اَلسَّعَادَة لَيْسَتْ سَمَكَةَ

اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى أَيْ اَلْعَاطِي أَخِيرٍ مِنْ اَلْمُعْطَى لَهُ لِمَا يَرَى مِنْ خَيْرٍ يُصِيبُهُ بِبَرَكَةٍ فِي مَالِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَخِلَافِهِ ، وَلَا تَدْرِي اَلْيَدُ اَلْيُمْنَى مَا تُعْطِي اَلْيَدُ اَلْيُسْرَى أَيْ لَا تَجْهَرُ بِخَيْرٍ تَفْعَلُهُ وَتَنْتَظِرُ جَزَاءً اَلْمُتَصَدِّقِينَ ، فَرْضًا اَلرَّبَّ قَبُول ، وَرِضَا اَلنَّاسِ حَمَادَة . . 

تَايِمْ نِيُوزْ أُورُوبَّا بِالْعَرَبِيِّ | لينداسليم

لَا أُرِيدُ اَلْإِكْثَارُ مِنْ اَلْكِتَابَةِ فِي حَيَاةٍ كَرِيمَةٍ وَلَا أَقْصِدُ بِهَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ اَلْحَمْلَةِ اَلَّتِي أَقَامَتْهَا دَوْلَةُ مِصْرَ فَمُنَاسَبَةُ اَلِاسْمِ فِي غَايَةِ اَلسَّذَاجَةِ مِنْ قَبْلٌ مِنْ اِخْتَارَهُ لِأَنَّهُ وَضْعُ دَوْلَةِ بِالْكَامِلِ فِي مِحَكِّ اَلْمَعْنَى ، فَكُلَّمَا كَتَبْنَا عَمُّ اَلْكَرَامَةِ تَحَسُّسَ اَلْمُتَحَسِّسِينَ عَلَى جَبْهَتِهِمْ لَإِصَابَتهَمْ بَطَحَهُ لَمُّ تَوَجُّهِهِ لَهُمْ خِصِّيصًا وَلَكِنَّهُمْ بِالْفِعْلِ شَمِلَتْهُمْ . . .

( مَا عَلَيْنَا ) .

نَعُودُ لِلْعُنْوَانِ ” اَلسَّعَادَةَ لَيْسَتْ سَمَكَةَ ” فَمُنْذُ مُتَّقِي تَتَقَدَّم اَلشُّعُوبَ وَكُلَّ حَمَلَاتِهَا بَلْ مُعْظَمهَا حَتَّى لَا أُبَالِغُ تُشِيرُ وَتُحَفِّزُ بِالتَّبَرُّعَاتِ وَالتَّصَدَقَاتْ وَالزَّكَاوَاتْ وَتَوْزِيعِ اَلْكَرَاتِينِ وَاللُّحُومِ وَالْمَلَابِسِ وَمَعَ اَلْمُبَالَغَةِ فِي زِيَادَةِ اَلْأَسْعَارِ وَاسْتِغْلَالِ تُجَّارِ اَلْأَزَمَاتِ هَبَطَتْ كَثِير مِنْ اَلطَّبَقَاتِ مِنْ اَلْوُسْطَى إِلَى اَلْمُتَدَنِّيَةِ مَعَ إِجْهَارْ اَلْعُلْيَا بِالدِّينِ وَالْمَسْؤُولِيَّاتِ تَمَلُّصًا مِنْ وَاجِبَاتِهَا تُجَاهَ اَلطَّبَقَاتِ اَلْأَقَلِّ إِمْكَانِيَّاتٍ . .
اَلْحَلُّ لَيْسَ فِي أَنْ نُوَزَّعَ وَنُطَعَّم فَالسَّعَادَة لَيْسَتْ سَمَكَةً تَشْتَرِيهَا لَي فَأَكَلَهَا وَأَشْبَعَ لِوَجْبَةِ بَلْ تِلْكَ تُدْعَى سَدَّ جُوعٍ لِبُرْهَةٍ وَمِنْ ثَمَّ تَبْدَأُ اَلْحَاجَةُ فِي طَلَبِ اَلْمَزِيدِ وَتَسْتَمِرُّ اَلْيَدُ اَلسُّفْلَى سُفْلَى بَيْنَمَا تُعْلَنُ اَلْعُلْيَا رَخَاوَتَهَا لِأَنَّ اَلْحَالَ دَوَامَهُ مَحَال فالأجمل أن تدعني أعطي لا اخذ وتمكني من ذلك بمدخول شريف  . .

كُنْتَ آمُلُ أَنْ تُفَكِّرَ اَلدُّوَلُ اَلْعَرَبِيَّةُ اَلْمُسْلِمَةُ بِشَكْلٍ خاص وَغَيْرِهَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ بِتَوْفِيرِ عمل وَإِبَاحَتِهِ لِكُلِّ اَلشَّرَائِحِ بِكُلِّ اَلْأَعْمَارِ خَاصَّةً اَلَّتِي لَمْ يَتَوَفَّرْ لَهُمْ عَمَلٌ وَلَا مَعَاشَاتٍ وَلَا نِقَابَاتِ تَكَفُّلِهِمْ وَحَتَّى مِنْ أَعْطَتْهُمْ اَلْحَيَاةُ مَا سَلَفَ مَعَ هَذَا اَلْغَلَاءِ يَتَعَرَّضُونَ بِدَوْرِهِمْ لِلدِّينِ وَمِنْ ثَمَّ اَلْحُوجَة أَيْضًا ، فَلَابُدُّ مِنْ وُجُودِ مَخْرَجٍ كَرِيمٍ لِكُلِّ إِنْسَانٍ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ وَاَلْغِذَاءِ وَالدَّوَاءِ وَالتَّعْلِيمِ وَالْمَسْكَنِ اَلْأَمْنِ، أما رُّؤَى التَّمْكِينُ وَالتَّرْفِيهُ وَالتَّعَالِي فِي اَلْبُنْيَانِ وَالْحَدَاثَةِ لَنْ تَنْجَحَ مَسَاعِيَهُمْ بِكَوْكَبَةٍ مِنْ اَلْجَهَلَةِ تَحْتَ مُسَمَّيَاتِ إِعْلَامِيَّاتٍ لَا تَفَقَّهْنَ شَيْءٌ عَنْ اَلْحَدَاثَةِ وَالتَّمْكِينِ إِلَّا اَلْعُرْيُ وَمُجَابَهَةُ اَلرِّجَالِ فِي مَوَاقِعَ مُحَرَّمَةٍ فهي رؤى جُرم أخلاقي وليس حداثة . .

إِلَى كُلِّ اَلْأَنْظِمَةِ . .
اِتَّقَوْا اَللَّهُ فِي شُعُوبِكُمْ سَيُسَالُكُمْ اَللَّهُ كَيْفَ تَدَبَّرَتْهُمْ وَفِيمَا أَنْفَقْتُمْ وَسَتَشْهَدُ عَلَيْكُمْ أَلْسِنَتُكُمْ وَأَفْئِدَتَكُمْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ . .
اَللَّهُمَّ بَلَغَتْ اَللَّهُمَّ فَاشْهَدْ . .

عن admin1

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *