مقصلة قطع الرؤوس اختراع فرنسي | التاريخ لا يكذب

بقلم : فتحى مورللي

 كلنا ندين العنف واراقة الدم. كذلك يجب ادانة ماكرون بسبب استفزازه للمسلمين بدلا من تهدئة الأوضاع. فقد صرح أن تشويه صورة النبي محمد بنشر رسوم كاريكاتورية تهينه يدخل في اطار حرية التعبير. المسلمون ليسوا ضد حرية التعبير.

اذا أراد ماكرون نشر رسوم تمثل زوجته مجردة من ملابسها وهي تعرض خلفيها العارية للملئ وهي تسأل: ألا تعجبكم مؤخرتي؟ فهذا لا يهين المسلمين ولن يتدخلوا في الموضوع. عارهم يبقى في دارهم. أما عندما يصبح هذا المشهد بدون أي سبب يتعلق بنبي الاسلام فهذا لا علاقة له بحرية التعبير بل هو استفزاز رخيص. وستجد دائما من لا يتحمل ذلك ويرد عليه بطريقة نأسف لها لأنها تمس سمعة جميع المسلمين وتزيد الطين بلة. وأظن أن هذا ما يسعى اليه ماكرون المتخرج من بنك روتشيلد. مشاعره حساسة للمال أكثر مما هي حساسة لمشاعر غيره.

فرنسا كانت دائما تتعامل مع العرب والمسلمين بالعنف واراقة الدماء. وفرنسا اخترعت المقصلة لقطع الرؤوس وهذا تقليد فرنسي عريق دام حتى الستينات من القرن الماضي. وآخر شخص تم قطع رأسه بالمقصلة كان تونسيا. في أثناء حرب الجزائر كان ميتيران لمدة عام ونصف وزيرا للعدل. وفي خلال تلك الفترة أرسل 47 من المقاومين الجزائريين الى المقصلة.

بعده تغير النظام وأسس الجنرال دي غول الجمهورية الخامسة. وفي بدايتها أرسل 85 من المقاومين الجزائريين الى المقصلة لقطع رؤوسهم بتهمة الارهاب لأنهم حملوا السلاح ضد الاستعمار الفرنسي الذي دام 130 عاما وكانت العنصرية ضد المسلمين أهم معالمه. وللتذكير عندما كان دي غول لاجئا في فرنسا في أيام الحرب العالمية الثانية كان يدعو الفرنسيين من اذاعة بي بي سي في لندن الى ارتكاب أعمال ارهابية ضد المحتلين الألمان الذين لم يدم احتلالهم لفرنسا أكثر من أربع سنين. كما كان دي غول يقول: العربي أو المسلم لا يساوي فرنسيا.

ويضيف: العرب ” كلوشارات” بمعني شحادون ومتسكعون في الشوارع. هذه شهادات مسجلة عليه. نحن أصبحنا اليوم في واقع الأمر نعيش صراع الحضارات الذي تكهن به عالم الاجتماع الأمريكي هنتنغتون في كتابه الشهير الذي يقول فيه: بعد الحرب الباردة ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة. ماكرون يجسد هذه المقوله باستفزاز واهانة الأقليات الاسلامية في فرنسا. بل انه نقل الصراع الى استفزاز الرئيس التركي منذ مدة حيث ينشر الاعلام الفرنسي صورا كاريكاتورية مهينة له.

في هولندا كذلك نشر العنصري فيلدرس صورا كاريكاتورية تستهزئ بأردوغان لابسا عمامة أعلاها قنبلة جاهزة لاحداث تفجير ارهابي. الصراع الحالي أصبح بين الحكام ولكن اذا احتدم ستكون الشعوب هي الضحية.

اقرأ أيضاً:

رسوم مُسيئة للنبي عرضها مدرس في بلجيكا وتم فصله من العمل

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الإفلاس الإبداعي للإعلانات التجارية في اختزال الشعور بالسعادة بالرقص

بقلم | عنتر المصيلحي تعتبر الإعلانات واحدة من أهم سائل التسويق التى يعتمد عليها وتستخدمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *