مجموعة من السوريين يرفعون علم مصر
مجموعة من السوريين يرفعون علم مصر

مصر..الحاضنة الكبرى لنجاح السوريين خارج وطنهم

تايم نيوز أوروبا بالعربي _ القاهرة | عباس الصهبي:

مشهد بأحد الشوارع المصرية
مشهد بأحد الشوارع المصرية

رغم ترحيب المصريين المشهود به للآلاف من السوريين، بسبب ما واجهوه من أوضاع كارثية في وطنهم الأم، ونجاح الوافدين السوريين في التأقلم مع ظروف الحياة المصرية على أرض الواقع، إلا أن ظاهرة انتشار المطاعم السورية بالشوارع المصرية، قد واجه العديد من الانتقادات التي ترقى إلى حد الاتهام.

سيل لا ينقطع من الاتهامات الحادة واجهت نجاح الانتشار السريع والمتزايد للمطاعم السورية في عمق مصر، ومنذ هجرة كثيرين من الوافدين السوريين إلى وطنهم الثاني مصر إثر ما كان يعرف بـ”ثورات الربيع العربي”، والذي بدأت كوارثه في سوريا منذ مارس / آذار عام 2011، حيث رحب المصريون بقدوم أخوتهم السوريين، وأعطوهم وبكامل التقدير لظروفهم المأساوية حرية التعليم والرعاية الصحية والإقامة، تمامًا كالمصريين.

 حرية بلا قيود..ولكن!

مخيمات اللجوء التي يتم تخصيصها للسوريين خارج مصر
مخيمات اللجوء التي يتم تخصيصها للسوريين خارج مصر

ومنذ مجيء السوريين إلى مصر، لم يتم إجبارهم على الإقامة في خيام أومعسكرات منعزله كما حدث في كل دول العالم الأخرى التي نزحوا  إليها، وإنما أُعطيت لهم حرية البقاء والتنقل والإقامة، بكل المحافظات والأحياء المصرية.

غير أنه لم تمض إلا سنوات قليلة على وجودهم المرحب به شعبيًا وحكوميًا بين كل الأوساط المصرية، ومع تزايد  نشاطهم الاقتصادي الناجح‏، توالت عليهم الاتهامات التي تراوحت في معظمها ما بين “غسيل أموال” الجماعات الإرهابية في مصر، وبين السعي للسيطرة على أسواق المطاعم وأسواق الملابس، بشكل يوحي – رغم عدم وجود أسانيد اتهام قوية – بأن ما خفي كان أعظم.

فقد ‏أدى التزايد المستمر لرؤوس الأموال السورية الخالصة في الأسواق المصرية، والتي تقدر حاليًا بما يزيد على “25” مليار جنيه مصري، في تقديرات بعض الخبراء منذ ثلاث سنوات، فيما أشارت تقديرات للأمم المتحدة منذ عامين فقط إلى أرقام تقترب من الرقم السابق، ومع ذلك استمر اتهام بعض السوريين بغسيل أموال الجماعة الإرهابية على غرار تنظيم الإخوان الإرهابي، وخاصة بعد إلقاء القبض على كثيرين من كبار زعماء الجماعة.

‏غير أن اتهامات غسيل الأموال هذه ظلت متذبذبة لفترة طويلة، سرعان ما تختفي لتظهر من جديد ثم تتلاشى بعدها، وذلك لعدم وجود مايدعمها بأسانيد جنائية واضحة حتى الآن.

 أرباح خيالية من وراء سُمعة القطن المصري..

تحقيق الأرباح
تحقيق الأرباح

ومثلما نجح السوريون في عالم المطاعم فقد حققوا وفي زمن قياسي قصير الكثير من النجاحات المتوالية باستثماراتهم التجارية والصناعية، في عالم الملابس والمفروشات.

ويتميز المجتمع السوري في مصر بأنه يضم نخبة لا يستهان بها من العلماء والمتخصصين والمهنيين المحترفين، فضلاً عن أعداد كبيرة من طلبة الجامعات، بالإضافة للعديد من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، سواء من المقيمين أصلاً في مصر قبل الثورة السورية أو ممن نزحوا إليها بعد الثورة.

‏وقد أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ منتصف يناير / كانون الثاني عام 2018، وبعد أيام قليلة من افتتاحه مصنع نسيج يمتلكه أحد رجال الأعمال السوريين، بالإسهامات السورية الصناعية والتجارية في مصر.

دفاع على الجانب الآخر..

أحد مشاغل صناعة الملابس
أحد مشاغل صناعة الملابس

وكان أحد المسئولين بإحدى الشركات المملوكة لرجل أعمال سوري قد أشار في تصريحات سابقة له بأن استثمارات الشركة تبلغ نحو “6” مليارات جنيه، وهو إجمالي المبلغ الخاص بقيمة أعمال فروع الشركة البالغ عددها “420” فرعًا تنتشر بين محافظات الجمهورية، تتولى توزيع إنتاج خمسة مصانع، تقع في مناطق صناعية مختلفة، يعمل بها “٥” آلاف عامل مصري وسوري.

وإذا كان  أحد المطاعم السورية الشهيرة بالإسكندرية، التابع لأحد السوريين المقيمين في مصر، هو الذي قد أثار منذ سنوات جدلًا واسعًا بعد افتتاحه داخل الأوساط المصرية، ما أدى في وقته إلى إطلاق حملات ضد السوريين تتهمهم بغسيل أموال « تنظيم الإخوان الإرهابي»، إلا أن كثيرين من السوريون دافعوا عن أنفسهم ونجحوا في ذلك الوقت في نفي معظم الاتهامات، وإثبات أن اجتهادهم ومثابرتهم على مواصلة العمل كان دائماً “كلمة السر” في نجاحهم الكبير، وأنهم قد بدأوا طريق العمل في مصر بأموال صغيرة، ثم نمت مشروعاتهم التجارية، كنتيجة طبيعية للعمل الجاد.

أقرأ أيضًا: مطاعم سورية تسحب البساط من تحت أقدام المطاعم المصرية

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *