روتردام | هبه الابياري
افتتح المهرجان بفيلم ” حظر تجول ” في دار سينما ( لانتارين فينستر) LantarenVenster بجنوب مدينة روتردام في هولندا . . أول ما لفت نظري هو الاسم الذي اندرج تحته ما تم عرضه لثلاثة افلام من مصر والأردن والمغرب : ” ايام المراءة السينمائية ” وهو ما اعتبره انحياز محمود واختيار موفق ” لكوني امراءة مُغتربة اعيش في هولندا ،اتخذت لنفسي نشاطا نسويا للمشاركة في تناول عدد من القضايا المسكوت عنها وعلى راسها ملف ” الختان ” مرورا باخرى حول المراءة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وقد وجدت في شريط فيلم “حظر تجول” جراءة واقتحام بطلة الفيلم ” الهام شاهين ” – فاتن – لقضية مُجتمعية من المحرمات الدينية والأخلاقية، تتكرر كثيرا وتعرض قليلا ، الا وهي الاغتصاب، أو محاولة الاغتصاب داخل الأسرة.
تلك الجريمة المحورية التي دارت حولها احداث الفيلم. فكان : الصمت . . والثأر . . والمنع . . والحماية . . والتضحية . . كل هذه المحاور شكلت جسدا دراميا لعبتها الأم ” فاتن ” التي تحملت خلال مدة 20 سنة قضتها في السجن سوء فهم ابنتها ” ليلى ” لها، وأفكار مغلوطة عنها،والتزمت الصمت المتعمد حفاظا على مشاعر ابنتها، لكن حقيقة لم يتضح من موقفها أن ذلك الصمت كان بغية عدم تشويه صورة الأب القتيل في عيون ابنتها ليلي، زوجها الذي قتلته حماية للإبنة الصغيرة أم كان هناك سببًا آخر، لكن الواضح انها ثأرت لإبنتها ومنعت عملية اغتصابها حماية لها، وضحت بعشرين سنة من حياتها خلف أسوار السجن.
و تخرج (فاتن) من السجن بعد قضائها عشرين عامًا بسبب ارتكابها جريمةّ مريعة، وتجبر (فاتن) على قضاء ليلتها عند ابنتها (ليلى) والتي تكون غير قادرة على تجاوز الماضي والعفو عن والدتها، وليس في ذهنها سوى أن والدتها قتلت والدها، في مقابل رفض تام من (فاتن) للإفصاح عن سبب الجريمة، مما يضع الابنة في صراع ما بين عقلها الرافض للأم وقلبها الذي يميل لها تدريجيًا
حضر فيلم الافتتاح كل من سعادة سفير جمهورية مصر العربية “حاتم عبد القادر” والسيدة “سلمى عبد الحق، سفيرة جمهورية الجزائر بهولندا وقد دار نقاش عقب مشاهدة الفيلم حول عدد من الموضوعات الثقافية وأهميتها في تعريف الآخر بالمُجتمع الهولندي لمثل هذه القضايا وغيرها.
انها بالفعل قصه مثيره للاهتمام ونشكر حضرتك علي تفسيك وتوضيحك