شبكة تايم نيوز أوروبا|نورا المرشدي| العراق
تتحول المهن الراقية والمحترمة، والتي يجهد الناس في الوصول إليها، وتعلمها والحصول على شهادات عالية بها كالطب والمحاماة والعسكرية والهندسة الى مهن تجارية تفتقد الى الأخلاق والرحمة والعطف والإنسانية، وحتى مهنة التمريض، ولقد تمعنت في معاناة مواطن تحكي، وتحاكي معاناة ملايين المواطنين في البلدان العربية مع الأطباء والمحامين والممرضين في المستشفيات، ومنها الطريف، ولكنه فجيع للغاية، فيقول: ذهبت الى عيادة طبيب فقابلني السكرتير الذي طلب مبلغ يصل الى ماقيمته 25 دولار مع البقشيش في سبيل تقديم الدور، والدخول قبل الآخرين، وعندما يصل الطبيب ويجلس إليه، ويروي له حكاية المرض، ويقوم الطبيب بعملية الفحص بعد أن يطلب الى المريض أن يستلقي على السرير الأبيض، ثم (قول آآآه وتنحنح وكح وإجلس ثم تمدد ثم تنفس بعمق) بعد ذلك يطلب منه العودة الى الجلوس على الكرسي، ويبدأ بالحديث المُكرر: لابد من الذهاب الى المُختبر والحصول على تفاصيل عن نسبة الدهون في الدم، وكذلك بعض الأشعة، ومتطلبات أخرى، ويشكر المريض طبيبه، ويغادر.
يمر على مختبر الأشعة ويدفع 25 دولارا، وبعدها على مختبر الدم، ويدفع 25 دولارا ويعود الى العيادة، ويري الطبيب نتائج التحليل والأشعة، ويعطيه الطبيب الروشته، وينزل الى الصيدلية، ويشتري الدواء بأقيام مختلفة تبدأ من الخمسين ألف دينار، وقد تصل الى خمسماية دولار هكذا اصبحت مهنة الانسائية. والمتاجرة بالارواح