تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السبكي
انتشرت خلال الساعات الأخيرة فى وسائل الاعلام الأوروبية توقعات مفادها ان السفينة الجانحة بقناة السويس قد تعطل الملاحة لعدة أسابيع، في حين أوقف مسؤولون كل السفن المتجهة إلى الممر المائي اليوم الخميس مما اعتبره مراقبون أنه انتكاسة جديدة لحركة التجارة العالمية، وأنه أغلى ازدحام مروري على وجه الأرض، وقد يستغرق حصار قناة السويس أسابيع ويكلف مليارات الدولارات، حيث جنحت سفينة الحاويات العملاقة ايفر جيفن يوم أول الثلاثاء، وتقدر الخسائر حتى الأن بنحو 400 مليون دولار في الساعة”.
فريق إنقاذ بحري هولندي ذهب الى مدينة الاسماعيلية المصرية الليلة الماضية، للمساعدة فى إنقاذ الممر الملاحي، ومحاولة تعويوم السفينة.
فما هي العواقب المحتملة لأغلى ازدحام مروري على وجه الأرض؟
تعوق السفينة إيفر جيفن البالغ طولها 400 متر حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في اة السويس، التي تربط قارتي آسيا وأوروبا، وتعد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم.
وقد صرحت هيئة قناة السويس مساء اليوم اليوم الخميس إنها أوقفت حركة الملاحة في القناة مؤقتا بينما تستمر لليوم الثالث جهود تعويم السفينة، وتعمل ثمانية زوارق سحب على تعديل وضعها بعد أن علقت عرضيا في الجزء الجنوبي الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد بالقناة صباح يوم أول أمس الثلاثاء بسبب رياح قوية وعاصفة ترابية.
قناة السويس هي ممر رئيسي للتجارة، حيث يعبر نحو 30 في المئة من حركة نقل الحاويات في العالم يوميا عبر القناة العالمية البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.
يقول خبراء شحن إنه إذا لم يتم يحل الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال مدة زمنية تتراوح بين 24 و 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب قارة أفريقيا، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.
صرح متحدث رسمي باسم ميناء روتردام فى هولندا أكبر موانئ أوروبا بقوله “كل ميناء في غرب أوروبا سيتأثر بذلك…نتمنى أن تحل سريعا من أجل الشركات والزبائن. سنكون أمام أوقات انتظار أطول بالقطع عندما تصل هذه السفن إلى أوروبا”.
كما ذكر بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة. وقال بيردوفسكي لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي “لا يمكننا استبعاد أن تستغرق المسألة أسابيع، حسب الوضع”.
وأشارت بيانات لتعقب السفن إلى أن 206 سفن حاويات وناقلات نفط وغاز وسفن للمواد السائبة تتجمع عند طرفي القناة مما يخلق واحدة من أسوأ حوادث تكدس سفن الشحن منذ سنوات.
يأتي توقف حركة الملاحة في قناة السويس المصرية ليضيف لعرقلة حركة التجارة العالمية مشكلة جديدة منذ العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19 إذ تأثرت أحجام التجارة بمعدلات الإلغاء المرتفعة ونقص الحاويات وبطء التعامل مع الشحنات في الموانئ.
تجدر الاشارة الى ان أكثر من خمسين سفينة عابرة للبحر تمر عبر قناة السويس يومياً . بواقع حوالى 19 ألف في السنة.
وبعد أكثر من يومين من الحصار ، تنتظر بالفعل ما بين 165 و 185 سفينة على جانبي القناة .
وتختلف تقديرات المدة التي ستستغرقها عملة الإنقاذ من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. وفي الحالة الأخيرة ، سيحدث ضرر اقتصادي كبير. إذا اضطرت شركات الشحن إلى الإبحار في جميع أنحاء إفريقيا ، فستكون على الطريق لمدة أسبوعين تقريباً.
بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من السُفن المنتظرة على متنها حاويات مبردة مع منتجات قابلة للتلف على متنها. “ثم هناك أزمة الرقائق.” يمكن أن تتوقف المصانع في أوروبا ، مثل مصانع السيارات ، بسبب نقص الرقائق والأجزاء الأخرى القادمة من آسيا.
وليس من الواضح حتى الآن ما هو حجم الأثار الاقتصادية التى ستترتب جراء هذه المشكلة على أسعار النفط فى العالم. “ولكن إذا استغرق هذا أكثر من أسبوع ، فإن صناعة النفط ستشهد تأثيرًا كبيراً.”
ارتفع سعر النفط يوم أمس الأربعاء بشكل طفيف بالفعل ، لكن ليس من المعروف ان ذلك بسبب تعطل حركة المرور فى قناة السويس من عدمه ، وليس من المنطق ” حتى الآن ” أن القاء اللوم على تعطل حركة الملاحة.
من المعروف ان مصر لديها ” خط انابيب بجوار قناة السويس لذلك يمكن ضخ النفط من جانب الى اخر. لكن هذا يتطلب ناقلات نفط فارغة على الجانب الآخر “.
عملية إخراج السفينة من مكانها ليست مسألة سحب سهلة ، ولا حتى بعشرات من أقوى القاطرات البحرية ؛ تعتبر السفينة Ever Given واحدة من أكبر سفن الحاويات التي تبحر في بحار العالم. يبلغ طولها 400 متر وعرضها 60 مترًا وتزن أكثر من 200 ألف طن ويبلغ عمقها حوالي 16 مترًا.
فى حين يبلغ عمق قناة السويس 25 مترًا في الوسط ، لكنها تتجه بسرعة نحو الضفاف إلى 15 مترًا و11 مترًا.
تظهر صور الأقمار الصناعية أن إيفر جيفن قد حفرت بعمق في الجسر ومن المحتمل أن تكون السفينة عالقة.
ربما يتكون الحل من مزيج من التجريف – توفير مساحة تحت السفينة عن طريق إزالة الرمال – وإزالة الوزن من السفينة. فيما يتعلق بالأخير ، هناك أمل في أن يكون كافياً لضخ مياه الصابورة والوقود.
إذا سارت الأمور على ما يرام ، يمكن للقاطرات سحب السفينة واقفة. إذا لم يكن الأمر كذلك ، فإن أكثر الأوقات الواعدة للمحاولة الثانية هو يوم الاثنين المقبل.
هذا في أحسن الأحوال. أما في أسوأ الحالات ، يجب أيضًا إزالة الحاويات المحملة بالكامل من السفينة ، إذا كانت الأشياء سيئة حقًا ، فجميع الحاويات البالغ عددها 20 ألفًا.
