المغاربة الأوائل فى هولندا

جيل الرواد فى هولندا | مُجرد تأملات

تأملات | بقلم – نجوى اللبودي

جاء الجيل الأول من منطقة شمال افريقيا، حيث كانت الاغلبيه العظمى من المغرب العربى،  هذا الشعب الأصيل، وتعرفنا عليهم هنا فى هولندا عن قُرب،  ذلك الشعب الذى لم يعرف عنه أهل مصر الا قدر متواضع، ولا أريد قول القليل.

وقد كنا نقرأ ونتابع من وقت لآخراهتمامهم البالغ بالأغنية المصرية، وحُبهم للهجة أشقاء لهم، وكم كانت مشاعرنا دافئة نحو أشقائنا المغاربة، خاصة المواقف الإنسانية، أذكر بعضها حينما تبنى الملك الحسن رحمه الله عليه الطرب المصرى الأصيل، مثل ام كلثوم وعبد الحليم حافظ، وكذلك تقديمه الدعم بكافة الأساليب للغناء المصرى، تعبيرا صادقاً لحبه فى الطرب والغناء المصرى.

 نعرف ايضا عن بلاد المغرب العربي من خلال مشاهدتنا لهم فى موسم الحج والعمره، فهم من اشد الحجيج والمعتمرين التزاما وصمتا صفوفا جنب الى جنب.

تعرفت عليهم هنا فى هولندا اكثر واكثر، هذا الشعب الأصيل، الجيل الاول منه رغم بساطتهم فى العلم، لكنهم ساهموا فى إعادة إعمار هولندا والمانيا بعد الحرب العالميه الثانيه، وقاموا بأعمالهم على اكمل وجه.

أنهم شعب شديد الايمان بطبعه، حافظوا على الإسلام بشده، شيدوا المساجد وحافظوا على العادات والتقاليد المغربيه الأصيلة الى الان، تلك التى تتمثل فى احترام الدين الحنيف مع اطفالهم، كأنهم كان لديهم حس فطرىمُسبق بالمستقبل الغامض لهم فى بلاد اوروبا، وجعله الله لهم فى ميزان حسناتهم ان شاء لله، ولا أنسى عندما رأيت نساء المسجد الفضلوات يتبرعن بكل كرم وسخاء لتعمير مسجد آخر، وهكذا واحتفاظهم ايضا بالعادات والتقاليد فى الاعراس .

ولا تنسى دعمهم لأبناء الجالية المصرية حينما أتوا الى هولندا فى مرحلة السبيعنيات، وجاء مُناخ التنافس المحمود معهم، فى الحفاظ على الدين، سواء مع الزوجه الاوروبيه أو فى تربية الابناء.

اشيد أيضاً بالمصرى ابن بلدى، وأرفع له القبعه فى رحله كفاحه ، وتحمله ظروف كانت صعبه عليه، تاركا الوطن وما أدراك ما مصر الجميله العظيمه، التى تركنا فيها اروحنا، فيوبقينا هنا باجسادنا فقط.

من بعض عاداتنا الشهيرة نحن أبناء مصر ” السخرية ” التى قد تكون نقداً ايجابياً أو سلبياً،  فنضحك على انفسنا دائما اننا اخترنا الأفضل، لكى نستطيع مواصلة الصمود فى غربتنا الغامضه .

مصر ليست وطن عادي، لا – انها وطن لكل الشعوب ، انها ليست بلد ترحل منها، انها بلد تذهب اليها وتعيش فيها.  اقدر مشاعر ابطالنا المصريين والمغتربين عموما.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

أطفال المُهاجرين ومُشكلة الهوية

بقلم | سهير الدفراوي ليست مبالغة لو قلنا إن هناك شعبًا عربيًا تعداده عشرات الملايين …

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia