د.ماجدة محمود

مهما حدث سأكون دائماً إلى جانبك

بقلم | الاعلامية د. ماجده محمود

من ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعى الطاقه الإيجابية التي يبثها لنا بعض الأصدقاء من خلال بعض الاخبار او الموضوعات، وفجأة وانا أفكر فى كتابة مقالتى الاسبوعيه فراشه فوق السحاب جاءنى على الوتسآب موضوع من زميل في مصلحة الضرائب، وهو إنسان مضطلع ومثقف .ولفت نظرى عنوان الموضوع ” مهما حدث سأكون دائما إلى جانبك ”
وما شدنى في الموضوع أن من أراد النجاح عليه الإصرار على تخطى الصعاب .. فبالإرادة نستطيع أن نصل إلى القمم

واليكم نص الموضوع كما هو :

في عام 1988 ضرب زلزال مدمر أرمينيا (السوفييتية حينها)، وكان من أقسى زلازل القرن العشرين وأودى بحياة أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص خلال عدة دقائق. ولقد شلت المنطقة التي ضربها تماماً وتحولت إلى خرائب متراكمة.

على طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد أن اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه والواقعة في وسط البلدة المنكوبة..

وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول إلى حطام، لحظتها وقف مذهولاً واجماً، لكن وبعد أن تلقى الصدمة الأولى ما هي إلا لحظة أخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما حدث سأكون دائماً هناك إلى جانبك.
وبدأت الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلا لحظة ثالثة إلا وهو يستنهض قوة إرادته ويمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه وإذا به يتذكر أن الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، ولم تمر غير لحظات إلا وهو ينطلق إلى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.

حاول أبوان أن يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الأوان، لقد ماتوا…
فما كان منه إلا أن قال لهما: هل ستساعدانني؟! ،
واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر…
ثم أتاه رجل إطفاء يريده أن يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق ،
فرفع رأسه قائلاً : هل ستساعدني؟!

واستمر في محاولاته، وأتاه رجال الشرطة يعتقدون أنه قد جن، وقالوا له: إنك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً أكثر.
فصرخ بالجميع قائلا : إما أن تساعدوني أو اتركوني ،
وفعلا تركوه، ويقال أنه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل أو ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة).
وبعد أن أزاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع أن يدخل منها فصاح ينادي: (ارماند)؟!!
فأتاه صوت ابنه يقول : أنا هنا يا أبي ، لقد قلت لزملائي ، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني أنه مهما كان سوف يكون إلى جانبي.

مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم هو إبنه (ارماند)، ولو أن إنقاذهم تأخر عدة ساعات أخرى لماتوا جميعا.
والذي ساعدهم على المكوث أن المبنى عندما انهار كان على شكل المثلث ،
نُقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة أسابيع.
والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه ارماند الذي أصبح مهندساً الآن، والذي يقول لوالده : مهما سيحدث سأكون دائماً إلى جانبك…!

الحكمـــــــة
إن الرغبة والقدرة على تخطي الصعاب وتجاوز المحبطات والمثبطات انما هي سمة الناجحون…
وعلينا لابد من التمسك برغباتنا وطموحاتنا حتى تكلل بالتطبيق العملي في أرض الواقع ولو بعد حين،
إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن وتحركك اتجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في اتجاه هدفك و تمكنك من تذليل الصعاب و تحدي المعوقات لإكمال طريقك وإنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.

قال الإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-:
” لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله بإذن الله”.

وما الحياه الا مدرسة من التجارب نتعلم منها الأمل والصبر والاصرار وهذا لمن أراد النجاح.

magy-news@hotmail.com

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

ياسمين موسى زهرة أينعنت في يوم المرأة العالمي

كتبت | عبير نعيم تجرِبة مصرية فريدة في لاهاي  . .  العالم بلا إمرأة كعين …

تعليق واحد

  1. ناجى محمد مطش

    درس ومعنى رائع كالعادة …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia