بليك الجاسوس الراحل | ” رُبما ” لم يكن الوحيد من أب مصري وأم هولندية (1)

كتب رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا | سعيد السبكي

تفرض المسؤولية الذاتية وضمير مهنة الصحافة واجبات أمنية وإجتماعية، ندفع في بعض الظروف ثمن الصمت المحمود ، ولا يعرف الا القليل من الناس انه يكون سكوتاً مؤقتاً، حتى وان تم توجيه اتهامات لنا بقصص من نسج خيال مريض، لأصحاب أهداف عدائية  خبيثة المقصد والمصالح، إما تورطوا فيها عن غباء، أو عن تعمد بسبب الوفاء لمأجور هنا أو هناك. فما علاقة ما ذكرته آنفاً بالجاسوس ” بليك” من أبُّ مصري يهودي وأم هولندية؟ . . !

العلاقة هي بفعل الزمان والمكان، فالأول هو وفاة الجاسوس بليك أول أمسِ السبت 26 ديسمبر 2020،والمكان هو مدينة روتردام، مسقط رأس الجاسوس الراحل، حيث ان تلك المدينة الهولندية شهدت وجه شبه بينه وبين راحل آخر، من أبُّ مصري ولد وتربى في مدينة ساحلية على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، دفعت به ظروف العمل على السُفن البحرية التجارية إلى بحر الشمال بهولندا، وفى واحدة من رحلاته حط به المطاف في مدينة روتردام، وتزوج من هولندية أنجب منها ولد ( ش.ز ) الذي كبر وترعرع في مدينة روتردام، وعاش لسنوات طويلة في شوارعها الخلفية.

لقد أحاطت بـ ( ش.ز) شُبهات انه يعمل لحساب أحد أجهزة الاستخبارات الـ ( …… ) أقول شُبهات لأنه لم يثبُت بالأدلة القاطعة تورطه فى أنشطة تجسُسية، ليس بسبب ذكاءه وفطنته، ولكن لأنه ” إذا كان مارس (العمالة القذرة) فعلًا لحساب جهاز ما ” فإنه كان فى المراتب السُفلى، وفى كل الأحوال لم تكُن الشُبهات التي لاحقته في حياته وبعد مماته من فراغ، حيث كانت هناك إشارات ليست بالقليلة ترجح كفة الاتهامات نحو عمالته لجهة ما.

تكمن تلك المؤشرات فى كيفية كانت نوعيات إدارته لحياته الإجتماعية والعملية، منذ منتصف السبعينات وحتى وفاته، وإختيارات علاقاته بشباب من جنسيات عربية بعينها، على رأسها ( المصرية والفلسطينية )، وكذلك أماكن بعينها كان يتردد عليها، ومنها واحد من حانات مدينة روتردام،)  حيفا بار فى شارع Nieuwe Binnenweg ) كان يملك محل بيع الخمور يهودي يتحدث العربية بلهجة شامية، أقرب الى السورية من الفلسطينية، وهو كان صدديقاً لـ ( ش.ز) وكانا كلاهما حريصان على عدم إظهار صداقتهما، الا ان بعض الشواهد وزلات اللسان بفعل إحتساء الخمر، كانت تفضح محاولة إخفاء الصداقة القوية والمصالح بينهما.

كان (ش.ز) يعمل داخل ميناء روتردام بصفة شبه دائمة بالقرب من أرصفة رسو سفن البضائع المصرية، التي تأتى الى هولندا – لا أعتقد ان ذلك كان من قبيل المُصادفة البحتة – لأنه كان كُلما تغير مكان رصيف ترسو عليه سفينة مصرية فإن ( ش.ز) كان هناك.

للحديث بقية ان شاء الله

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

في ذكرى فتح مكة وغزوة بدر

القاهرة | خاص يستعد المطرب والمبتهل بالإذاعة والتليفزيون إبراهيم السيد راشد تسجيل العمل الفني فتح …

2 تعليقات

  1. في انتظار البقية ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *