة ضجت السوشيال ميديا بفيديو يقوم فيه طبيب وأستاذ جامعي بإهانة ممرض تعدى الخمسين بمنتهى القسوة والغرور والصلف، ويقهره بلا رحمة ويهينه وأسرته والمدينة التي يعيش فيها، بل ويأمره بالصلاة والسجود لكلب سيادته، وهنا يتضح قيمة أمثال الحاج محمود العربي، الرجل بمعني الكلمة برؤية مثال فج من أشباه الرجال، على النقيض مع كل مبادئ الشهامة والرجولة والتواضع وحب الناس وخدمتهم والخوف من الله وشكره علي نعمه.

ملحوظة..أنا لم أتشرف بمعرفته أو معرفة أي أحد من طرفه، هذه كلمة حق في حق من يستحق؛ وتحيا مصر.

عن admin1

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *