صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فيسبوك وقادة فلسطين | حسابات ورؤى مُختلفة

كتب – عباس الصهبي | القاهرة

 رغم ما بات معروف عالميًا الآن حول اعتذار «فيسبوك» للفلسطينيين، وما أبدته إدارته من تعليلات وتفسيرات لما وقع منها؛ إلا أنه فيما بدا كان قبول الفلسطينيين برؤية مختلفة، فلم يبتلعوا الطعم.

بالرغم من استمرار «نشوة النصر» التي تعم مشاعر وقلوب أهل غزة والقدس حتى الآن، مثلما يؤكد المراقبون الدوليون اعتمادًا على تصريحات قادة حماس وتصريحات أهالي غزة والقدس أنفسهم، بعد موافقة الطرفين – إسرائيل وحماس – على الهدنة المصرية-القطرية؛ والتي جاءت بعد اشتعال القتال العنيف لمدة «11» يومًا، والذي كان قد بدأ في اليوم العاشر من شهر مايو/ آيار الماضي؛ إلا أن شعورًا عامًا بالغضب والاستياء لا يزال يعم الأوساط الفلسطينية، مما فعلته إدارة «الفيسبوك»، و«الإنستجرام» المملوك له؛ من الإنحياز الصريح وإلى درجة لا تخلو من التواطؤ مع حكومة إسرائيل قضيتهم العادلة!

موقع فيسبوك
موقع فيسبوك

«فيسبوك».. اعترف واعتذر

‏وكان «نيك كليج» نائب رئيس «فيسبوك» للشئون العالمية؛ قد أعلن فور الاطمئنان على إمكانية استمرار الهدنة الفلسطينية الإسرائيلية، وبالتحديد خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/ آيار الماضي؛ اعترافه بأن فريق «فيسبوك» الذي يقوده قد «وقع في خطأ» حجب منشورات فلسطينية تناولت الصراع مع إسرائيل.

 ‏وقد برر «كليج» ما حدث؛ بأنه خطأ وقع بسبب «تصنيف» فريق العمل لبعض الكلمات الشائعة الاستعمال بين الفلسطينيين، وضرب لها المثل بأنها كلمات على غرار: «شهيد»، و«مقاومة»؛على أنها – وطبقاً لقوله – تحريض على العنف.

‏وكان قد تردد بعد ذلك أن مسئولين تنفيذيين في «فيسبوك» قد توجهوا إلى الضفة الغربية لمقابلة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، حيث قدموا اعتذارهم الصريح عن حدوث الخطأ، غير المقصود – على حد زعمهم – ووعدوا بمعالجة كل ما يتعلق بالشكاوى الفلسطينية بهذا الخصوص!

العقل الفلسطيني له رأي آخر

القدس
القدس

‏ومع أن المسئولين الفلسطينيين، وبعد الاعتذار الرسمي لـ «فيسبوك»؛ قد بدا وكأنهم لم يعودوا يعيرون هذه القضية أي اهتمام يُذكر، وكأنهم قد قبلوا الاعتذار، إلا أن الغضب الفلسطيني العارم، وعلى المستوى الشعبي العام، مما فعله فيهم «فيسبوك»؛ لم يهدأ بعد!

‏ويعود السبب في ذلك إلى عدم إمكانية القبول، وبمنطق العقل؛ بأن ما حدث قد وقع بسبب مجرد «خطأ خوارزمي» فقط، مثلما يدعي «فيسبوك»؛ في تصنيف بعض الكلمات الفلسطينية على أنها تحريض على العنف؛ إذ لو كان ذلك هو السبب الحقيقي، ومع الكثير من حسن النية؛ فلماذا إذن لم يقع هذا الخطأ إلا فقط في وقت القتال الطاحن بينهم وبين المحتل الإسرائيلي؟ بل، لماذا لم يقع نفس هذا الخطأ قبل هذا القتال مع أن مثل هذه الكلمات التي حذف «فيسبوك» منشوراتها كانت مستخدمة قبل ذلك؟!

بعيدًا عن نظرية المؤامرة

‏ما حدث من «فيسبوك» لم يقتصر على حذف  الكلمات فقط، وما تبعها من حذف للمنشورات و«الهشتاجات»؛ بل امتد أيضًا إلى صور القتلى وضحايا العنف الإسرائيلي، وامتد حذف الصور إلى «إنستجرام» مملوك لـ«الفيسبوك» أيضًا؛ والذي قام هو الآخر بتقييد حرية الوصول إلى أي منشورات باللغة العربية تذكر اسم «المسجد الأقصى» الكائن في القدس الشرقية، والذي كان موقع الاحتجاجات الفلسطينية الأخيرة، فتمت إزالة مشاهد صور الاحتجاجات وما تلاها من اشتباكات دموية وفي غاية العنف بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين، أسفرت في حينها عن إصابة أكثر من 300 شخص، ثم أعاد «إنستجرام» نشر المنشورات التي تشير لـ«الأقصى»، مبررًا ذلك بأن عمليات الإزالة حدثت بسبب خطأ تقني قام بتصنيف كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى على أنه يتعلق بجماعة إرهابية محظورة.

‏وتجدر الإشارة إلى أن عنف الشرطة الإسرائيلية المتزايد مع المتظاهرين الفلسطينيين كان هو الشرارة الأولى، وبعد أسابيع من التوتر المتصاعد بلغ ذروته في الاشتباكات داخل القدس الشرقية المحتلة؛ لتبدأ من هنا حماس في إطلاقها الصواريخ، وبعد تحذيرها إسرائيل بضرورة انسحابها من موقع المسجد الأقصى، وهو ما ردت عليه إسرائيل في ذلك الوقت بغاراتها الانتقامية المدمرة.

فلسطينيون هزموا الذكاء الاصطناعي

خوارزميات الذكاء الإصطناعي
خوارزميات الذكاء الإصطناعي

‏ويتساءل بعض المراقبون الدوليون الآن بخصوص إلى أي مدى يمكن أن يستمر الفلسطينيون في ابتلاع طُعم اعتذار «فيسبوك» لهم؟ وهم الذين وإن قبلوه فإنهم لم يقبلوه صاغرين أبداً – وفق اعتقادهم -؛ لأنهم وبذكائهم الإنساني «الطبيعي»، والمشهود الآن  عالميًا بتفوقه حتى على «الذكاء الاصطناعي»؛ قد  تمكنوا من نشر بعض الصور والمنشورات و«الهاشتاجات» عن المسجد الأقصى، وقت اشتداد غارات الطائرات، وبمجرد اكتشافهم فشل وصعوبة النشر؛ حيث نشروا كل ما يريدون نشره من كلمات وصور، إما بلغات غير عربية، أو باللغة العربية لكن بحروف «غير منقوطة».

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

مُسلحين|قتلوا ثلاث قساوسة مصريون في افريقيا

تايم نيوز أوروبا بالعربي -كتب|خالد درة لقي ثلاث رهبان وقساوسة مصريين مصرعهم على يد مسلحين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *