فبينما أعلنت الميليشيات الحوثية، مقتل بضعة أفراد وإصابة العشرات، حصل موقع “سكاي نيوز عربية”، على معلومات من مصادر مقربة من الجالية الإثيوبية في صنعاء، تتحدث عن مقتل المئات وإصابة أكثر من ألف شخص.

المصادر، تحدثت عن مقتل نحو 450 من جالية الأورومو الإثيوبية، وهي حصيلة مرشحة للزيادة، بينما أصيب 1500 آخرين، ويوجد في هذا السجن قرابة 4000 لاجئ إثيوبي.

تفاصيل المجزرة

رئيس شبكة مستقبل “أوروميا” للأخبار، جمدا سوتي، قال لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الحوثيين شنوا حملة اعتقالات واسعة الأسابيع الماضية بحق المهاجرين، بغرض تجنيدهم للقتال في الجبهات ولا سيما على الحدود السعودية، ومن كان يرفض يتم إيداعه السجن أو يفرض عليهم مبالغ مالية لا طاقة لهم بدفعها.

وأضاف سوتي “وصلني فيديو بتاريخ 22 فبراير الماضي من داخل صنعاء يتحدث فيه لاجئين عن قيام الحوثيين بحملة الاعتقالات وفرضهم، مبالغ تصل إلى 150 ألف ريال مقابل الافراج على كل شخص تم اعتقاله من خارج صنعاء، و70 ألف ريال على من اعتقلوا من داخل صنعاء“.

وأشار إلى أن السجناء دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجاً على معاملة الحوثيين، مما دفع الحراس إلى الاعتداء عليهم ركلاً وصفعاً لكن السجناء دافعوا عن أنفسهم وأخرجوا الحراس من داخل السجن.

وحول الحادث يقول سوتي: “بدأت الجريمة بإطلاق الرصاص على المهاجرين المحتجين من قبل حراس السجن قتل فيه شخصان، قبل أن تأتي قوة حوثية وترمي بالقنابل على مئات الأشخاص المهاجرين الذين كانوا داخل السجن“.

وأضاف أن المهاجرين يتعرضون من قبل الحوثيين لأبشع أنواع الجرائم، حيث يتم إجبارهم على حمل السلاح والقتال، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي حول ما يتعرض له المهاجرون الذين يقيمون تحت سلطات ميليشيا الحوثي.

 تأكيد حكومي

من جانبه، أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، التفاصيل التي ذكرها جمدا سوتي، مطالبا بتحقيق شفاف ومستقل.

وقال في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته على تويتر “إن المعلومات تؤكد أن الحادثة جاءت بعد قيام ميليشيا الحوثي بحملة اعتقالات للاجئين الأفارقة من الشوارع والأسواق، وتخييرهم بين الالتحاق بدورات ثقافية وعسكرية والزج بهم في جبهات القتال أو سجنهم وترحيلهم، وأن اللاجئين احتجوا على سوء المعاملة في المعتقلات التي تفتقد لأبسط المعايير الإنسانية”.

وأضاف الأرياني أن “التقارير تؤكد مساعي ميليشيا الحوثي لطمس أسباب ومعالم الجريمة التي كشفت الصور والفيديوهات المتداولة حجم بشاعتها، والتقليل من أرقام الضحايا، في الوقت الذي كشفت فيه المنظمة الدولية للهجرة عن تواجد 900 مهاجر في مراكز الاحتجاز، وأن أكثر من 350 تواجدوا في منطقة الحريق لحظة الاندلاع”.

ودعا إلى الضغط على ميليشيا الحوثي لوقف عمليات تجنيد اللاجئين واستغلالهم في العمليات القتالية، وإطلاق جميع المحتجزين احتراما لالتزامات اليمن في هذا الجانب، والسماح لهم بحرية الحركة أو العودة الطوعية الآمنة لمن يرغب.

خيارات قاتلة

المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، يقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جماعة الحوثي قامت قبل أسبوعين بوضع اللاجئين بين 3 خيارات إما دفع غرامات مالية أو الذهاب لجبهات القتال، والخيار الثالث كان الحرق، وعندما رفض اللاجئون تم احتجازهم وإطلاق قنابل حارقة على السجن، أدت لمقتل المئات منهم.

وأضاف الطاهر، أن الأفعال التي يقوم بها الحوثيون تتخطى ما فعله تنظيم داعش، ومن الغريب أن المنظمات الدولية تتعامل معهم كحزب سياسي، ولكنهم في الحقيقة جماعة إرهابية.

ميليشيا الحوثي تحول صنعاء إلى سجن كبير

 ويوم الثلاثاء الماضي، دعت منظمة الهجرة الدولية، في سلسلة تغريدات لها على تويتر، إلى إطلاق سراح جميع المهاجرين من مراكز الاحتجاز، لا سيما أولئك المحتجزين في ظروف غير إنسانية. وقالت المنظمة، في بيان لها، إنها دأبت منذ سنوات على الدعوة بصورة علنية وحثيثة إلى الكفِّ عن استخدام مراكز احتجاز المهاجرين في اليمن.

وأشارت إلى أن “اليمن بلد عبور لعشرات الآلاف من المهاجرين الذين يسافرون بين القرن الأفريقي، والمملكة العربية السعودية”.

وشددت على “توفير الحماية والأمان لجميع الأشخاص في كافة أنحاء اليمن، بمن فيهم المهاجرون طيلة بقائهم في البلد، وتقع المسؤولية في ذلك على عاتق السلطات في المنطقة”.