السيمينار العلمي الافتراضي حول الرؤية الاستشرافية لمناهضة التمييز الجندري عبر الوسائط الجديدة

 

شبكة تايم نيوز أوروبا|خولة قريبي|الجزائر

انطلق مساء امس الاثنين, في حدود الساعة السادسة بتوقيت الجزائر و السابعة بتوقيت القاهرة, سيمنار علمي لافتراضي الرابع لشعبة الاعلام و المرأة, عبر تطبيق زوم, و الذي جاء تحت عنوان إستشراف مستقبلي لدور الاعلام الرقمي في مناهضة التمييز الجندري, حيث كانت تحت تنظيم منتدى الاصالة و التجديد في بحوث الاعلام, و تحت رعاية كل من رئيس المنتدى ا.د محمد سعد و رئيسة الشعبة د. امال سعد متولي, حاضر ضمن هذا الصرع العلمي ثلة من اساتذة الاعلام و الاكاديميين بالجامعات و المراكز البحثية من كافة انحاء الوطن العربي.
عالج رئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام-جامعة الاقصى- نقاط مهمة للغاية تصب في فحوى الموضوع, اذ انطلق من المدخل العام و التاريخي لمعنى مصطلح الجندري معبرا بأنه يستخدم للتعبير عن العادات و المعتقدات و كذا في التمييز بين الجنسين, اذ يعتبر هذا الاخير نوع من الانواع العنصرية, كما اضاف الدكتور في محاضرته القيمة أن التمييز الجندري منتشر في كل دول العالم, عبر اساليب مختلفة, يستمر نتيجة بقايا القوالب النمطية و الموروثات الثقافية, حيث تعمل المرأة في حد ذاتها على إستمرار هذا العنصر البيلوجي, كما عبر الدكتور في كلامه بأنها “تساعد الجلاد في جلدها” اي الضحية مقتنعة بأنها هي الضحية, كما حدد الدكتور مجموعة من الاشكاليات العميقة من بينها: مدى قدرة وسائل الاعلام على تبني مثل هذه القضايا, ومن يقود المؤسسات الاعلامية في وقتنا الراهن, اي (إشكالية القيادة), ومن هنا استهل الدكتور صلب الموضوع بحل الإشكاليات العالقة ضمن الاعلام التقليدي نافيا قيمته الفعلية في ابراز دور المرأة في المجتمع, على عكس الاعلام الرقمي الذي عدد تسمياته منها: الالكتروني, الوسائطي, الشبكي, التقني, فهو يفتح المجال الواسع للتعارف المعلوماتي, و يقدم للمرأة وفرة من الفرص للتعريف بنفسها في أوساط المجتمع الافترضي, اذ يروج للمرأة بطريقة لبقة اي اتاح لها الفرصة للتعبير عن نفسها و ذاتها, على عكس التقليدي الذي إستعملها كسلعة ترويجية, كما قدم الاعلام الرقمي بطريقة غير مباشرة الدور المتساوي في الاهتمامات الموضوعية مثلا اليوتيوب خير دليل على ذلك, اذ ان المحتوى قد يتشارك فيه الجنسين و يعمل على تقديمه للجمهور القارئ بنفس الامكانيات و القدرات, قدم كذلك الدكتور مجموعة من المبررات العلمية على شرحه الوفير منها: ان الاعلام الرقمي هو وسيلة تفاعلية يهدف للاتصال الواسع و القدرة على التأثير, و ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تتناول مواضيع كانت في الماضي طابوهات, اي مسكوت عنها ومن هذه الواضيع (قضية التمييز الجندري المعالجة في السيمنار, وكذا العنف ضد المرأة بمختلف توجهاته..) كما ان التطبيقات مفتوحة امام جميع الاصناف و الجنسيات, حيث لا يمكن التحكم في المضامين المقدمة فيها, و ان قدرة المستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي عالية جدا حيث انها تقدم الحدث بتوثيقات من صور و فيديوهات و نصوص مكتوبة و ربورتاجات, و زيادة عن جل تلك الطابهوت عالج المجتمع المصري موضوع التحرش الجماعي اذ قدمه الدكتور في محاضرته كمثال للتمييز في كيفية معالجة الاعلام التقليدي لهذا الموضوع عارضا لنا الحادثة في استحياء تام وفق اجندة التحرير لكل قناة او جريدة, عكس المناقشات الالكترونية الواسعة التي فتحت المجال لهذا الموضوع الذي طرح في اواخر ديسمبر 2010, بشكل مستفيض و غير محدود, وعلى اثر الضحة التي عبرت عنها المرأة المصرية التم الرأي العام حول هذا الموضوع و عولج بإسهاب و بأشكال مختلفة حتى انه لامس الفن الرابع في عرض فيلم عن هذه الظاهرة.
لم يكتف الدكتور عن هذا الحد, فقد اعطى رؤية مستقبلية بناءا على المعطيات و التحديات منها: يمكن ان تشكل وسائط الاتصال الجماهيرية عالم خاص للمرأة بعيد عن العالم الحقيقي, تتمكن المرأة من تقويض الصورة النمطية كما يمكنها اختراق الفضاء الالكتروني و النسق الرمزي وتشكيل موجة من التنظيم النسوي عبره.
وفي ختام محاضرته قدم تسائل للمراة وهو: هل هي مدركة ان لها مشكلة حقيقية و أنها قادرة على مواجهتها!!!.
من جهة اخرى في تدخل جد مقتضب للدكتورة سليمة حسن زيدان, وكيلة كلية الاعلام جامعة بنغازي, اكدت هي الاخرى و أيدت ما قدمه الدكتور, فبدأت من حيث توقف معربة بأن البيئة الرقمية الجديدة قدمت العديد من المحتويات على أساس الادوار الذي يقوم بها كلا الطرفين (الذكر,الانثى) كما اضافت قائلة بأن الوسائط هي بيئة حاضنة لمثل هذه المواضيع و مساندة في حلها.
ومن خلال حديثها اعطت مثالا عن المجتمع الليبي و كيف تعامل مع نتائج الاعدادية التي عرضت في عبر منصات التواصل الاجتماعي, حيث لاحظت الدكتورة بأن نتائج الفتيات عليها كاشط على صورهم او على أسماء امهاتهم, هاضمين بذلك حق المرأة على انها جزء من هذا النجاح, هذه الصورة هي عبارة عن عنف رمزي خفي, فشكل المرأة المعلب الذي روج له الاعلام التقليدي اعطى إشكالية رؤية المرأة لنفسها و صعب عليها تغيير إتجاهاتها و أفكارها, اما بالنسبة لما عانت منه المرأة في حياتها العادية الاسرية فهو حقيقة ليست بيدها ان تغيرها, و هذا الضعف إستحسنه الرجل و استفاد منه لتسليط نفوذه.
وفي ختام السمينار تم فتح باب النقاش للحاضرين, إذ طلبت الدكتورة علياء رمضان من المجتمع المدني مساعدة المرأة و اعطاءها فرص أوفر في المجتمع, كما حلل الدكتور حسين سعد في مداخلته للصورة النمطية للمرأة في الاسلام و تطور تلك الصورة من عصر الى اخر.

عن admin1

شاهد أيضاً

شاهد | أنا الفريدة..فيلم سينمائي عن الكعبة المشرفة

تايم نيوز أوروبا بالعربي | الحرم المكي أطلقت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *