د.ماجدة محمود

يقظة وعي | فراشة فوق السحاب

يقظة وعي | بقلم –  الإعلامية دكتورة ماجدة محمود

نسمع ونقرأ كثيراً عن توارد الأفكار، لكن ان تعيش التجربة في ذات الوقت، على الرغْم من بُعد المسافات بآلاف الأميال، عن مكان إقامة إنسان آخر يُشاركك مشاعر اللحظة، وتترجم معه ذات المعنى الغائب الحاضر، لا أملك إلا الاندهاش ومصداقية قاعدة فلسفية يتفق ويختلف عليها البعض، لكنها الحقيقة التي أردت مُشاركتكم إياها أعزائي قراء تايم  نيوز أوروبا.

أتحدث عن الزميل الإعلامي سعيد السبكي رئيس تحرير بيتي الجديد الذي انضممت لأسرته، فلما لا وهو خبير الصحافة الأليكترونية الذي كان له شرف رئاسة تحرير القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية مكتب القاهرة . . فما هى الحكاية؟.
في معرض حديث لنا عن بعض الخصائص الفنية للصحافة الأليكترونية في عصرنا الراهن ومستقبلها كنت أنا وزميلي نبحث عن عدد من الاختيارات لإسم الباب الذى سأكتب فيه مقالة رأي خاصة بي، فإذا هو ينطق ذات الحروف التي كنت أستعد إلى لملمتها في جُملة واحدة، ومن هنا جاء اختيار اسم “فراشة فوق السحاب” . دق قلبي وكاد جسدي يطير وتخرج منى روحي تحلق بعيدا عالياً .. كدت أشعر بإغماءة بين اليقظة واللاوعي أسترجعت خلالها ماضي لا أخجل من مصارحتكم به، وأحلق معكم الى أبعد ما هو فوق السحاب .. كما اني لم أخف فضولي لمعرفة كيف حدث توارد الأفكار، وما هي الانطباعات التي رصدها زميلي وأدت لاختيار الاسم، فكانت مُفاجئة لي صورة التحليل برسم لوحة من خلالها قال لي : “

تابعت لعدة سنوات ما تكتبيه عن فقيدك، بأحزان أم قد لا يستطيع كثير من البشر لمس حس قلب يعتصر ألماً، إلا من عاش ذات المشاعر أو ما يشبهها، وحينما تتحدثي عن ذاكرة الفقد الغالي والألم الناتج عنه، ثم لا تمر الا ساعات قليلة وتعاودي الكتابة، تحلقي بأجنحة وتصعدي إلى أعلى تتناولي قضية أخرى ليست شخصية، قضية تمسي كثير من بني الانسان، وتتشكلي كالفراشة بألوان من صحراوية الرمال إلى نقاء وبياض الثلوج، ثم تغيبي خلف الضباب وتعبري فوق السحاب، وكأنك فى رحلات بين واقعية الأرض وأحلام انسان، مرة يخفف آلام آخرين وأخرى توقظ فيهم مشاعر الفرح”

اسمحوا لي قول ان كثير من مقالاتي ستكون في إطار بعض تجارب حياتيه لشخصي المتواضع، بين طفولة شاقة نسبياً في أحضان الريف المصري، ودفء أم قوية صلبه، واجهت الحياه بصعوباتها، وحيدة مع اثنين من الأخوه تحمينا في أحضانها كما القطه التي تحمى صغارها، وشعور اليُتم بفقدان الأبُّ الذي وقع تحت ظروف خاصة لم تمكنه من فعل ما كنت أتمناه وهو على قيد الحياه، إلى إصراري على التحدي، أعيش وأكمل مسيرتي العلميه والحياتية وأمومتى وفقدي لفلذة كبدي وليدى ومرارة الفقد لقطعة من قلبي.

ربما يكون فى تجربتى الحياتيه شبه لكثير مثلى، ولكن تفاصيل الصبر والتحدي والإصرار على التحدي ربما تكون دروس للبعض ولا سيما شبابنا الذى يعاني من وقت لآخر من مشاعر الحيرة بين ثقافته الشرقية الأصلية والثقافه الغربيه، التي تقتحم مجتمعاتنا الشرقية.

لعلها تكون رسالة حب للبعض، وشكر لآخرين، فقد تعلمت الكثير ممن قدموا لي الخير والشر فى آن واحد، وخالص الشكر للزميل والصديق الإعلامي والكاتب الأستاذ سعيد السبكي على اتاحة هذه الفرصه لي لأكون ضيفة خفيفة على كل قراء تايم نيوز أوروبا، بإطلالة أسبوعية على عرب المهجر كل يوم أحد.

ولتنتظروا مقالتي القادمة على بركة الله.

magy-news@hotmail.com

 

 

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *