مفاوضات مصر وتركيا

الإخوان والمُرتزقة في ليبيا | أوراق أساسية لعودة علاقات مصر بتركيا

بقلم : رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي | سعيد السبكي

تطالب الادارة السياسية المصرية بخروج مرتزقة تركيا من ليبيا، وهو موقف ينبع من مبدأ عدم التدخل فى شؤون دولة عربية مجاورة لمصر ذات حدود جغرافية مُشتركة وعلاقات أسرية قديمة، وقد أكدت مصر على طرح طلبها مؤخراً أثناء عقد مفاوضات بحث آليات عودة العلاقات الطبيعية الدبلوماسية التركية المصرية.

بعض من ساسة أوروبا بمُساندة إعلامية غربية وصفوا ان المطلب المصري من تركيا أمر صعب، بترديد قول : ( يبدو أنه بعد ثماني سنوات من الجدل بأنهما ” مصر وتركيا ” تُريدان إعادة العلاقات الدبلوماسية ، لكن مصر تطالب بمطالب صعبة ).

وهو وصف مُثير للدهشة . . لو أخذنا فى الإعتبار على سبيل المثال لا الحصر موقف أوروبا الغربية من تدخل روسيا في جزيرة القرم، ووصفه بأنه مُثير للجدل والاستنكار في العالم، وبشكل خاص في الاتحاد الأوروبي.

لم تلتقي مصر وتركيا على المستوى الدبلوماسي الرسمي مدة ثماني سنوات ، لكن من الواضح ان الوقت قد حان لأسباب أهمها حدوث تغير نسبي فى المناخ السياسي، حيث اجتمعت معًا كل  من مصر وتركيا أخيرًا مرة أخرى يومي الأربعاء والخميس. وذلك للمرة الأولى منذ عام 2013 ، حينما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميًا .

الآن يبدو أن هذا يتغير لأسباب مُعلنة تبدو تقليدية، وأخرى سرية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، على كل حال الهدف من المفاوضات ( المصرية – التركية ) هو الحصول على وضوح رؤية بشأن “الخطوات الضرورية التي يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات ، ورسم خريطة طريق ربما ترقى لجدول زمنى”.

الإدارة السياسية المصرية ” الحالية ” من جانبها ترى ان قطع العلاقات جاء بسبب تأييد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحزب الذى يمثله للرئيس السابق محمد مرسي، فكلاهما من مدرسة سياسية واحدة، تدعم جماعة الاخوان المسلمين، تلك الجماعة التى ارتكبت وساندت أعمال إرهابية ضد الأبرياء من أبناء مصر، مدنيين وعسكريين.

ففى الوقت الذى صنفت فيه مصر جماعة الإخوان المسلمين – حزب مرسي – بأنها جماعة إرهابية ، فإن تركيا لديها العديد من أعضاء وأنصار تلك الجماعة الذين هربوا من مصر إلى اسطنبول ، حيث يواصل كثير منهم توجيه اساءات للنظام السياسي المصري، الذى ارتضاه الشعب بديلاً فى عام 2013 وخرج من أجل الاطاحة برئيس مصر السابق الذى كان ينتمى لجماعته على حساب مصالح الوطن العُليا.

فعلى مدار ثمانى سنوات أفسح الرئيس التركي أردوغان المجال لقنوات تلفزيونية خاصة تسب النظام المصري ليلاً نهاراً.

لكن لم تكن هذه الأسباب فقط، حيث وجد كلا البلدين نفسيهما في كثير من الأحيان معارضين لبعضهما البعض في مناطق أخرى، كما هو الحال في ليبيا ، حيث أرسلت تركيا الآلاف من المرتزقة، الى الأراضى الليبية ( دعماً لجماعة الاخوان وطمعاً فى ثروات النفط الليبي واستعداداً للفوز بتعاقدات تجارية لإعادة الإعمار ) .

تشير مسارات المفاوضات المصرية التركية الان الى إحتياج لمزيد من جولات المباحثات قبل قرار استعادة العلاقات الدبلوماسية بالكامل.

ويجب على تركيا سحب مئات القوات التركية وآلاف المرتزقة السوريين الموجودين لديها في ليبيا ، وتسليم عناصر الإخوان المسلمين الذين يعيشون في تركيا، وتشتبه مصر في ضلوعهم في عمليات إرهابية، وبعضهم صدرت ضدهم أحكام قضائية.

السؤال الآن هو إلى أي مدى ستمضي تركيا في إثبات حُسن نيتها السياسية ، بعد ان قدمت الشهر الماضي بعض التنازلات البسيطة، حينما أعلن متحدث رسمي باسم أردوغان ان بلاده طلبت من ثلاث قنوات تلفزيونية تابعة للإخوان المسلمين الكف عن توجيه انتقاداتها للحكومة المصرية.

تجدر الاشارة الى ان مصر ليست هي الدولة الوحيدة التي تريد تركيا تعزيز العلاقات معها، حيث سيقوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بزيارة المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل لإجراء مفاوضات. حيث توترت العلاقات بين البلدين منذ عام 2018 ، حينا قُتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

مزيد من الموضوعات للكاتب

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

تعليق واحد

  1. بسم الله ما شاء الله، رصد احترافي لجميع زوايا المشهد، مع أسلوب شيق أمتعنا بمتابعة المحتوي الثري والغني بالإيضاحات…تقبلوا كل الإحترام والتقدير الكاتب والإعلامي الكبير أستاذ سعيد السُبكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *