هولندا لنا أيضاً يا فيلدرز

كتب رئيس تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا : سعيد السبكي –

كشف زعيم حزب الحُرية ” خيرت فليدرز ” عن مُعتقداته العُنصرية المُتطرفة، التي إرتكزت على كراهيته ورفضه للآخر، فقد أفصح بصراحته الفجة في برنامَج حزبه الانتخابي 51 صفحة الذي أعلنه مؤخراً عن خطته الخاصة بإعادة الترحيل، دون استثناء لأبناء بلده من المسلمين الهولنديين، الذين يجدون القواعد الإسلامية أكثر أهمية من القوانين الهولندية، بقوله موجهاً رسالته لكل المسلمين فى هولندا: إذا كُنت تريد أن تعيش وفقًا لقواعد الإسلام والشريعة، فما عليك سوى الذهاب إلى بلد إسلامي.

اتخذ فيلدرز من شعاره العُنصري “هولندا لنا”، عرض سياسة قاسية للهجرة، مُنادياً بإغلاق الحدود أمام جميع طالبي اللجوء من الدول الإسلامية ، وسحب كافة تصاريح الإقامة لـ “المجرمين”، وكذلك إلغاء حق الإقامة لجميع السوريين بخطته في إبعادهم عن هولندا بعودتهم إلى سوريا أو دول أخرى.

وأعلن نيته في أنه سيكون هناك حظر على “نشر الفكر الإسلامي”، ويستخدم إجترار عاطفة البسطاء وكبار السن بقوله انه يعلن ذلك من أجل ان يتلقى الناس الرعاية التي يحتاجون إليها، حيث تكون شوارعنا آمنة مرة أخرى، واستخدام أموالنا لشعبنا، دون الحجاب، ولكن مع الراحة الهولندية النموذجية واحترام كبار السن .

أكد البرنامج الإنتخابي لحزب الحرية ان فيلدرز مازال يتمسك بالمسارات السياسية التي كان حددها  في عام 2004 حينما انفصل عن حزب الـ VVD الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، ومع ذلك يتحدث هذه المرة أكثر عن ذلك.

وصف فيلدرز الاتحاد الأوروبي بأنه إتحاد سياسي فاسد، وقال: “يُمكننا أن نفعل ما يفعله البريطانيون. نحن نستعيد السيطرة على بلدنا، وقوانيننا وأموالنا، وسياسة الهجرة الخاصة بنا.

ووصل به حد التصعيد للدعوة بالإنفصال عن الاتحاد الأوروبي وخروج هولندا Nexit  بانه سيكون يوم عُطلة وطنية.

خداع سياسي واجتماعي

كثير مما ورد فى خُطَّة فيلدرز من الممكن أن يُثير مشاعر إيجابية لدى نسبة لا بأس بها من المواطنين في هولندا، وان لم يحدث تدقيق وتحليل سياسية واقتصادي، لفهم عادل يستند إلى واقع وإمكانية تحقيق ما يدعو حزب الحُرية إلى تطبيقه PVV فإن خطر كسبه وحصد أصوات ناخبين تبقى قائمة.

من وجهة نظر اجتماعية واقتصادية، يريد فيلدرز التنافس صراحة مع الأحزاب الموجودة على الجانب الأيسر من مجلس النواب.

يقول فيلدرز أن الحياة لجميع الهولنديين أرخص بكثيرحينما تنخفض قيمة فواتير الطاقة من غاز وكهرباء واستهلاك مياه، وضريبة القيمة المضافة على أسعار المواد الغذائية والإيجارات، ويعد بإرتفاع الحد الأدنى للأجور. وهذا كلام خادع لأنه اذا كان حق فهو يريد به باطل، وهو تضليل للبُسطاء من أبناء الشعب الهولندي، ويهدف بتلك الدعاية الإنتخابية الرخيصة حصد أصوات إنتخابية.

ليس من الواضح من أين سيأتي حزب الحرية بالأموال اللازمة لتحقيق مزاعمه، وهو إلى ذلك يفتقد للمصداقية لأنه ببساطة شديدة لم يحسب برنامجه عن طريق Centraal Planbureau مجلس التخطيط المركزي.

موضوع ذات صلة:

فيلدرز سياسي قومي يعمل لمصلحة شعبه | أين أنتم يا مُسلمي هولندا

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

تعليق واحد

  1. رائع تحليلا ومضمونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *