سعيد السبكي

آفة الغرور واللوح المحظور

كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السبكي

غرور بعض بني البشر ظاهرة مرضية، هى واحدة من أخطر ما يُصيب الانسان ويقوده الى المهالك، وقد يورطه في مواقف قد تنتهي به الى مآساة مُفجعة، قد صورها القران الكريم بقوله تعالى (كلا ان الانسان لَيَطغى، أن رءاَه ُ استغنى).

وحذر من تلك الظاهرة في وصيه لقمان لابنه: ((وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))

ويقع كثير ممن أصابتهم آفة الغرور فى المحظور داخل فخ الخلط بين ( الإعجاب بالنفس والغرور – ومدى فهم إثناء الكبار على فكرة أو عمل ) بغية تشجيع وتقدير من أهل الخبرة للصغار فى أول الطريق.

 تلك الحالة المرضية تعتري الانسان لكثير من الأسباب خاصة الشعور بالتفوق على الآخرين ، ومن بعض هؤلاء أصناف من البشر قذفت بهم الحاجة والإحتياج الى خارج أوطانهم الأصلية، بسبب عدم قدرتهم على اثبات الذات، لتحقيق طموحاتهم، ولا غبار على الطموحات المشروعة والعمل على تحقيقها دون استعلاء أو غرور، حال ظهور إضاءات فى ظلمة الإغتراب.

 من حق الإنسان الاعتداد بقوته او جماله أو ماله أو سُلطتة أو موقعه الإجتماعي أو مستواه العلمي، ويكون استخدام هذا الحق أكثر قوة وجمال حال التواضع والاعتدال فى عرض ما توصل اليه.

 لكن حينما يكون قد جمع معرفة من مصدر هنا وهناكٍ، وإستجداءه المساعدة من الكبار أهل الخبرة، ويتعالى بعناد يفسر الخواء الداخلي يقع فى شرك صنعه لنفسه بنفسه، لأن الآخرين المحيطين به من دائرة المعارف سيكتشفوا حتماً سلوكياته، وعندها ينفضوا من حوله.

وتعتبر مرحلة الشباب خاصة ” فترة المراهقة ” من اكثر مراحل حياة الانسان شعورا بالغرور والاعجاب بالنفس، وربما الاستهانة بالأخرين وبالمخاطر والدخول في مغامرات ، وليس المقصود ” المرحلة العُمرية ” فى حد ذاتها.

فكم كان لهذا الشعور المرضي اثر سيء على سلوك هؤلاء بما يجلبه عليهم من مأس ، كما ان الغرور مثلا عند الفتى او الفتاة له اثار سلبية في التعامل مع عملية اختيار الزوج او الزوجة، او التعامل من قبل احداهما مع الاخر او مع اسرته ، فالشاب المعجب بنفسة لا يرى زوجة ملائمة له الا نادرا .

وكم من شابة بقيت عانسا لم تتزوج بسبب الغرور حتى فقدت شبابها ، وربما تتحول الحياة الاسرية الى الجحيم وربما تنتهي بالفراق بسبب غرور احد الزوجين او كلاهما ، ونجد بعض الشباب المغرور بقوته الجسدية يتعامل بتحد واستهتار مع الاخرين ، وكم انتهى الغرور الى السجن ، والنبذ الاجتماعي ، بل كم هي حوادث السير التي يذهب ضحيتها عشرات الالاف من الشباب كل عام ،وانما تحدث بسبب الطيش والمجازفات .

بل قد يستولي الغرور على بعض الشباب فيخجل الانتساب الى اسرته او مدينته او قريته عندها يتوهم ان ذلك لا يلائم موقعة المغرور به بل ربما يتعالى على والديه عندما يرى نفسه اصبح بوضع اجتماعي غير الوضع الذي ينسب اليه والدة ويعيش فيه ، وربما يكون الشعور بالتفوق العلمي لدى بعض الشباب حالة من الاستخفاف بفكر الاخرين وآرائهم.

وختاماً ان لم يتعظ المغرور فستبقى سلوكياته مٌدرجة فى اللوح المحظور.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

3 تعليقات

  1. بسم الله ما شاء الله، قلت كل ما في نفوسنا أستاذنا بإسهاب وبلاغة شديدة، فالغرور سلوك شيطاني، كان السبب في نزول إبليس من أعلي منازل الجنة إلي أحط درجات الطرد من رحمة الله وسوء المآل في جهنم وبئس المصير.
    أسأل الله أن يجنبنا جميعًا هذه الآفة وجزاكم الله كل الخير أستاذنا..وافر التحيات والإحترام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *