تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
بقلم رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي | سعيد السبكي
حينما اندلعت شرارة المؤشرات الأولى لفيروس كورونا، كوفيد 19، فى نهاية العام الماضى 2019 بدأت كلمة «جائحة» تنتشر كالنار في الهشيم بكل اللغات، وهى الكلمة التى كانت في عداد النسيان، لغياب مُناسبة زمنية تفرض على المُشتغلين في وسائل الإعلام استخدامها إجباريًا.
فتعرفنا عليها من جديد بالإنجليزية Pandemic وبالفرنسية pandémie وبالألمانية Pandemie وبالهولندية pandemie مثل الألمانية تمامًا، وأعتقد أن ذلك يعود إلى أن كلاً من الألمانية والهولندية من جذور «الجرمانية القديمة». وللحديث بدقة وخصوصية أكثر سيكون موضوع آخر.
أما بيت القصيد فهو تفجر جائحة معلوماتية، واكبت تفشى جائحة كورونا، وهى نوع من اندلاع «كيمياء معلوماتية» بكل اللغات فى كوكب الأرض، كما انتشرت أيضًا أنواع جديدة من حُرية التعبير عن الرأى، هى عبارة عن «أكسجين الديمقراطية» تلك التى التزمت بنشر وتداول المعلومات الصحيحة، استنادًا إلي أدلة وبراهين خبراء أهل العلم والثقة.
وتفجرت أيضًا أمواج وسيول من نظريات: لا أقول المؤامرة بل (المؤامرات)، ودخلت أعداد من البشر فى مُنافسات وتحديات، فاختلط الخبراء والمُحترفون بالجهلة والهواة، كل يدلى بدلوه، وأصبح من الصعب على غالبية البشر، سُكان المعمورة، معرفة والتعرف على من يعرف أو من لا يعرف.
ويبدو أن تفشى ظاهرة انعدام الثقة فى عصرنا الراهن ساهمت هى الأخرى فى زيادة مساحات حالات التخبط، وأصبح من غير اليسير تمكن البشر من اتخاذ قرار مُستنير، فيما إذا كانت هناك بارقة أمل فى ان تقضى اللقاحات التى ظهرت مؤخرًا على فيروس كورونا، تلك اللقاحات التي وافقت عليها دول ومؤسسات معنية بالشئون الدوائية، منحت تصاريح بشأن إمكانية تنفيذ استخدامها.
هنا فى هولندا مثل كل الدول الأوروبية تنقسم المجتمعات فى الرأى، حيث تقود جماعات اليمين السياسى المُتطرف توجهات ترفض أخذ اللقاحات، وهو فى حقيقة الأمر–غريب جدًا– أن تزج تلك الجماعات السياسية بنفسها فى أمر يخص الصحة العامة للمواطنين، كما توجد فئات «المتخوفين المترددين» حتى الآن فى الامتثال لنصائح حكومات بلادهم فى أخذ التطعيمات، إلا أنه حتى اللحظة يبدو أن غالبية الشعوب الأوروبية لن تعترض على أخذ اللقاحات، حماية لأنفسهم من المرض، خاصة مع انتشار معلومات حديثة عن موجة ثالثة من جائحة كورونا، يُقال أنها ستكون أشد قسوة مما سبق.
على كل حال هنا فى أوروبا بدأ كثير من الحكومات فى التشاور مع كثير من وسائل الإعلام على الاتفاق بأن تشهد المرحلة المُقبلة التعامل مع مشاعر الناس بحكمة، ومواجهة الأكاذيب ونظريات المؤامرة بصحافة مسئولة حماية للمجتمعات، وحفاظًا على الصحة العامة.
المصدر | صحيفة الوفد المصرية
جائحة كورونا.. أكسجين الديمقراطية