خطر الإخوان على الأنظمة الديمقراطية الأوروبية

كتب رئيس تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا : سعيد السبكي

يُعتبر عام 2020 هو الأسوء في تاريخ حركة تنظيم الإخوان المُسلمين بأوروبا، بعد تشديد عدد من أجهزة الاستخبارات الأوروبية، ولا سيما فرنسا وألمانيا رصد ومُراقبة أنشطة وتحركات لوجستية لأهم عناصر قيادة الجماعة، بتتبع كل ما امكن من اتصالات مُباشرة، وعبر المُكالمات التليفونية ووسائط التواصل الاجتماعي الغير علنية.

الأمر الذي أدى إلى حالة من التراجع الكبير لأنشطة جماعة الإخوان عقب تشديد دول أوروبا اجراءاتها ضد الواجهات العلنية التي يتخذها تنظيم الإخوان ستاراً يتخفى وراءه لمُمارسة أنشطته المُختلفة.

الإدارات السياسية لكثير من حكومات دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 بدأت فعلًا تصل إلى قناعة بان الاسلام السياسي المُتمثل في تنظيم الإخوان يُمثل خطراً حقيقياً على الأنظمة الديمقراطية في دول أوروبا.

تقارير أجهزة الاستخبارات الأوروبية من مُنتصف العام المنصرم 2019 حتى شهر نوفمبر الماضى العام الحالي 2020 خلصت إلى نتائج بان انشطة الإخوان تحديدا، تعمل على خلق مُجتمعات موازية داخل أوروبا، تستخدم فى ذلك الإنخراط والتأثير على المُجتمعات العربية والاسلامية في الأراضي الأوروبية، بوسائل القوة الناعمة المتنوعة، الأمر الذي يُهدد امن أوروبا من الداخل.

لذلك كان لابد من تضييق الخناق على الإخوان، واتخذت أوروبا خلال العام الجاري 2020  اجراءات اكثر شدة ضد الاسلام السياسي، بعد ان كشفت الكثير من الواجهات والمراكز والجمعيات التي ينشط من داخلها.

 ولم تنكر تقارير استخباراتية أوروبية ان عملية الفصل مابين الاخوان والواجهات التي ينشط خلفها او إيجاد علاقات إدارية مابين الإخوان والواجهات كان غاية في الصعوبة، بل كان شبه مُستحيل في بعض الظروف، وتحدي واجه عُملاء اجهزة الاستخبارات، وما زال هذا التحدي كبيراً حتى الآن.

ولم تتردد الاستخبارات الأوروبية هذا العام من كشف مصادر تمويل تركيا وقطر لبعض المساجد والمراكز في أوروبا، ابرزها  منظمات الاغاثة الاسلامية في اوروبا، واستغلالها الاتحادات والمجالس الاسلامية.

في هذا السياق كشف تقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية برلين الألمانية في 20 مايو العام الجاري 2020  إن جماعة الإخوان، وحركة ميللي جورش التركية، يعملان تحت إشراف 600 قياديا مؤثرا في برلين.ووصف التقرير تنظيم الإخوان بأنه “يمثل تهديدا للنظام الديمقراطي في ألمانيا

كما حذرت الاستخبارات الأوروبية من وسائل واساليب عمل الاخوان في الاستقطاب والتجنيد من خلال السياسات الناعمة، بالتغلغل في المجتمعات الاوروبية تحت حجة “التعليم، والمدارس الخاصة، وخلايا الأسرة ومساعدة الاجئين وتضخيم الاسلامفوبيا وتطبيقات “حلال” على الهواتف الذكية وغيرها، ساعدت البرلمانات بالحصول على الكثير من الحقائق وهذا مايعطيها فرصة مستقبلا بتقديم اي مشروع لحظر الجماعة، الى جانب توعية المسلمين في اوروبا من مخاطر الجماعة.

وقد بات متوقعا ان تبذل دول اوروبا أخرى جهود اوسع بتضيق الخناق على الجماعة في اوروبا، وربما تسعى دول اوروبا الى التعاون مع بعض دول المنطقة، لمحاربة مخاطر الإخوان تحديدا في أوروبا.

تفيد أيضاً التقارير الأمنية بان حكومات دول أوروبا بذلت جهوداً كبيرة في غلق بعض مراكز الاخوان خاصة في فرنسا والمانيا، واعتبرت ذلك بمثابة “صحوة” أمنية في مواجهة الاسلام السياسي من الداخل، بتتبع مصادر التمويلات المالية، وتعقب تورط بعض عناصره بالتحريض على الإرهاب والتطرف، وقد ثبت بالأدلة وجود علاقات وطيدة بين كثير من الجمعيات الخيرية وخاصة مُنظمات الإغاثة الإسلامية في فرنسا بتنظيم الإخوان.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *