شبكة تايم نيوز أوروبا | العراق – تكتب د. نورا المرشدي
التجربة العراقية مريرة وفقا لمقياس العذاب الذي تجرع مرارته مواطنون كثر كانوا يرون في النظام السياسي الجديد فرصة لصناعة التاريخ، لكن الأمور أخذت تسير في الإتجاه الخاطئ تماما، وليس ذلك اتهاما لأنه يرتبط بوقائع عشناها على الأرض، وكنا نحن من دفع الثمن، ومازال ذلك الثمن يتجدد وكأنه دين دائم لاخلاص منه. واحدة من أسوا الخيارات التي عرضت في عراق مابعد 2003 هو التشكيل السياسي، وإدارة العملية الديمقراطية وفقا للمحاصصة الطائفية والعرقية التي جعلت المواطنين أسرى لافكاك لهم لقومياتهم وطوائفهم مع نزاعات طائفية مقيتة، وإستثمار غير أخلاقي للصراع، وتحول السياسيون والمواطنون إلى أدوات لتنفيذ أجندات خاصة لاتتعدى الى ماوراء حدود المنفعة والمكاسب المصطنعة وهو ماأنتج فشلا سياسيا وضياعا وتخبطا وصراعا فوضويا، مع إمكانية أن يتحول إلى مواجهة مع الشعب الذي لم يعد يثق بشئ، وليس لديه الرغبة في مواصلة ذات اللعبة سيئة الصيت التي أحبطت المواطنين والقوى الفاعلة التي تحتاج الى ديناميكية في التعامل مع الأحداث، وبالتالي صار لزاما الخروج من دائرة التحزب والتكتل الطائفي الى الوطنية الكاملة التي تستوعب القوى الحقيقية والأشخاص المهمين والمؤثرين