السيد هوكان إيمسجورد سفير السويد لدى مصر
السيد هوكان إيمسجورد سفير السويد لدى مصر

سفير السويد بالقاهرة: السويد ومصر يجمعهما حوار سياسي مميز

أجرى الحوار – سعيد السُبكي وأحمد يدك:

تصوير – عبدالرحمن يدك:

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة: 

مصر بلد صديق والمصريون لطفاء..وأستمتع بالمشي في شوارع القاهرة

الرعاية الصحية والمناخ أبرز ملفات تعزيز التعاون بين السويد ومصر

البعثة الدبلوماسية للسويد لديها مقر جديد بالعاصمة الإدارية الجديدة ذو خصائص إنشائية متقدمة للغاية

نقوم بالتنسيق مع السلطات المصرية حول موعد وكيفية الإنتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة

لا توجد أي ضغوط من الحكومة المصرية للإنتقال إلى العاصمة الإدارية على عكس ما نشرته قناة DW

السويد لديها الإمكانيات الفنية التي تستطيع إتاحتها أمام أطراف ملف سد النهضة بغرض تقريب وجهات النظر

السويد ومصر يجمعهما حوار سياسي مميز نتطرق من خلاله إلى كل الملفات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع الإعلان عن اسم السفير “هوكان إيمسجورد” الذي اختارته الخارجية السويدية في يونيو الماضي، لتولي منصب سفير السويد بالقاهرة، بالتزامن مع انطلاق فعاليات الإحتفال بالعيد القومي لمملكة السويد، باتت واضحة بجلاء الأهمية البالغة التي تُوليها السويد من أجل تعميق الشراكة مع مصر، عبر الدفع بأحد أكثر الدبلوماسيين خبرة وكفاءة لديها من أجل القيام بهذا الدور، وذلك تعبيرًا عن متانة العلاقات بين البلدين وخصوصيتها.

وبعد أن بات موعد تقدم السفير الجديد بأوراق اعتماده إلى القيادة السياسية في مصر وشيكًا، يبدو أن الحقيبة الدبلوماسية للسفير “إيمسجورد” لم تكن تحوي ملفات التمثيل الدبلوماسي، وحسب، وإنما كانت أيضًا مزودة بطموحات وتطلعات شخصية للإرتقاء بمستوى التعاون بين بلاده مع مصر.

جامعة "لوند" السويدية
جامعة “لوند” السويدية

يكشف التاريخ المهني للدبلوماسي السويدي المخضرم، عن مؤهلات استثنائية ومهارات فريدة، اكتسبها الرجل بداية من دراسته بجامعة “لوند” السويدية، أحد أرقي الصروح الأكاديمية والبحثية في أوروبا والعالم، والتي تخرج منها حاملًا شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، لينخرط بعدها في الحياة العملية، التي ظهرت بها جدارته في كل المهام التي أوكلت إليه، والتي كان من أبرزها منصب المدير المُساعد لقسم الإتحاد الأوروبي بوزارة الخارجية السويدية، والمدير العام المُساعد بذات القسم، ثم أُسند إليه منصب سفير السويد بهولندا والمنظمات الدولية بلاهاي، وصولًا إلى تكليفه بتولي منصب سفير السويد لدى مصر.

مبنى وزارة الخارجية السويدية
مبنى وزارة الخارجية السويدية

كما يشير التاريخ المهني للسفير “هوكان إيمسجورد” الحافل بالخبرات التي مكنته من الإلمام بفنون العمل الدبلوماسي، إلى السبب وراء صعوده على سُلم المناصب القيادية بوزارة الخارجية السويدية، وهو ذات السبب في لفت أنظار “تايم نيوز أوروبا بالعربي” إليه، والتي أولت اهتمامًا كبيرًا لإجراء مقابلة معه، من أجل مشاركة رؤيته لتطوير التعاون الثُنائي بين السويد ومصر إلى جمهور المتابعين والمهتمين بالشأن الدبلوماسي في مصر.

وبإجراء المقابلة مع السفير “هوكان إيمسجورد”، خيمت على أجواء اللقاء الصحفي الأول معه في مصر السمات الإستثنائية التي يتمتع بها كدبلوماسي يجمع بين الحسنيين، فعقله منشغل بأفكار وسبل الدفع بالعلاقات السويدية-المصرية للأمام، وقلبه ممتلئ بحب مصر وتاريخها وثقافة شعبها.

ودار بيننا الحوار التالي:

ما هو انطباعكم الأول عن مصر؟

مصر بلد صديق، وشعبها طيب ولطيف، وأنا أستمتع بالمشي في شوارع القاهرة، وعندما أسأل عن أي شيئ مثل اتجاهات السير، فهم دائمًا ما يبادرون بالمساعدة.

كما أنني أحب كثيرًا الأكل المصري، فهو شيئ أساسي لدينا في السفارة بشكل يومي، ويعجبني كثيرًا الخبز المصري الذي دائمًا ما أطلبه على مائدة الإفطار كل يوم.

وفي الواقع، لقد جئت هنا للمرة الأولى منذ 25 عامًا كسائح، وخلال هذه الزيارة أعجبتني مصر كثيرًا، كما أنني انبهرت بالثقافة المصرية وكل الأشياء التي رأيتها من حولي وفي مقدمتها التاريخ المصري؛ وبعد مرور هذه المدة، عُدت مجددًا للعيش والعمل هنا كسفير للسويد؛ لذا، فإنني أعتبر ذلك بمثابة حلم قد تحقق.

سفير السويد بالقاهرة يتحدث إلى فريق "تايم نيوز أوروبا بالعربي"
سفير السويد بالقاهرة يتحدث إلى فريق “تايم نيوز أوروبا بالعربي”

في رأيك..ما هي المجالات التي يمكن تعزيز التعاون بها بين مصر والسويد؟

هناك بالفعل الكثير من التعاون والمصالح المتبادلة بين البلدين، على غرار التعاون في مجالات الإتصالات والعلوم والإبتكارات بمختلف أنواعها، إلى جانب التعاون في مجال الإستدامة وتبادل الخبرات حول البُنى التحتية، وغيرها الكثير من المجالات.

لكن، في رأيي لدينا فرصة أكبر لتطوير التعاون فيما بيننا بالأخص في المجال الطبي والرعاية الصحية، كما أنني أتفهم اهتمام الحكومة المصرية التي تولي هذا الشق اهتمامًا بالغًا من خلال ضخها استثمارات ضخمة في هذا القطاع، وهنا أعتقد أن الشركات السويدية لديها الكثير لتقدمه، خصوصًا فيما يتعلق بالتجهيزات والمستلزمات الطبية المتطورة بأنواعها المتعددة، على غرار الأدوية وامتلاك التكنولوجيا الخاصة بالمجالات المرتبطة بالرعاية الصحية.

وثانيًا، من الممكن تعزيز الشراكة في القضايا المتعلقة بالمناخ، فالعاصمة السويدية شهدت عام 1972 انعقاد أول مؤتمر للأمم المتحدة حول قضايا المناخ، بعد ذلك نظمت الأمم المتحدة مؤتمر “ريو دي جانيرو” بالبرازيل في 1992، وسيتم خلال شهر يونيو العام المقبل انعقاد مؤتمر “ستوكهولم +50″، مع حلول الذكرى الخمسين على انعقاد أول مؤتمر مُناخي للأمم المتحدة في العالم.

والحكومة المصرية لا تفكر في الشق المتعلق بالمناخ ،وحسب، إنما أيضًا تهتم بقضايا البيئة العالمية المختلفة على غرار التنوع البيولوجي، لذلك أرى أن هناك مسارات جيدة للتعاون في هذا المجال، وأعتقد أننا نستطيع تحقيق ذلك على نطاق واسع خلال السنوات القليلة القادمة.

لقد أحرزت كلًا من مصر والسويد تقدمًا في التطعيم ضد فايروس كورونا..كيف يمكن تنسيق التعاون بين البلدين على هذا المستوى؟

في حقيقة الأمر، السويد هي أكبر مساهم في البرنامج الدولي “COVAX” المعني بتوفير لقاحات فايروس كورونا لجميع الدول، ومن خلال هذه المبادرة نقوم بتزويد الدول النامية باللقاحات، وأعتقد أننا في المستقبل القريب سنشهد استلام مصر لشحنة جديدة من لقاحات المبادرة، وهو أمر يسعدني أن تستفيد منه مصر.

وبالطبع أعتقد أنه من الممكن تبادل الخبرات بين الجانبين، فيما يتعلق بكيفية إدارة برامج التطعيم، فضلًا عن البحث فيما يمكن مشاركته بين الطرفين.

السفير هوكان إيمسجورد يتحدث إلى فريق "تايم نيوز أوروبا بالعربي"
السفير هوكان إيمسجورد يتحدث إلى فريق “تايم نيوز أوروبا بالعربي”

ما هو الدور الذي ستقوم به من أجل تعزيز الشراكة بين السويد ومصر على الصعيد السياسي والإقتصادي؟

دوري هو أن أكون “الشخص الميُسر”، بمعنى أنه عندما تحتاج مصر لشريك في السويد حينها أقوم بإيجاد هذا الشريك وإتاحته أمام مصر، والتأكد من إمكانية المبادرة بالعمل عبر مختلف الطرق وعلى جميع المستويات، لذا، فهذه هي طريقة عملنا سويًا، إضافة لكيفية إدارتنا للحوار بين هؤلاء الشركاء من أجل تسهيل دخول الشركات الحكومية السويدية إلى جانب شركات القطاع الخاص إلى السوق المصري، بالإضافة إلى تشجيع السفر وتبادل الزيارات بين الجانبين، ومن هذا المنظور أرى دوري كـ”شخص مُيسر”.

هل من الممكن أن تستفيد مصر من تجربة السويد في التحول الإقتصادي الأخضر؟

أعتقد أنه بالإمكان أن نساعد بعضنا البعض ومشاركة الخبرات بين كلا الجانبين والإستفادة منها، لذا، فإن التعاون في هذه الحالة سيُعتبر وضع يكسب منه الجميع؛ فخلال فترة التسعينيات ارتبطت الإستدامة مع عملية النمو الإقتصادي بالمعنى السلبي، بسبب الإعتقاد بأن الحفاظ على البيئة يكلف الكثير من الأموال، وأنه سينتج عن ذلك أثر سلبي على التنمية الإقتصادية، الآن من الممكن إدراك أن العكس هو الصحيح.

فإذا رجعت للوراء ونظرت إلى الأرقام الإقتصادية في السويد، باستطاعتك ملاحظة أننا حققنا نموًا إقتصاديًا على نحو سليم، بالتوازي مع انخفاض التأثير البيئي للتلوث في الهواء والماء، على سبيل المثال، أما على صعيد الإستدامة  فيمكنك أن ترى أن شركات القطاع الخاص تحتل الصدارة بها، كما أنها تقود عملية التنمية برمتها، ودورنا يقتصر على دعم وتسهيل مهامهم، وهذا في حد ذاته تغيير كبير، والآن تتوفر لدينا القدرة على الحد من انبعاثات الكربون في عمليات التصنيع، وهذا بعد عدة جهود بذلتها الشركات الصناعية العملاقة بالسويد على مدار العشرين عام الماضية، والتي أصبحت تمتلك الآن تكنولوجيا فريدة من نوعها في هذا المضمار، وأعتقد أنه يمكننا مشاركة هذه النوعية من الخبرات مع الجانب المصري.

السفير هوكان إيمسجورد يتحدث إلى فريق "تايم نيوز أوروبا بالعربي"
السفير هوكان إيمسجورد يتحدث إلى فريق “تايم نيوز أوروبا بالعربي”

هل سينتقل مقر السفارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟

هذا ما سنفعله في نهاية المطاف؛ البعثة الدبلوماسية للسويد تمتلك مقرًا جديدًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو مبنى ذو خصائص إنشائية متقدمة للغاية، وللأسف لم أحصل على فرصة لزيارته، بعد، نظرًا لأنني أعيش هنا منذ حوالي 3 أو 4 أسابيع فقط، ولدينا حوار جيد مع السلطات المصرية حول كيفية وموعد الإنتقال إلى هناك، ونقوم بالتنسيق بين بعضنا البعض فيما يتعلق بهذا الأمر.

مؤخرًا أنتجت قناة “دويتشة فيلة” الألمانية تقرير زعمت فيه ممارسة الحكومة المصرية ضغوط على البعثات الدبلوماسية الأجنبية من أجل نقل مقراتها للعاصمة الإدارية الجديدة..هل تمت ممارسة أي ضغوط على البعثة الدبلوماسية للسويد؟

العاصمة الإدارية الجديدة في مصر
العاصمة الإدارية الجديدة في مصر

لا، ليس هناك أي ضغوط ولا أشعر حتى بوجود نية لدى الحكومة المصرية لممارسة أي ضغوط، وهذا لأننا نرغب بالإنتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ونحن منخرطون بالفعل في حوار مع الحكومة المصرية حول كيفية وموعد الإنتقال، كما أن الحكومة تبقينا على اطلاع دائم على تطور الموقف الإنشائي لمبنى السفارة الجديد بالعاصمة الإدارية، ولدينا سويًا تنسيق كامل حول هذا الأمر.

ما هي النقاط التي ترغبون في التطرق إليها عند لقاءكم وزير الخارجية المصري؟

في الواقع أنا أتطلع حاليًا إلى تقديم أوراق اعتمادي إلى الرئيس السيسي، وهناك فرصة من أجل ذلك، وبالتأكيد سألتقي أيضًا بالسيد سامح شكري وزير الخارجية، فكلُ منّا أشخاص مهنيون ومحترفون في العمل الجاد، ونقوم حاليًا بالتخطيط لهذا اللقاء.

وأود أن أتطرق في لقائي المرتقب مع وزير الخارجية حول مسائل تطوير العلاقات المصرية-السويدية، فالطرفين يجمعهما علاقات مميزة وتعاون على نحو جيد.

هل تنوون التطرق إلى أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

نعم بالتأكيد، نحن لدينا حوار سياسي منتظم مع مصر، نتطرق خلاله حول مختلف الأمور التي من بينها أوضاع حقوق الإنسان، وأحيانًا قد لا تكون وجهات النظر متطابقة تمامًا بين الجانبين تجاه جميع النقاط، وهذه هي طبيعة العلاقات في العالم، لكن، يمكن القول إنه تتوفر ميزة في حوارنا مع مصر، تتمثل في انعدام أي مشكلات من أجل الإنخراط في أي أحاديث حول هذا الأمر، لذا أستطيع أن أقول أن لدينا سويًا حوار جيد حول هذه النقطة بالتحديد.

الحكومة المصرية أعلنت مرارًا ترحيبها بالجهود الدولية الداعمة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين كلًا من مصر والسودان وإثيوبيا حول تشغيل سد النهضة…ما هو موقف السياسة الخارجية للسويد تجاه ذلك؟

سد النهضة الاثيوبي
سد النهضة الاثيوبي

أولًا، نحن ندعم كل الجهود من أجل انخراط الأطراف الثلاثة في في محادثات من أجل التوصل إلى حل فيما بينهم، لاسيما الجهود التي يبذلها الإتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين، وهذا أمر إيجابي، وأعتقد أن السويد تستطيع المساهمة في هذه العملية حال طلبت الأطراف المعنية ذلك، وهذا أمر يعود لهذه الأطراف إذا كان باعتقادهم أن لدينا دور في هذه العملية.

والسويد لديها الخبرات الفنية والكيانات العلمية التي تستطيع إتاحتها أمام كل الأطراف، منها على سبيل المثال معهد ستوكهولم للمياه، وهو صرح يمتلك خبرة كبيرة للتعامل مع المسائل ذات الصلة بالمياه والأنهار التي تشترك بها عدة دول، ومن ضمن مهامه التعاطي مع كل هذه الجوانب الفنية، عبر توفير النماذج والأفكار والطُرُق التي تصلح للإستخدام، لذلك نحن نستطيع المساهمة من خلال الخبرات التي نمتلكها، إذا كانت الأطراف المعنية يهمها ذلك.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الهجرة غير الشرعية | بدائل آمنة

وزيرة الهجرة تستعرض تقريرًا عن منجزات المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج السفيرة سها …

2 تعليقات

  1. مقاله رائعه و أتمني كل التوفيق للاخ و الصديق العزيز سعيد السبكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *