تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
بقلم :محمود الشربيني
– الإجابة هذه المرة تأتي من بلد لايكف كثيرون عن كيل الإتهامات له بحق أوبغير حق .وربما يمعن البعض في التعسف والرفض له فيزيدون على ذلك بوصمة بالجهل والتخلف! المثقفون -جلهم – يشعرون تجاهه بكراهية ما ، وإن لم يجرؤوا على إعلان ذلك ، تحت وطأة سيف المعز وذهبه ..يقينا هي “الشيزوفرينيا” الحادة عند المثقفين ، التي تجعلهم يرفضون جانبًا من قيمه ، وسلوكيات بعض أفراده ، ومع هذا لا يجرؤون على الحديث علانية عن ذلك.
– وليس هذا وحسب وإنما يحملونه مسئولية ماحدث من تغيير قيمي في المجتمع العربي..وهذا التدين الشكلي الذي غير وجه مصر ، فحوّل شوارعها ومدارسها وكلياتها وجامعاتها ومصانعها ،وحتي أفراحها ومناسباتها من أماكن تزدان بالجلال وتتلالأ بالدلال والجمال ، حيث النساء درر متألقات ، تبدين في أبهي الزينات وأحدث التسريحات وأرق الموديلات ..وحيث الرجال ببذلاتهم الأنيقة ، وقمصانهم البيضاء الناصعة ، وأحذيتهم الأجلاسية اللامعه النظيفة، وعروات الجاكيت المزدانة بوردة حمراء أو بيضاء ، إلي مناطق منفرة كريهة ، تعج بالكائنات الممسوخة ، الغريبة على مجتمع ، اقسي ما يوجع عقولنا قبل قلوبنا أنه كان يوما قبلة لكل دور الأزياء العالمية .. دور الأزياء الشهيرة كانت تختبر فيه موديلاتها الجديدة وترصد مدي روعة خطوطها،حينما تتجلي علي قوام الجميلات بل وعلى الرجال أيضا ، بما في ذلك البدناء منهم .
كان ذلك قبل أن تتحول أيقونات الجمال والموضة هذه الي مجرد كائنات ممسوخة مشوهة ، ترتدين “الخيمات السوداء” .. في مجتمع لاتملك غالبية نسائه الآن ، ترف أرتدائها- كالخليجيات- ومن تحتها الفساتين الباهظة عارية الصدر والكتفين ، والتي لاتزيد أطوالها عن بضع سنتيمترات تبرز -بعد خلعها- جمال سيقانهن من الركبة حتي أصابع القدمين .لاتملك أغلب نسائنا فساتين باهظة تخفينها تحت خيمة سوداء.. ولأنهن لايملكن أيضاً أغلى الشامبوهات وثمن أبدع التسريحات، وأغلى وأندر العطور والبارفانات العالمية وأكثرها جذبا أو فتكا لافرق ، فإنهن وجدن الحل في الإكتفاء بأن “يدنين عليهن من جلابيبهن “..وتغطية شعورهن بأغطية تريحهن من عناء تدبير تكلفة الذهاب للكوافير!على الجانب الآخريبدو الرجال وكأنهم عدموا فجأة كل ذوق وأناقة وعقل، فظهروا بهذه الأثواب القصيرة ، تحت الركبة بقليل، كون ذلك في عقيدتهم التي تبدلت بفعل الغزو الوهابي “سٌنَةً “تخيلوا أنه يحق لهم بموجبها طلب تأشيرة دخول إلي الجنة!
– وعلى الرغم من هذا كله .. فإن الأنباء “المتواترة” تقول : هذا بلد يتجه بقوة نحو التغيير..تغيير دراماتيكي مزلزل ..رغم قيامة مقتل خاشقجي وتبعاتها . حتى مع مايردده “الخبثاء” ، من أن هذا التغيير يتم إرضاء للأميركيين، لصياغة عصر جديد في المنطقة،تجري فيه دماء التطبيع مع العدو الصهيوني ، وتتمكن فيه إسرائيل من قيادة المنطقة إقتصاديا وسياسيا ، تقضي بعده على حلم الدولة الفلسطيني ..فيسكن الفلسطينيون الشتات إلى الأبد.
– ورغم السيناريوالاسود للمستقبل الفلسطيني ، بعد كسر الوهابية السعودية ..إلا أن التغيير المجتمعي -إن حدث- سيكون رائعاً وربما يستحق الحفاوة !
– محاولة كسر الوهابية هي الحدث الأبرز في الأمة العربية منذ تقلد الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية ..فهو أعلن- منذ أن أصبح قاب قوس واحدة من العرش الملكي المطرز بالمجد والجاه والصولجان -أن المملكة قد أنفقت مليارات الدولارات من أجل نشر الوهابية ، وعليها الآن أن تتخلص منها ومن عبئها وميراثها الثقيل .
– كسر الوهابية يحتاج إلي نقاش واسع ..وجاد ..كونه مهماً وضرورياً للتقدم ..و المخرج الحقيقي من العصور الظلامية الوسيطة التي تئن الأمة وتنزف تحت وطأتها !
– زلزال التغيير المجتمعي العنيف قادم الآن من هناك..بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان ان بلاده ستأخذ بالاحاديث الصحيحة “المتواترة ” فقط ..مااعتبره علماء أزهريون إصلاحيون عملا جبارًا..حتى ان عالماً أزهريا كالشيخ مصطفي راشد( عالم ازهرى ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الاسلام من اجل السلام ومفتى ومٲذون استراليا ونيوزيلندا الرسمى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وله من المؤلفات 29 كتابًا و887 بحثًا منشورًا) لم يستنكف تحية ولى العهد السعودي والإشادة بخطوته .
– عندما سالته ماذا ستفعل في هذه الحالة ..هل ستكتفي بتحيته وعرض التعاون معه ؟قال لي : العمل بالأحاديث الصحيحة المتواترة فقط يعني حذف حوالي 92٪ من الكتب المزورة (البخاري ومسلم) وهو حلم طالبت به منذ 20 عامآ في أحد كتبي فتم تكفيري واهانتي ،فقررت الهجرة إلي أستراليا.
– سألته :ماذا ستستفيد الأمة من قرار ولي العهد السعودي؟
– أجاب : بقرار شجاع يتبقي من “صحيح البخاري” -المصطلح على تسميته بأنه أصح كتاب بعد القرآن- ٣٪ فقط ، مايعني أننا سنقضي على الفاشية الدينية ،لأنه بقراره يلغي الأحاديث الكاذبة والمزورة والمخالفة للقرآن والتي لاسند لها ولامصدر ، ومنها أحاديث العنف مثل “جئتكم بالذبح ” و”من بدل دينه فاقتلوه” و”أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا بأن لا إله الا الله “.. كل هذه الأحاديث العنيفة “هتتمسح” ، وهذا يعطينا فرصة لتنقية التراث وتجديد الخطاب الديني .وهذه نقلة كبري، خطونا بها 80خطوة إلي الأمام ولا أحد سيستطيع أن يعارض بن سلمان من المشايخ والأزاهرة “محدش هينطق” كما تري الآن والأسباب معروفة!
– والحقيقة أن هناك أصواتأ أزهرية جأرت بالرفض مايجعلنا نتساءل :ماذا سيفعل الأزهريون والسلفيون والليبراليون والمعتدلون والمتطرفون ؟
دعونا نفكر حتي نلتقي الأسبوع المقبل.
