القائمة

الكراهية حقد خفيّ

غرفة الأخبار 4 أيام مضت 0 4.5 ألف

حسب ما نُقل لنا بأن أفلاطون قد وقف بكل قوّة ضد ثلاثة أمور: الرذيلة والكراهية والظلم. من هذا المُنطلق لنتأمل بكل تجرّد وصدق مع النفس الكاره لكل شيء هل نعتبرهُ إنساناً سويّاً، سيّما والكراهية قد أصبحت في زماننا هذا بكل أسف نمطاً سلوكياً لا يتوانى البعض عن ممارسته والمجاهرة بهِ.

الا نسمع دوماً وبصوت مرتفع مفردة ” أنا أكره فلان” وحتى الصغار تمّت تنشئتهم وفي أفواههم مُفردات الكراهية يرددونها ليل نهار.

إن الكراهِيَة وفق علم النفس هو شعور أو إحساس سلبي تجاه شخص، أو مكان، أو بلد، أو فكر ما. الكاره لا يرى في المكروه إلاّ السلبيات ويحاول إبرازها والتركيز عليها. يخفي الكاره أحياناً كُرهه وبالتالي ربما يتحوّل إلى حقد دفين وحين يحرقه من الداخل يظهر على هيئة كلام أو تصرّف عدواني. أكثر شعور الكراهية خطورة ذلك الذي يدفع بصاحبه للفعل كأن يعتدي جسدياً أو لفظياً أو يُحرّض على الفعل.

إذا استفحل الكُره وتغلغل فقد يصل بصاحبهِ إلى أن يكره كل شيء حتى نفسه وأهله ووطنه وربما أولاده وعشيرته. هُنا يصبح مرضاً نفسياً يحتاج إلى علاج. الكُره عكس المحبة والقبول والتسامح لهذا فالكاره ينشر طاقة سلبية في المكان الذي يتواجد فيه وبالتالي ينفر منه الناس ومن مجالسته. وأقول بكل وضوح هنالك (بعض) الوعّاظ أو الخطباء أو من يُسمون بالدُعاة من لا يُدرك منهم خطورة خطابهم الذي يحتوى على مفردات كراهية، وبدلاً من تحبيب المستمع للمحبة والسلام والتسامح نراهم يتشنّجون ويشطحون في اختيار مفردات نارية غاضبة مشحونة بالكراهية والإقصاء.

على سبيل المثال لا الحصر فإن الدعاء على المخالف بتشتيت الشمل وتيتيم الأطفال وزلزلة الأرض من تحت الأقدام وتجميد الدماء في العروق وغيرها من الأمنيات الحاقدة أليست دعوة للكراهية؟

لا مبرر إذاً لتحويل الغضب من الآخر إلى كراهية فالغضب شعور وقتي يزول طال الزمن أم قصر لكن الكراهية قد تتأصل في الوجدان ويصعب الانعتاق منها فيصبح المرء سوداوياً لا يرى في الحياة غير القُبح والقتامة وكل شيء بشع.

تصف العامّة الكاره الحقود بصاحب (القلب الأسود) دلالة على عدم قبولهم للكراهية كشعور أو سلوك من هنا ما أحوجنا ونحن نرى الاحتراب والصراعات بين أتباع الأديان والثقافات والمذاهب بسبب الكراهية إلى أن نسعى لتنقية دواخلنا وننشغل بما ينفعنا وينفع البشرية عامّة على حدٍ سواء.

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *