سيناريو الحرب | والرأي العام السوداني

تايم نيوز أوروبا بالعربي|أحمد فؤاد زايد |القاهرة

لا تزال تقبع في خلفية المشهد السياسي السوداني العديد من التساؤلات التى يجب أن نبحث لها عن أجوبة داخل الرأي العام السوداني من آراء سياسية وتصريحات مناهضة للجيش في الوقت الذي يجب فيه توحد الصفوف السياسية بين الأخوة الأشقاء السودانيين، إذ انهالت على الجيش السوداني خلال الآونة الأخيرة كثير من الاتهامات بقصد التشنيع، وآراء عبثية تهدف لتمزق وحدة الجيش والشعب، كان من أهمها تصريح النائب العام السوداني على خلفية فض اعتصام الخرطوم قائلاً: “سنحاكم قتلة الاعتصام حتى لو كان البرهان”وكأنما الشعب السوداني يتناسي تماماً أهمية الجيش الوطني المرابط من أجل قضايا وطنه وتحرير أراضية، في الوقت الذي ترفض فيه أثيوبيا التفاوض السلمي القائم على حسن النوايا مع تجاهل السعي الأفريقي لوقف الصراع دون الرجوع للخيار العسكري من قبل مصر والسودان، ومن هنا نطرح سؤالين أولاهما: هل الحرب فقط بالنسبة للسودان من أجل الحفاظ على حصتها من الماء؟.هذا الموضوع الذي له أهمية بالغة لدولتي المصب مصر والسودان، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بالنسبة لدولة السودان تعود إلى عقود عديدة من الزمان؛ وهنا نطرح سؤال آخر: هل الحرب فرصة من أجل استرجاع الأراضي المغتصبة؟. حيث في عام 1902 أبرمت اتفاقية بين السودان وأثيوبيا تمنح أثيوبيا إدارة إقليم بني شنقوال قمز (الأقليم الذي يقام عليه السد)، وذلك أثر إحتلال أثيوبيا للإقليم عام 1897 وفيما بعد رفضت إنجلترا تنازل السودان عن الإقليم واكتفت بحق الإدارة؛ وليست الملكية لصالح أثيوبيا طوعاً لمصالحها مع إيطاليا حينذاك، ورغم ذلك من تأريخ بغيض هناك أصوات داخل السودان تنساق وراء أكذوبة تزويد أثيوبيا للسودان بالكهرباء رخيصة الثمن، أنها مجرد أكاذيب لأن السد لن يوفر أكثر من 2000 ميجاوات بما لا تكفي منح السودان حصة من الكهرباء، هولاء أنفسهم الذين يصدقون تلك الأكاذيب، هم الذين يدعون عبر المنابر الإعلامية السودانية تحرك السودان في مفاوضات ثنائية مع أثيوبيا دون مصر كما أنهم ينبذون اي تحرك عسكري مع مصر، وكأنهم لا يعلمون أن كبرى الشركات العالمية المتخصصة رفضت تأمين السد، حيث أكدت دراسات علمية استحالة أمان السد تحت ضغط 74 مليار متر مكعب داخل بحيرة السد في هضبة بركانية قابل باطنها للتحرك، وأن في حالة امتلأ البحير أصبحت السودان تحت السيطرة الأثيوبية الكاملة لاتستطيع أن تدخل معها في أي مواجهة حتى لو كان مجرد خلاف سياسي، يكفي فتح بوابات السد لساعات قليلة لغرق السودان متمثلة في مناطق: الدمازين،والروصيرص،وسنجة،وسنار.
ويتضح أنه بات من السهل على الأشقاء السودانيين ترك أراضيهم المغتصبة في قبضة الجار المتغطرس والعدو التاريخي لهم منذ عقود طويلة مسالمين لها، على عكس نوايا استرجاع الأراضي المغتصبة من الجيش السوداني ونجد أيضاً هناك من داخل السودان أصوات معارضة تنادي بتفكيك الجيش، وحينما نتطرق لقضية الماء وهذا العامل المشترك بين مصر والسودان الآن بلا منازع نجد قيادات ودول عربية وأجنبية ساعدة على إنشاء السد، ولكن ما يسترعى الانتباء هو موقف الرئيس المخلوع عمر البشير المتآمرضد مصر.
في عام 2010 بدأت أثيوبيا في بناء السد بدعم كام من الرئيس المخلوع عمر البشير حتى يلحق ضرر بمصر، وحتى وأن كان ذلك ضد مصلحة بلاده، وكان ذلك واضحاً وضوح الشمس حينما قام البشير بعزل وزير الري حينذاك كمال على الذي رفض الدخول في مفاوضات مع الجانب الأثيوبي إلا إذا أوقفت أثيوبيا أعمال البناء والتشييد وكان ذلك في مطلع عام 2011.
نستخلص من ذلك أن مصر والسودان بصدد عدو له أجندة شيطانية يقودها المعتوة المكابر أبي أحمد الذي ضيق الخيارات بين الدولتين وصولاً للحل العسكري الذي من المؤكد، لن يكتفي بتفجير السد كما يظن البعض، سيناريو الحرب سوف يكون له أبعاد أكثر من حرب على المياه لأن الفرصة وقتها قد سنحت للجيش السوداني لتمركزه فوق أرضية المغتصبة.

عن admin1

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *