سعيد السبكي

كونوا مصريين فقط . . هذا يكفي

كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي

تابعت مؤخراً على بعض صفحات الفيسبوك حديث ورد عليه . . وتعليق على تعليق . . وتكرار لمشاهد كلامية بتحليلها من اليسير فهم المقاصد الشخصية البحتة، التى من نتائجها النهائية لا تجد فيها ما يُفيد المصلحة العامة لأبناء مصر فى هولندا.

ومحاولة توضيح مسارات حديث بسوء فهم ، أقل وصف له هو حالة من الاسهال الكلامي المُتعمد، من حيث المكان والزمان، وهو أمر يتسم بالغرابة والتعجب ، خاصة الأهداف المُعلنة ” ولا أقول المفضوحة ” والمُستترة الخفية وراء تحقيق مصالح ذاتية ( مالية ورغبة فى شُهرة زائفة ).

أتحدث عن هولندا من حيث المكان والزمان تبعاً لتوقيت من المُمكن ان يكون أثمن بكثير لإستثماره فيما هو أنفع لمن يُريد النفع العام خالصاً لوجه الله ، ولا يُريد لنفسه إختلاق بطولات على جدار ليس له ولن يكون، حتى لو سكب دمه قُربانًا لمن يتملقهم تقرباً وهُم بعاد بعاد، ولا يقتربوا ولن يقتربوا إلا بقدر المصالح وتحقيق أهداف ثابته بالنسبه لهُم. حقيقة لا أرى سبباً منطقياً ولا عقلانياً لطرح موضوع قديم لا توجد جدوى من تجديده.

بداية ليس مطلوب من مُسلم أن يحج أو يعتمر بزياراته لكنائس مسيحية أو معابد يهودية . . كما أن المسيحي ليس مُطالب أن يتبرك بزيارته لمساجد المسلمين.

فمن أراد التعبُد له محرابه للصلاة، يتهجد كيفما شاء، ويعترف وقتما يرغب، بما يتناسب مع عقيدته . . ولكل إنسان ” خاصة فى هولندا ” حُرية الحق فى أن يترك دينه إن لم يعجبه ويرحل أو يرتد، سواء كان مُسلماً أو مسيحياً ، فلا حجر على عقل أو فكر أو إعتقاد ، فحُرية الفكر والعقيدة تكفلها وتحميها نصوص القوانين المُنبثقة من دستور هولندا التى بموجبها مُنحتم الجنسية فى بلادهم.

أيضاً من كان مُسلماً وأراد التبرك والتباهي بالظهور فى صورة أمام حوائط أماكن عباده ليست له فاليفعل، كما ان المسيحي الذى يفعل ذات الشيئ أمام المساجد له أيضاً حُريته.

كما أنه ليس مطلوب أيضاً التباهي والتفاخر ان يُعلن فى مُناسبة طبيعية أو يختلقها مسيحي صداقته لمُسلمين، ولا أن يتفاخر مُسلم بصُحبته لمسيحيين. فمثل هذه الأحاديث وتكرارها بطرح مصنوع هو نوع من النفاق والرياء من أى طرف كان.

ان كُنت إنسان طبيعي ترفض التمييز الديني أو العرقي على أساس عقائدي فلا تتحدث عن العُنصرية من الأساس

إن كنت إنسان طبيعي

أقولها صراحة: كونوا مصريين فقط وهذا يكفيكم ويُغنيكم فما لله لله وما لعمر لعمر ، وأزيدكم من الشعر بيتاً ما لله لله وما لمُرقص لمُرقص.

لا تشعلوا فتيل الفتن بكلام يبدو ظاهره نقياً وباطنه دنس، من المُمكن أن ينعش ذاكرة ووقود الفرقة والكراهية البغيضة، التى لا نُريدها لا لـ حسن ولا لـ مُرقص.

المسيحيين فى هولندا من أبناء مصر إختاروا ان يكون لهم مركزاً ثقافياً فى شمال أمستردام بجوار كنيستهم على أساس عقيدتهم وهم أحرار. فكنائسهم لهُم وأنشطتهم لهُم وحدهم لشعبهم، وهو ما فشل فيه غيرهم.

كما ان ذكر كلمات توصيفية مثل حساس وشائك أمر مُستغرب، فمن ينتابه الخوف أو الريبة من ردود فعل طرح مثل هذه الموضوعات فلا يقتحمها، فإن قلت لا تخف وان خفت لا تقل، وهذا أكرم وأنفع.

ويحضرني المثل المصري الشعبي: “القرعة تتباهى بشعر بنت أختها” وقد نضحك من منطوق هذا المثل، لكنه يحوي الكثير مما نحتاج لأن نتعلّمه، وهو مثل مصري دارج بين المصريين، في حين يقوم البعض بالتباهي والفخر بما يملكه غيره.

“القرعة” بالعامية المصرية هي المرأة التي بلا شعر (أو شعرها قليل، عكس المعتاد في النساء).

فعن أى اتحاد مُنظمات تتحدثوا؟! . . وعن أى اتحاد مصريين تلوك الألسنة بين الفينة والأخرى؟! . . لا تدفعونا لفتح ملفات لن يكون لصالح أحد تقليب أوراقها القديمة.

فكروا فى الحاضر بإيجابية بنوايا خالصة . . فكروا فى المُستقبل بإرادة نقية . . أو التزموا الصمت أفضل . كونوا

مصريين فقط وهذا يكفي.

said.sobki@timenews.nl

وللحديث بقية ان شاء الله

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تربية النفس لا تعني إستقامتها طوعا

تايم نيوز أوروبا بالعربي| ليندا سليم  بحثت كثيرا في كثير من حولي وحوالي ولم اجد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia