القائمة
الكاتب أحمد يدك

قُطاع الطريق الجُدد | بقلم أحمد يدك

غرفة الأخبار 3 سنوات مضت 0 9531

القاهرة | أحمد يدك:

قد تتباين حيل اللصوص من لص لآخر، وقد تتبدل من زمن إلي غيره، فيما تظل فلسفة السرقة ثابتة ويبقي منطق السارقين راسخًا لا يعتريه أي اختلاف، فالتطابق يقع إجمالًا في تقاسم السارقين ذات المحصلة وهي النيل من ضحاياهم، بداية من عصور قطاع الطريق ومهاجمة القوافل وصولًا لعصر السطو الإلكتروني والجرائم الرقمية.

وإذا كان قطاع الطريق في الماضي يتحينون فرص مهاجمة القوافل بالطرق غير الآمنة والسكك غير المأهولة، ففي الحاضر يترصد نوع جديد من قطاع الطريق قوافل الدول والبلاد، ويتحينون أنسب فرص الإجهاز عليها في منزلقات الفوضي ومسالك الإضطراب، فيقطعون الطريق أمام مسيرتها نحو النمو والتحضر والرخاء.

وما أكثر هؤلاء اللصوص الذين يغيرون علي قوافل بلادنا، فيسرقون أحلام الشعوب ويسلبون طموحهم ويغتصبون رجاءهم لا أقول في استعادة مكانة الماضي وعزته، بل حتي في مجرد العيش بسلام! ثم بعد امتلاء جعابهم من آمالنا وتطلعاتنا، إذ بهم يدفعون بنا في غياهب التيه والضياع، فاقدي البوصلة دون أي وجهة وبلا أي اتجاه، مجردون من كل شيئ، إلا من اليأس والخيبة، ومشبعون بالهزيمة والإحباط! ثم لا نلبث أن نُهيئ قوافلنا للإنطلاق من جديد حتي تعود الكرة مرة أُخري، إلي أن انطلقت قافلة مصر-2030 التي استعصت علي إغارات اللصوص، فهي قافلة تسير بأعين الله وبإذنه، يُمسك زمامها أخلص وأوفي الرجال، أمين ودليل محنك، مُلمًا بأفخاخ اللصوص ومكائد قطاع الطريق، وعلي دراية تامة بطرق الوصول الآمنة.

ولأن أقدار الكبار أنهم دائمًا العون والغوث للجميع في أوقات الشدائد والمحن، فقد كانت مصر في الماضي الداعم الأول والرئيسي لحركات التحرر والإستقلال واقتطعت من مقدرات أبناءها دعمًا لأشقائها العرب والأفارقة، لذلك ارتبطت دائمًا نهضة العرب بنهضة مصر، وأدرك الجميع أنها إذا ما انكبّت انكبت من ورائها كل دول المنطقة، فطرأت أفكار الاتحاد والتضامن العربي التي لم تتبلور منذ صياغتها إلا حاليًا ضمن مشروع “الشام الجديد” بين ثلاثة من أهم أقطاب الوطن العربي “مصر والعراق والأردن”.

إذ يهدف المشروع بالأساس إلي تحقيق التكامل الشامل بين الدول الثلاثة علي مختلف الأصعدة، وفتح آفاق التنمية بين مصر والعراق عبر الأردن كونها الطريق الواصل بينهما، لذلك كان لزامًا علي قطاع الطريق بدء تحركهم من المنتصف عبر الأردن، فكان من الطبيعي الترتيب للمؤامرة الأخيرة، قصد اغتيال المشروع وإيقاف مساعي التلاقي العربي.

ومن حادثة الأردن إلي فاجعة قطاري سوهاج التي سبقتها بأيام، والتي عطلت قطار التعاون العربي بعد أن تم تأجيل القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن بسبب تداعياتها، وكان محتملًا إذا أتم السيسي زيارته إلي العراق للمشاركة بالقمة، تنظيم حملات تحريضية علي الرئيس كونه لم يعبأ بالدماء التي لم تجف علي قضبان السكك الحديدية، بكلمات وعبارات مؤثرة تُلهب المشاعر وتحرك القلوب من أماكنها! فالمستفيد من التآمر بالأردن هو نفسه المستفيد من تصادم القطارين بمصر، وهو المستفيد من مرواغة الأحباش في ملف مياه النيل، وهو ذات المستفيد من التناحر بين الليبيين، وهو نفسه المستفيد من تجويع اليمنيين وتشريد السوريين، وهو المنتفع من ترسيم الخرائط الطائفية في العراق ولبنان وسوريا، وهو الرابح من تقسيم السودان إلي شمال وجنوب! تقول الحكمة “لكل جواد كبوة”، وأنا علي يقين من أن أمتنا سوف تنهض من كبوتها، وستعدو وتسبق كل المتربصين والمترصدين والطامعين، وستصل قافلتنا إلي المستقبل آمنة مطمأنة بإذن الله، مصداقًا لوعد الحق سبحانه وتعالي في سورة الأنبياء:

بسم الله الرحمن الرحيم

“وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ” صدق الله العظيم

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *