دكتورة راوية برفقة سفيرة مصر فى أيرلندا سها الجندي

راوية البردخاني دكتورة تعالج متاعب المُغتربين في أيرلندا | يصعب أن تفعله امرأة واحدة ‏

سيدة استثنائية بكل المقاييس! أول ما لفت نظري إليها وطنيتها الصادقة، وحُبها الحقيقي لوطنها الأم مصر. ‏ومع ذلك قلت لنفسي، متشككاً في البداية؛ ربما يكون هذا هو «السلوك الطبيعي»، بل و«الطبيعي جداً»، وبالذات لمن يعيشون في أرض الغربة؛ ولكن ما عرفته بعد ذلك، وبجد؛ أدهشني!!

‏تعالوا نتعرف معاً على أسرار الدهشة وراء ما فعلته هذه السيدة المصرية التي تتنفس، وهي في أيرلندا؛ شهيق هواء أصالة بلدها الحضارية العريقة «أم الدنيا مصر» بروح إنسانية عالمية؛ ليكون هذا الشهيق الإنساني الحضاري هو «قبلة الحياة» وفي خدمة الكثيرين من المهاجرين المصريين والعرب والأفارقة

تايم نيوز أوروبا بالعربي ‏حوار: أجراه | عباس الصهبي

‏قلت للدكتورة راوية البردخاني: ‏* لم يخفف من دهشتي من إنجازاتك في التعامل مع المغترببن إلا ما سمعته من أنك «اسكندرانية»، والشهامة و«الجدعنة» طبعاً معروفة عن سيدات ورجال الإسكندرية؛ لكن لو قدمتِ لنا بطاقة تعارف كاملة، فماذا تقولين فيها؟!

‏ابتسمت، وقالت: ‏أنا ولدت فعلاً في الإسكندرية، وانتقلت أسرتي بعد ذلك للقاهرة؛ بسبب طببعة عمل والدي الضابط بالقوات المسلحة، فحصلت على بكالوريوس في التمريض، من جامعة عين شمس عام 1987، كما حصلت على شهادة في كيفية «التعامل مع حركة المرض» من مستشفيات وزارة الصحة الأيرلندية، ويطلق عليها:« Manual handling»، عام 1989، وشهادة أخرى من أجل التأكيد على «دعم الحياة الأساسي:« ‏Basic life support» من مستشفيات وزارة الصحة الأيرلندية، وشهادة في كيفية «اكتشاف الإساءة مع كبار السن وطريقة التعامل معهم»، وشهادة في «بناء المهارات للتعامل مع المريض وأهله خلال الأيام الأخيرة للمرض». ‏

مشاركة د. راوية البردخاني في اليوم العالمي لمرضى السرطان بأيرلندا.

 وبعد كل هذه الشهادات، ماذا فعلتِ؟

 * صلت على الماچستير في إدارة المستشفيات، من جامعة «ليمريك» بجمهورية أيرلندا، وحالياً أستعد للدكتوراه الأكاديمية، رغم حصولي على الدكتوراه الفخرية، من جامعة كيمبربدچ البريطانية؛ عام 2015، كما حصلت وبنفس العام على لقب «سفيرة السلام وحقوق الإنسان»، وعندي العديد من شهادات التقدير من العديد من مؤسسات المجتمع المدني في دص، وأيرلندا. ‏

‏ مصر والسعودية قبل.. أيرلندا! ‏

‏سألت الدكتورة راوية البردخاني: ‏وماذا عن حياتك في مصر قبل أيرلندا؟

‏ عملت في مستشفيات جامعة عين شمس مشرفة تمريص، ثم سافرت للمملكة العربية السعودية للعمل بمستشفى «Matron»، في مكة المكرمة، رئيسة للإدارة التمريضية هناك، وبعد ذلك سافرت مع زوجي الدكتور مجدي أبو المعاطي للدراسة في أيرلندا،وهناك عملت بمستشفيات أيرلندا، كمدربة للممرضات حديثات التخرج على المتطلبات اليومية للعمل التمريضي، وبعد ذلك أسست مع زوجي في أيرلندا شركة «سما مصر الطبية».

* «أقاطعها» يعني حبك لمصر، وحتى لمجرد اسمها؛ كان وراءك وراءك حتى وأنتِ في بلاد الغربة! ‏ نعم، وكنت رئيس مجلس الإدارة لشركتنا.

‏* وكيف كان اتجاهك للعمل مع مؤسسات المجتمع المدني الأيرلندية؟ ‏  أنا عملت مع مؤسسات المجتمع المدني في أيرلندا، ومنذ بداية وجودي تقريباً هناك؛ حيث شاركت في ال«Woman aid»، وهي منظمة للدفاع عن المرأة المضارة، وأيضاً عملت مع منظمةمكافحة السرطان،كما شاركت في العمل التطوعي في فرع «اليونيسيف» التابع لأيرلندا. ‏

وهل صحيح كنت مرشحة برلمانية في مصر؟!

 نعم فأنا، مرشحة سابقة للبرلمان المصري، وكان ذلك أيام الانتخابات البرلمانية، والتي أجريت عام 2015. ‏

وماذا عن جمعيتك «بسمة وطن»؟

 أنا ‏أسست جمعية «بسمة وطن للسلام والتنمية»، بوطني الحبيب مصر، وأعمل رئيسة لمجلس إدارتها. ‏ وعلى التوازي، لك نشاطك الذائع الصيت مع المغترببن في أيرلندا وأوروبا؟  نعم، فقد تشرفت بأن أكون حالياً رئيساً للجنة المرأة والمغتربين بأوروبا للمجلس المصري لحقوق العمال والمرأة، كما أنني رئيس المجلس الرئاسي لقطاع أوروبا. ‏

مشاغلها.. كثيرة جداً

‏‏وأضافت الدكتورة راوية البردخاني، وبحماس قائلة: ‏ _ ليس هذا فقط، فأنا أيضاً رئيسة مكتب أيرلندا للاتحاد الدولي للمرأة الأفريقية، كما عملت مساعدة للأمين العام للاتحاد العالمي للكيانات المصرية بالخارج، فضلاً عن عضويتي العاملة بالجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام، والتي مقرها «أوسلو» عاصمة النرويج.

وماذا عن مشاريعك التنموية المعروفة؟ ‏ قمت بعمل مشاريع صغيرة للسيدات المصريات، في منازلهن، من إجل التأهيل للعمل، وذلك بتدريبهن على حرف كثيرة، مثل: الخياطة، والكروشيه، وعمل الإكسسوارات، وعمل الصابون، والشغل بالخرز، واستطعت بعد ذلك عرض منتجاتهن في المعارض من إجل تسويقها، ليكون عائد هذه المنتجات في النهاية لصالحهن؛ لكي يستطعن من هذا العائد الإنفاق على أسرهن، ليس هذا فقط!

 وماذا أيضاً، يا دكتورة؟

_ ‏يوجد لي تعاون مع وزارة الصحة المصرية، وتحديداً مع مستشفى العباسية للطب النفسي، لعلاج شبابنا المصري من الإدمان، والحمد لله نجحنا في علاج العديد من شبابنا وإنقاذهم تماماً من خطر الإدمان.

‏ولكن، لم تقولي لنا، كيف خطرت على بالك فكرة عمل جمعية «بسمة وطن»؟

‏_ ذات يوم كنت أوزًُع «بطاطين» على أهلنا في حي «الدويقة»، فلاحظت أن الكم كبير من شكاوى السيدات والرجال؛ من كثرة العدد الكبير من الجمعيات هناك، ولكنها للأسف كثرة بلا فعالية حقيقية على أرض الواقع، فصممت ومنذ ذلك اليوم؛ على عمل جمعية تخدم كل المصريين، وتقدم خدماتها ومساعداتها لكل أهالينا المحتاجين، وعلى ميتوى كل المحافظات. ‏

 والنتيجة؟ ‏

 الحمد لله، ربنا وفقنا حتى الآن لعمل ثلاثة فروع لجمعية «بسمة وطن»، وأتمنى أن تكون للجمعية فرعاً بكل محافظة محافظات مصر.

إذاً، تحتاجين لعمل أربعة وعشرين فرعاً جديداً؛ ليبلغ إجمالي عدد فروع جمعية «بسمة وطن»، وبالفروع الثلاثة الموجودة حالياً؛ «27» فرعاً؛ بعدد محافظات مصر المحروسة! ‏_«بثقة وحسم» ولماذا لا، ربنا هو الموفق، وأهل الخير، والحمد لله؛ داخل مصر وخارجها كثيرون! ‏ ‏

سيدة مُتعددة.. المهام!

وماذا عن جديد مشروعاتك في وطنك الأم مصر؟

 أنا، ومن قبل «كورونا»؛ قمت بتنزيل أصدقاء لنا هنا في أيرلندا، لزيارة مصرنا الحبيبة، كان عددهم مائة شخص؛ وكان هدفي من وراء هذه الرحلة أن يتعرفوا على بلدنا الجميلة، وذلك في إطار هدف آخر، علمي نبيل، وهو أن يتعرفوا على إمكانات المعامل المصرية الحديثة. ‏وأضافت،قائلة: ‏ _ وكان مما أسعدني، وشرفني خلال الفترة الأخيرة؛ أنني استضفت فريق منتخب مصر القومي في لعبة الخماسي، تحت سن 18 سنة، وحققوا نتائج رياضية رائعة. ‏

* وماذا عن لقاءاتك مع الجاليات العربية ورعاية المغتربين في أيرلندا؟

أنا دائمة الاجتماع مع الجاليات العربية، وبالأخص الجاليتين الجزائرية والمغربية، لأنهما الأكثر عدداً هنا، وأحاول دائماً مساعدتهم في حل مشاكلهم، وبقدر المستطاع؛ وأيضاً أجتمع، ومن وقت لآخر؛ مع الأخوات والأخوة الأفارقة لحل بعض ما يعترضهم من المشاكل والعقبات في بلاد الغربة، على قدر استطاعتي، وكلما مكًنني الوقت من ذلك وساعدتني علاقاتي واتصالاتي. ‏

وشعرت في النهاية برغبة تلقائية في عمل «تعظيم سلام» لهذه السيدة العظيمة «الدكتورة المناضلة» في بلاد الغربة! ♡♡ فلا بد وأنها دقيقة جداً في تنظيم وقتها؛ لتتمكن من إنجاز كل هذه المهام الكثيرة، والصعبة، فضلاً عن أنها «ست بيت» شاطرة، وبدليل نجاحها؛ في رعاية أسرتها: زوجها د.مجدي أبو المعاطي الطبيب الاستشاري بمستشفيات أيرلندا الجامعية، وابنتها «سارة» الحاصلة مؤخراً على الدكتوراه، في الهندسة الطبية، وابنها «عمرو» الطالب في السنة الثانية من دراسته بالهندسة الإلكترونية.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

العيدية في عيد الفطر المُبارك | الشاعر سهل بن عـبد الكريم

شاعر العروبة الدكتور سهل بن عبد الكريم … و«العيدية» في عيد الفطر المبارك!! حاوره مدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *