صحافة الذكاء الإصطناعي.. تحدي جديد!

بقلم | د. نِهاد فوزي

– تهدد ثورة الذكاء الاصطناعى الملايين حول العالم بفقدان وظائفهم والصحفيين ليسو استثناء !
-ويفرض واقع الذكاء الاصطناعى تحديات وفرص جديدة قد تسهم فى رسم حاضر ومستقبل الصحافة والصحفيين، ولظروف وباء كورونا (كوفيد 19 ) الحالية دور كبير فى الإسراع بالتحول الرقمى -واستخدام هذه التقنيات الحديثه مع تقليل الاعتماد على العنصر البشري. وتقف الصحافة على مفترق طرق اما ان تواكب العصر او تدفن رأسها فى الرمال ما قد يهدد عرشها باطاحة هذه التقنيات بالعاملين فى بلاطها حيث أشارت دراسة حديثة نشرها معهد فيوتشر توداى الأمريكى عن “تهديد وجودى” يشكله الذكاء الاصطناعى على الصحافة فى المستقبل القريب، مشيرة إلى أن بعض المؤسسات تستخدم الذكاء الإصطناعى لكتابة مقالات باستخدام معطيات متوفرة مثل نتائج المباريات أو البيانات المالية وقد يؤدى هذا التطور التقنى فى مستقبل ليس ببعيد إلى القدرة على كتابة المقالات وصياغتها وتحليلها من دون الحاجة إلى الصحفيين. ولذلك لابد من دق ناقوس الخطر حول هذه التقنيات وكيفية تعامل الصحافة مع هذا الواقع الجديد وتحويل التحدي الى فرص نستفيد منها.
ولعل من أبرز الفرص التى يمكن الاستفاده منها هى محاربة الأخبار الزائفة فيوفر الذكاء الاصطناعي أدوات لمساعدة العاملين في مجال الصحافة على تحديد الأخبار الزائفة، منها “بوت سلاير”، وهو برنامج مفتوح المصدر ومتاح للجمهور، يعمل على مسح وكشف حسابات تويتر الوهمية، فاستخدام البوتات -وهي برامج تقوم بمهام متكررة– تعدّ ممارسة شائعة بشكل متزايد للتلاعب بالرأي العام من خلال خلق انطباعٍ خاطئٍ بأن الكثير من الناس يتحدثون عن موضوع معين.
كما يعتمد تطبيق “سمارت نيوز” على الذكاء الاصطناعي في تصفيته للأخبار الوهمية والزائفة؛ حيث يقوم بمقارنة الأخبار التي يجلبها بنمط الأخبار الوهمية، وفي حال وجود تطابق يتم وضع الخبر على أنه زائف.
إلى جانب السرعه فى نقل البيانات فيمتلك الذكاء الإصطناعى قدرة فائقة على التفاعل الفورى مع البيانات وانتاجها لملخصات وقصص قصيرة فى وقت قصير إلى جانب انتاج القصص والمقالات الخبرية التى تعتمد على الأرقام والبيانات كالتقارير الخاصة بالطقس وسوق المال ، وأيضًا يساعد في عملية تحويل النص إلى فيديو، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من الصحفي أو الإعلامي، بينما يقوم به «الذكاء الاصطناعي» بشكل أفضل وأكثر سهولة وبكميات أكبر، فالوقت الذي يستغرقه منتج الفيديو سيقل كثيرا، ويسمح له بالتفرغ لعمل آخر
فنحن الآن أمام مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي ربما يكون مكملًا لمهام البشر، والتكنولوجيا والابتكار يستحقان أن يتم منحهما فرصة لإفادة البشرية حقا، ، لذا يجب علينا أن ننتبه أكثر للتسارع التكنولوجي من حولنا، وأن نحقق منه الاستفادة المُثلى إن لم نكن من المساهمين في تطويره.
ولا نهدف فى هذه المقاله إلى دفع الصحفيين للقلق على مستقبلهم المهنى وخوفهم من فقدان وظائفهم لكن لدفعهم للإستفادة من الميزات والفوائد العظيمة التى ستجلبها هذه التقنيات الحديثة وتوفير جهدهم فى إتمام المهام الروتينية وإعطائهم وقتاً أكبر لإنجاز أعمال حقيقية وانتاج قصص صحفية من الميدان بها طابع عاطفى وانسانى وتطوير امكانياتهم لكى تتلائم مستقبلا مع تقنيات الذكاء الإصطناعى واستثمارها لصالح كافة أطراف صناعة الإعلام
وعلينا عدم تكرار أخطاء الماضى حين استخفت الصحافة الورقية بالصحافة الرقمية وبقدرتها على الانتشار السريع، ولم تنتتبه إلى كم التزايد في أعداد المواقع الإلكترونية، فمنذ قيام الفيزيائي البريطاني «تيم بيرنرز لي» في 6 أغسطس 1991 بتدشين ونشر أول موقع في العالم، تزايد بعدها عدد المواقع فبلغ بعد 4 سنوات فقط 23500 موقع إلكتروني، ووصل في يوليو 2007 إلى 125 مليون موقع، قبل أن يحدث الانفجار الأعظم في هذا المجال ويبلغ عدد المواقع بعد 11 عامًا في يونيو 2018 نحو 1.89 مليار موقع في العالم، يستخدمها 3.95 مليار مستخدم للإنترنت.
وعلينا ألا نتجاهل أو نغض الطرف عن وجود الذكاء الاصطناعي ودوره الذي أصبح ملموسا ومؤثرا بشدة في صناعة الإعلام، بل يجب تطويعه وتوظيفه واستخدامه في إنتاج المحتوى الإعلامي ، ودعوة للصحفيين والمؤسسات المختصة فى عقد شراكات لتعزيز التعاون مع كبرى مجموعات الانترنت لتطوير التجارب فى هذا المجال ،كما أصبح أيضاً لزاماًعلى المؤسسات الصحفية وكليات الاعلام بالجامعات التنبه الى ضرورة تبنى برامج علمية واكاديمية تجمع بين التكنولوجيا والاعلام المتطور الذى يواكب التقنيات الحديثة.

عن admin1

شاهد أيضاً

ياسمين موسى زهرة أينعنت في يوم المرأة العالمي

كتبت | عبير نعيم تجرِبة مصرية فريدة في لاهاي  . .  العالم بلا إمرأة كعين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia